حفتر خلال استعراض عسكري في بنغازي في أيار/مايو 2018
حفتر خلال استعراض عسكري في بنغازي في أيار/مايو 2018

اعتبر وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو الجمعة أنّ المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، هو "محاور لا يمكن تجاهله" في الأزمة التي تتخبّط فيها ليبيا منذ سنوات والتي انفجرت قبل أشهر حرباً بين قوات حفتر وقوات الحكومة المعترف بها دولياً ومقرّها طرابلس.

وقال موافيرو عقب لقائه في روما مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة إنّ "المشير حفتر هو طرف أساسي في السيناريو الليبي ومُحاور لا يمكن تجاهله".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك "في النزاعات أنت لا تختار خصومك، حتّى وإن كنت أحياناً تفضّل لو كانوا أشخاصاً آخرين". وتابع الوزير الإيطالي "إذا كنت في طرابلس، فإنّ من يواجهك هو المشير حفتر، وبالتالي عليك أن تتعامل مع الواقع كما هو".

وعقد الوزير الإيطالي والمبعوث الأممي مؤتمرهما الصحفي عقب مشاركتهما في مؤتمر حضره ممثلو الدول الستّ المعنية بالملف الليبي وهي إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة.

من جهته، قال سلامة بشأن مراكز الاعتقال التي يحتجز فيها المهاجرون غير النظاميين في ليبيا إنّ هذا "جزء صغير فقط من المشكلة التي تواجهنا".

وأضاف المبعوث الأممي مخاطباً الصحفيين "لا تكونوا مهووسين بمراكز الاحتجاز. لدينا نحو 800 ألف مقيم غير شرعي في ليبيا وعلينا أن نعتني بهم جميعاً".

وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتفاقمت حدة الأزمة مع بدء المشير حفتر في 4 أبريل بعملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد تقدّم سريع، تعثّرت قوات حفتر على أبواب طرابلس في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق التي سدّدت لها ضربة موجعة الأربعاء بسيطرتها بشكل مفاجئ على مدينة غريان التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسية لحفتر في معاركه جنوب العاصمة.

وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

وتعتبر روما من أبرز الداعمين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السرّاج. وروما، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، تسعى للاحتفاظ بنفوذها وحماية مصالحها الاقتصادية، وخصوصا النفطية في جارتها الجنوبية.

وأدّت محاولات إيطاليا فرض نفسها اللاعب الدولي الأساسي في الأزمة الليبية إلى توتّرات بينها وبين فرنسا.

نحو 200 ألف شخص قتلوا نتيجة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي
نحو 200 ألف شخص قتلوا نتيجة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي

حصلت منظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية، الجمعة، على جائزة نوبل للسلام في خطوة تهدف للاعتراف بجهودها الحثيثة في مجال مكافحة الأسلحة النووية وكذلك بمثابة تحذير للدول النووية من استخدام أسلحتها.

وقال رئيس لجنة نوبل النروجية يورغن واتني فريدنيس لدى إعلانه اسم الفائز، إن اللجنة اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددا بتاتا".

ودأبت لجنة نوبل النرويجية على التركيز على قضية الأسلحة النووية، وكان آخرها منحها الجائزة للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية في عام 2017.

ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام التي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو مليون دولار، في أوسلو في 10 ديسمبر، في الذكرى السنوية لوفاة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجوائز في وصيته عام 1895.

نيهون هيدانكيو

تأسس المنظمة اليابانية في 10 أغسطس 1956، أي بعد نحو عقد من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت إلقاء الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.

ضربت القنبلة النووية الأولى هيروشيما في 6 أغسطس 1945، وأسفرت عن مقتل 140 ألف شخص. وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة ناغازاكي، ما أسفر عن مقتل 74 ألف شخص العديد منهم نجوا من الانفجار، ولكنهم ماتوا في وقت لاحق بسبب التعرض للإشعاع.

يعرف أعضاء المنظمة، الذين يطلق عليهم أيضا اسم "هيباكوشا"، بتكريس حياتهم للنضال من أجل عالم بلا أسلحة نووية.

تأسست "نيهون هيدانكيو" كمنظمة تمثل الناجين من القنبلة الذرية الذين واصلوا معاناتهم من الآثار الجسدية للإشعاع وكذلك من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالحرب.

تضم المنظمة أعضاء في جميع أنحاء اليابان وهي المجموعة الوطنية الوحيدة التي تمثل الناجين من القنبلة الذرية في البلاد.

منذ تأسيسها، أرسلت المجموعة ناجين إلى مختلف أنحاء العالم لمشاركة تجاربهم مع الآثار المدمرة للتعرض للإشعاع الناتج عن القنبلة الذرية.

وقالت المجموعة في بيانها التأسيسي عام 1956: "يجب ألا يتحمل الإنسان مرة أخرى التضحية والعذاب الذي عانينا منه".

الناجون الذين عانوا من إصابات شديدة وأمراض إشعاعية بعد القصف الذري يُعرفون باسم "هيباكوشا"، والتي تعني "الأشخاص المتأثرين بالقنبلة".

في عام 1956، بدأت مجموعات محلية من "الهيباكوشا" في الاتحاد، ليجري فيما بعد تأسيس "نيهون هيدانكيو".

خلال العقود الماضية، جمعت المنظمة آلاف الشهادات من الناجين، وأرسلت وفودا سنوية إلى الأمم المتحدة ومؤتمرات السلام، للمطالبة بنزع السلاح النووي.

جرى ترشيح المنظمة لجائزة نوبل للسلام مرات عديدة في الماضي، بما في ذلك في عام 2005 عندما حصلت على إشارة خاصة من اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، وفقا لموقعها الإلكتروني.

تتلخص الأهداف الرئيسية لمنظمة "نيهون هيدانكيو" في أمرين، الأول هو تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لجميع ضحايا القنبلتين، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون خارج اليابان، والثاني ضمان عدم تعرض أي شخص آخر للكوارث التي حلت بالضحايا.