كريم مجدي
برزت دولة كازاخستان في عناوين الأخبار بعد حوادث تعرض عرب لعنف جماعي على أيدي مواطني هذه الدولة.
وكان عامل عربي بإحدى الشركات قد نشر صورة مع زميلته الكازاخستانية ما أثار حفيظة عمال وسكان في المنطقة.
وعقب نشر الصورة بساعات، بدأ مواطنون في الاعتداء على عمال عرب من مختلف الجنسيات في موقع لشركة مقاولات.
لكن، ربما كثيرون لا يعرفون معلومات عن هذه الدولة التي تعد وتعد إحدى أكبر دول العالم، حيث تقع في وسط قارة آسيا، وتصنف كأحد الدول التركية مثل أذريبجان، وتركيا، وأوزباكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان.
وهذه حقائق عن كازاخستان:
الكازاخ، هم خليط من القبائل التركية والمنغولية البدوية تأثروا ثقافيا بالفرس، وقد هاجروا إلى المنطقة التي تعرف اليوم بكازاخستان في القرن الثالث عشر، وقد احتلت روسيا هذه المنطقة في القرن الثامن عشر، وأصبحت كازاخستان جمهورية سوفيتية في عام 1936.
تعرض الكازاخ للقمع والمجاعات تحت وطأة العمل الزراعي القصري، مما أدى إلى عدد كبير من الوفيات خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي الخمسينيات والستينيات، أدى برنامج "الأراضي العذراء" الزراعي السوفيتي، إلى تدفق المهاجرين (خاصة الروس) حتى استقلال كازخستان في عام 1991، وكان الكازاخ في هذا الوقت أقلية في البلاد.
أحد أسباب انخفاض عدد الكازاخ هو الترحيل الإجباري للأقليات غير المسلمة بأعداد كبيرة منذ مطلع التسعينيات وحتى أواسط العقد الأول من الألفية الثانية، لكن برنامجا وطنيا أطلقته الحكومة أعاد نحو مليون كازاخي إلى وطنهم مجددا، وبالتالي زاد عدد الكازاخ الآن إلى نحو الثلثين.
لا تزال الثقافة الكازخية تحمل الكثير من حياة البدو، فلا زالت أطباق لحم الأحصنة والغنم تحتل حيزا كبيرا في المطبخ الكازاخي.
يتحدث مواطنو هذه الدولة اللغة الكازاخية، وهي إحدى اللغات التركية، كما يتحدث الكثير اللغة الروسية بصفتها اللغة الرسمية السابقة خلال الحقبة السوفيتية.
تعتبر كرة القدم هي الرياضة الأشهر في كازاخستان، وقد نجح الكازاخيون في رياضات فردية كركوب الدراجات، والملاكمة ورفع الأثقال، بالإضافة إلى الركبي.
الحيوان الوطني لكازاخستان هو النسر الذهبي، الذي يعد أحد أسرع النسور على مستوى العالم، وأفضلها من حيث الصيد، كما تحتل الأحصنة مكانة هامة في الثقافة الكازاخية، ويعد ركوب الفرس أحد أهم الرياضات هناك.
ويبلغ تعداد الكازاخ الآن نحو 18 مليون و448 ألف نسمة بحسب إحصاء 2019، وتصل نسبة المسلمين فيها إلى 70 بالمئة، فيما تصل نسبة المسيحين إلى 26 بالمئة.
أما على مستوى المجموعات العرقية، فيبلغ المواطنون الكازاخ نحو 65 بالمئة، فيما تصل نسبة الروس إلى 21 بالمئة.
نظام الحكم هو جمهوري رئاسي والعاصمة هي نور سلطان والتي كانت تسمى سابقا "أستانا"، وقد سبق الجمهورية الكازاخية التي أسست في عام 1991، الجمهورية الكازاخية السوفيتية الاشتراكية، والتي كانت ثاني أكبر الجمهوريات السوفياتية من حيث المساحة.
وكلمة كازاخ مشتقة من كلمة "كاز" والتي تعني تجول، إذ تشير الكلمة إلى نمط الحياة البدوية، أما "ستان" فهي لاحقة بمعنى المكان، واسم الدولة كاملا يعني "أرض المتجولين".
رئيس كازاخستان الحالي هو قاسم جومارت توكاييف، وقد سبقه نور سلطان الذي تولى السلطة منذ العام 1991، ولا تتمتع الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية في كازاخستان بالنزاهة أو الحرية، بحسب مؤسسة "فريدوم هاوس" غير الحكومية المعنية بالديمقراطية والحريات.
وتستمر السلطات الكازاخية في تهميش واعتقال عدد من الشخصيات المعارضة، كما تسيطر الدولة على وسائل إعلام الدولة الرئيسية، ويملك رجال أعمال مقربين من الدولة جزء منها.
ووفق منظمة فريدوم هاوس فإن حرية التعبير والتجمع مقيدة في البلاد مقيدة، كما أن الفساد ينتشر بمستويات كبيرة.
وتحتل كازاخستان المركز 124 من أصل 180 في مؤشر الفساد لعام 2018 والصادر عن منظمة "الشفافية" الدولية.
يعد اقتصاد كازاخستان الأكبر في دول آسيا الوسطى، ويرجع ذلك إلى الموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها البلاد.
ويتمتع الجزء الشمالي من البلاد بوفرة في المعادن والذهب والحديد، بينما تتركز عمليات إنتاج النحاس والمنجنيز في وسط كازاخستان، أما في الجنوب فالمنطقة غنية باليورنايوم، أما الجزء الغربي فغني بالنفط والغاز الطبيعي.
يذكر أن كازاخستان هي أكبر عاشر بلد على مستوى العالم من حيث المساحة، إذ تقدر مساحتها باثنين مليون و724 ألف كيلو متر مربع.
كدولة سوفيتية سابقة وبصفتها الدولة الأخيرة التي تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، فإن كازاخستان تتمتع بعلاقات قوية مع روسيا التي تتشارك معها خطها الحدودي الأكبر.
لكن، رغم العلاقات الروسية-الكازاخية الجيدة، فإن كازاخستان تحافظ على علاقات متوازنة مع الصين، والغرب وبقية العالم.
وتعتبر كازاخستان دولة أوراسية بدلا من وسط أسيوية، وتصور نفسها على أنها تستطيع تجميع المجموعات العرقية والأراء المختلفة والتوفيق بينهم.
تساهم السياحة بنحو 1.6 من الدخل القومي الكازاخي بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، وتتمتع البلاد بطبيعة ساحرة، سواء جبال أو غابات أو أنهار أو بحيرات، بالإضافة إلى مدنها التي لا زالت تحتفظ بطابع سوفيتي.
وتحتوي كازاخستان على العشرات من الأضرحة لكبار الشعراء ورجال الدين، وتتميز هذه الأضرحة بمعمار فني مميز.
أحد أهم المواقع السياحية هو مدينة بايكونور، والتي تحتوي على أكبر محطة إطلاق صواريخ للفضاء حول العالم، حيث تم إطلاق الصاروخ الذي حمل أول رجل يطير في الفضاء وهو السوفيتي يوري غاغارين. كما تحتوي المدينة على متاحف تروي تاريخ الوصول للفضاء.