اعتبر وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو الجمعة أنّ المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، هو "محاور لا يمكن تجاهله" في الأزمة التي تتخبّط فيها ليبيا منذ سنوات والتي انفجرت قبل أشهر حرباً بين قوات حفتر وقوات الحكومة المعترف بها دولياً ومقرّها طرابلس.
وقال موافيرو عقب لقائه في روما مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة إنّ "المشير حفتر هو طرف أساسي في السيناريو الليبي ومُحاور لا يمكن تجاهله".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك "في النزاعات أنت لا تختار خصومك، حتّى وإن كنت أحياناً تفضّل لو كانوا أشخاصاً آخرين". وتابع الوزير الإيطالي "إذا كنت في طرابلس، فإنّ من يواجهك هو المشير حفتر، وبالتالي عليك أن تتعامل مع الواقع كما هو".
وعقد الوزير الإيطالي والمبعوث الأممي مؤتمرهما الصحفي عقب مشاركتهما في مؤتمر حضره ممثلو الدول الستّ المعنية بالملف الليبي وهي إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة.
من جهته، قال سلامة بشأن مراكز الاعتقال التي يحتجز فيها المهاجرون غير النظاميين في ليبيا إنّ هذا "جزء صغير فقط من المشكلة التي تواجهنا".
وأضاف المبعوث الأممي مخاطباً الصحفيين "لا تكونوا مهووسين بمراكز الاحتجاز. لدينا نحو 800 ألف مقيم غير شرعي في ليبيا وعلينا أن نعتني بهم جميعاً".
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتفاقمت حدة الأزمة مع بدء المشير حفتر في 4 أبريل بعملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي يعترف بها المجتمع الدولي.
وبعد تقدّم سريع، تعثّرت قوات حفتر على أبواب طرابلس في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق التي سدّدت لها ضربة موجعة الأربعاء بسيطرتها بشكل مفاجئ على مدينة غريان التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسية لحفتر في معاركه جنوب العاصمة.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.
وتعتبر روما من أبرز الداعمين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السرّاج. وروما، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، تسعى للاحتفاظ بنفوذها وحماية مصالحها الاقتصادية، وخصوصا النفطية في جارتها الجنوبية.
وأدّت محاولات إيطاليا فرض نفسها اللاعب الدولي الأساسي في الأزمة الليبية إلى توتّرات بينها وبين فرنسا.