صورة عامة لوسط مدينة الدوحة
صورة عامة لوسط مدينة الدوحة | Source: Courtesy Image

بدأت جولة محادثات جديدة بين الولايات المتحدة وطالبان في قطر اليوم السبت، بعد أيام  على تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن واشنطن تأمل في إبرام اتفاق سلام أفغاني قبل مطلع سبتمبر المقبل.
 
وأكد الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، لوكالة أسوشيتد برس أن المفاوضات بدأت.
 
وكان من المقرر أن يجتمع الطرفان في الصباح، غير أنهما اجتمعا بعد الظهر للمرة السابعة في إطار سلسلة محادثات مباشرة بدأت العام الماضي في أعقاب تعيين مبعوث الولايات المتحدة للسلام زلماي خليل زاد.
 
وكما كان الحال في محادثات سابقة بين خليل زاد وطالبان، سيكون محور المحادثات هو انسحاب القوات الأميركية وضمان طالبان الحيلولة دون استضافة أفغانستان مجددا جماعات مسلحة يمكنها شن هجمات عالميا.
 
ويقول كلا الجانبين، إنهما توصلا إلى تفاهم حول الانسحاب والضمانات، لكن لم يتم الاتفاق على التفاصيل بعد.
 
وكان خليل زاد وبومبيو قد قالا إن الاتفاقات مع طالبان سوف تأتي بالتوازي مع الحوار الأفغاني- الأفغاني ووقف دائم لإطلاق النار. 

وزير الخارجية مايك بومبيو خلال زيارته لأفغانستان
بومبيو: آمل التوصل لاتفاق مع طالبان قبل سبتمبر
أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية قبل الأول من سبتمبر، وذلك خلال أول زيارة يقوم بها إلى كابول منذ بدأت واشنطن محادثات السلام مع الحركة المسلحة العام الماضي.

​​وحتى الآن ترفض طالبان عقد اجتماع مباشر مع حكومة الرئيس أشرف غني، لكنها أجرت عدة جولات من المحادثات مع شخصيات أفغانية من كابول، بينهم الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وعدد من قادة المعارضة البارزين وأعضاء مجلس السلام التابع للحكومة.
 
وعقدت تلك الاجتماعات في موسكو في وقت سابق من العام الجاري.
 
وتقول طالبان إنها ستلتقي مسؤولي الحكومة لكن كمواطنين عاديين وليس كممثلين عن الحكومة إلى حين إبرام اتفاق مع واشنطن على الأقل، مؤكدة أن الولايات المتحدة هي الفيصل في أكبر قضايا طالبان والخاصة بانسحاب القوات.
 
ورفضت طالبان أيضا وقف إطلاق النار.
 
مسؤولو طالبان الذين تحدثوا إلى أشوسيتد برس، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث لوسائل الإعلام، قالو إنهم لن يوقفوا إطلاق النار حتى يتم سحب القوات، لأن "إعادة طالبان لساحة المعركة بنفس الزخم الذي تتمتع به الآن سيكون صعبا إذا ما نكثت الولايات المتحدة بوعودها".
 
ومكث خليل زاد في المنطقة عدة أسابيع عقد خلالها اجتماعات مع مجموعة كبيرة من المسؤولين الإقليميين ومسؤولي أفغانستان بينهم الرئيس أشرف غني.
 
ولم يتوقف سعي خليل زاد الدؤوب لعقد حوار أفغاني- أفغاني بعد فشل مخطط لعقد اجتماع مباشر يضم ممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة، عندما اختلف الطرفان على قائمة المشاركين.
 
غبر أن جولة المحادثات الأخيرة هذه تأتي في خضم معنويات مرتفعة بعد إعلان بومبيو عن ذلك الإطار الزمني المتفائل لإبرام اتفاق ينهي الحرب الأفغانية التي استمرت 18 عاما، والتي تمثل أطول انخراط عسكري أميركي حتى الآن.

قوات أميركية في أفغانستان
قوات أميركية في أفغانستان

قتل جنديان أميركيان الأربعاء في أفغانستان وفق كما أعلن حلف شمال الأطلسي، غداة زيارة إلى كابول لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان "قبل الأول من سبتمبر".

ولم تكشف هويتا الجنديين وظروف مقتلهما في بيان بعثة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحازم" التي تهدف إلى تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها.

وقد قُتل تسعة جنود أميركيين على الأقل منذ بداية العام في أفغانستان، في مقابل 12 بالإجمال في 2018.

 وفي بداية أبريل، أسفر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على قافلة عسكرية عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وقُتل ما يناهز 2300 جندي أميركي وأصيب أكثر من 20.400 في أفغانستان منذ نهاية 2001، عندما أطاح تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة طالبان من السلطة.

لكن عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية تراجع كثيرا بعد 2014، عندما لم تعد مهمة الحلف الأطلسي مهمة قتالية.

وفي ذروة وجودها في افغانستان، بلغ عدد القوات الأميركية 100.000 جندي.

ولا يزال في أفغانستان حوالي 14.000 جندي في إطار مهمة "الدعم الحازم" التي تقضي أيضا بأن تقدم واشنطن دعما جويا كبيرا للقوات الأفغانية.

وفي يناير، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن 45 ألف من أفراد قوات الأمن الوطنية قد قتلوا منذ توليه السلطة في سبتمبر 2014.

ومنذ الصيف الماضي، تجرى مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان لإنهاء 17 عاما من الصراع.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة قصيرة مفاجئة الثلاثاء إلى كابول، عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان "قبل الاول من سبتمبر".

لكن الطرفين اللذين سيجتمعان في 29 يونيو في الدوحة، يجدان صعوبة في الاتفاق على جميع المطالب الأميركية.

وكتب الموفد الأميركي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في تغريدة مؤخرا، "نحن لا نتفق على أي شيء إذا لم نتفق على كل شيء".