رئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان يحيي مناصريه في أم درمان
رئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان يحيي مناصريه في أم درمان

أفادت مصادر لقناة الحرة بأن قوات الأمن السودانية اقتحمت مقر انعقاد المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير، السبت.

وقال أحمد الربيع القيادي في "تجمّع المهنيين السودانيين": "وصلت إلى مقرّنا ثلاث سيارات محمّلة بمسلحين من قوات الدعم السريع ودخلوا المبنى وأمروا من كانوا به بالمغادرة".

ولاحقا قال التجمع في بيان "ماضون في طريق الثورة بثبات، ومليونية 30 يونيو ستكون رداً قوياً على هذا السلوك الدكتاتوري".

ومنع المجلس العسكري الانتقالي شركات الخدمات الإعلامية من تقديم خدمات البث المباشر لتغطية 'مليونية 30 يونيو' المقررة الأحد.

وأكّد رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان في خطاب السبت أنّ الجيش لن يسلّم السلطة "إلا لحكومة منتخبة يرضى عنها الشعب السوداني".

وقال في خطاب جماهيري في أم درمان، الواقعة قبالة الخرطوم على الضفة الأخرى لنهر النيل، "سنتفاوض مع الجميع من أجل بناء السودان الجديد، سودان يقوده الشباب، ولن نسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة يرضى عنها الشعب السوداني".

وأضاف "نريد سوداناً جديداً يعترف فيه الجميع بأخطائهم، يعترف فيه المؤتمر الوطني بأخطائه في حق الشعب السوداني، والأحزاب الأخرى أيضاً تعترف بأخطائها، سوداناً لا وجود فيه للجلابي أو أحزاب تنظر للناس نظرة نمطية أو على أساس طبقي".

ووعد البرهان بتوفير خدمات الكهرباء والصحة والتعليم والمياه النظيفة لسكان الأطراف.

وسيكون تحرّك الأحد أول محاولة لحشد المتظاهرين في جميع أرجاء البلاد منذ قمع اعتصام المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم في الثالث من يونيو.

وجاء تفريق الاعتصام بعد انهيار المفاوضات بين التحالف والمجلس العسكري حول الجهة التي ينبغي أن تترأس الحكومة الانتقالية.

ومذاك، قتل 130 شخصا معظمهم يوم فض الاعتصام، بحسب ما أعلنت لجنة الأطباء المقربة من "تحالف الحرية والتغيير". إلا أنّ وزارة الصحة السودانية ذكرت أن الحصيلة في ذلك اليوم بلغت 61 قتيلا فقط في أرجاء البلاد.​

حميدتي يحذر 

وحذر نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو في وقت سابق السبت، من أنه لن يتسامح مع محاولات "التخريب" التي قد تتخلل تظاهرة حاشدة لحركة الاحتجاج مقررة الأحد، وشدد على أن الجيش سيسلم السلطة لحكومة مدنية.

وجاء تحذير دقلو عشية تظاهرة "مليونية" دعا إليها تحالف "الحرية والتغيير" المنظم للاحتجاجات في السودان ضد الجيش الذي تولى السلطة بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل.

وقال دقلو، المشهور بـ"حميدتي"، في كلمة خلال مسيرة نقلها التلفزيون الرسمي موجهة على الأرجح لمنظمي تظاهرة الأحد "هناك مخربون، هناك أناس عندهم أجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل".

تجدد المظاهرات الاحتجاجية في السودان
السودان.. هل يشهد 30 يونيو المواجهة الأخيرة؟
في الوقت الذي ينتظر فيه السودانيون إعلان المجلس العسكري الحاكم موقفه من المقترح الإثيوبي لاستكمال مفاوضات تسليم السلطة للمدنيين، دعت قوى الحرية والتغيير قائدة حركة الاحتجاج منذ أشهر، إلى تظاهرة مليونية في الثلاثين من يونيو الجاري، في ظل بوادر لعدم قبول المجلس العسكري المقترح الإثيوبي.

​​وأضاف "نحمل قوى الحرية والتغيير المسؤولية الكاملة عن أي روح تزهق في هذه المسيرة أو أي خراب أو ضرر يلحق بالمواطنين أو مؤسسات الدولة".

ويقود دقلو "قوات الدعم السريع" التي انتشرت بشكل مكثف في الخرطوم منذ حملة القمع الدامية لاعتصام المحتجين في الثالث من الشهر الجاري والتي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

​​وبرر دقلو الحضور الأمني المكثف في الخرطوم، مؤكدا أن "العسكريين المنتشرين في الخرطوم لتأمين الناس وليس لمضايقتهم".

وأصر دقلو السبت، على أن المجلس العسكري لا يعتزم التمسك بالسلطة، مؤكدا أن "المجلس العسكري هو راع فقط". 

وتابع "نحن نقول إننا نريد حكومة مدنية، حكومة كفاءات، مستقلين. هذا ليس كلاما سياسيا ... هذا كلام حقيقي".

وسيكون تحرك الأحد أول محاولة لحشد المتظاهرين في جميع أرجاء البلاد منذ قمع اعتصام المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم.

وجاء تفريق الاعتصام بعد انهيار المفاوضات بين التحالف والمجلس العسكري حول الجهة التي ينبغي أن تترأس الحكومة الانتقالية.

وقدم الوسيطان الأثيوبي والإفريقي الخميس اقتراحا جديدا يتضمن تشكيل هيئة انتقالية من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين تحكم البلاد لمدة ثلاث سنوات.

وقال متحدث باسم الجيش الجمعة إن الاقتراح يمكن أن يشكل أساسا لاستئناف المباحثات مع المحتجين، رغم وجود "بعض التحفظات". 

 المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث
المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث

أعرب المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث عن دعم الولايات المتحدة للحركة الاحتجاجية السودانية، ودعا إلى تشكيل حكومة بقيادة مدنية وسط توقف المفاوضات بين القوى المعارضة والمجلس العسكري الحاكم.
 
وأصدرت السفارة الأميركية في الخرطوم بيانا في وقت متأخر الأربعاء بعد اختتام بوث زيارة للسودان استغرقت أربعة أيام، قالت فيه إن المبعوث كرر في اجتماعاته العديدة دعم الولايات المتحدة لحكومة انتقالية بقيادة مدنية تحظى بدعم واسع من الشعب السوداني.

وأضافت أنه أكد أن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة التزاما راسخا بالعمل مع شعب السودان".

وأضافت أن بوث حث خلال الاجتماعات مع المجلس العسكري الانتقالي على وقف الهجمات على المدنيين، والسماح بالتجمع السلمي والاحتجاج، ودعم تحقيق مستقل في الهجوم المروع الذي وقع في الثالث من يونيو على الاعتصام السلمي.

​​ 
وتولى الجيش مقاليد الأمور في البلاد في أبريل بعد إطاحة الرئيس عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكمه. وعندما التزم المتظاهرون بمواقعهم في الشارع بعد إسقاط البشير شن المجلس العسكري هجوما على أماكن الاعتصامات لتفريق المتظاهرين.