أفراد من تتار القرم خلال تظاهرهم في الساحة الحمراء
أفراد من تتار القرم خلال تظاهرهم في الساحة الحمراء

أوقفت الشرطة الروسية أفرادا من أقلية تتار القرم الأربعاء بعد تظاهرهم في الساحة الحمراء وسط موسكو للتنديد بـ "القمع" الذي يطال هذه الجماعة المسلمة في شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا. 

وتعارض هذه الأقلية بشكل واسع منذ 2014 ضم روسيا لشبه الجزيرة التابعة لأوكرانيا، كما أن التظاهرة تأتي عشية جلسة للمحكمة العليا في موسكو للنظر في إدانة أربعة من تتار القرم بالتخطيط للقيام بانتفاضة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مجموعة من نحو 18 رجلا بدا أن أعمارهم فوق الخمسين عاما ومعظمهم يضع "قلنسوات"، وقفوا في الساحة الحمراء حاملين صورا لمساجين من التتار ولافتات كتب عليها شعارات مثل "أوقفوا القمع" و"أطفالنا ليسوا ارهابيين".

ووفق تسجيل فيديو نشره موقع "غراني دوت رو" الإخباري، اقترب أفراد الشرطة الروسية من النشطاء بعد دقيقتين من بدء احتجاجهم وأمروهم بإزالة اللافتات.

وتفرق المشاركون بعد ذلك، فيما تم اقتياد عدد منهم إلى مركز للشرطة في موسكو حيث وجهت إليهم اتهامات بانتهاك قانون التظاهر الذي يعاقب عليه في روسيا بغرامات مالية وبالخدمة العامة، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم، بحسب المحامي الكسندر بيخوفكين. 

وتمارس السلطة الروسية الجديدة في القرم القمع ضد الإعلام والبرلمان، إذ زجت بعشرات الناشطين وراء القضبان لاتهامهم بالتطرف.

وقال المحامي أميل كوربيدينوف الذي يمثل تتار القرم لوكالة الأنباء الفرنسية إن الرجال "خرجوا إلى اعتصام في الساحة الحمراء ضد القمع المستمر منذ 5 سنوات ضد تتار القرم وضد الاعتقالات والأحكام بالسجن لفترات طويلة للأشخاص المسالمين الذين وصفتهم روسيا بالإرهابيين". 

وأضاف المحامي أن هذه التظاهرة هي الأكبر في موسكو للتتار منذ سنوات.

وكشف كوربيدينوف أن من بين الموقوفين والد ناشط مسجون حاليا لاتهامه بأنه عضو في جماعة "حزب التحرير" الإسلامي.

وهذا الحزب متهم بأنه يسعى لتأسيس دولة إسلامية، وهو محظور في روسيا لكن ليس في أوكرانيا.

التظاهرة تأتي عشية جلسة للمحكمة في موسكو للنظر في إدانة أربعة من تتار القرم بالتخطيط للقيام بانتفاضة

​وجاء الاحتجاج قبل يوم من موعد عقد المحكمة العليا في روسيا لجلسة استئناف بشأن الحكم الصادر في ديسمبر ضد أربعة أشخاص من تتار القرم لمدد تصل إلى 17 عاما بتهمة الانتماء لحزب التحرير والتخطيط لانتفاضة عنيفة.

وقال كوربيدينوف في مؤتمر صحافي في موسكو قبل الجلسة إنه ليس من المتوقع أن تغير المحكمة الحكم.

وأشار كوربيدينوف إلى أنه في هذا العام وحده تم احتجاز نحو 30 شخصا في القرم.

وقال "شخصيا لا أرى أي ضوء في نهاية النفق".

وتم ترحيل تتار القرم بشكل جماعي إلى كازاخستان من قبل الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين خلال الحرب العالمية الثانية، وأجريت العديد من المقارنات بين هذا الحدث التاريخي وطريقة معاملتهم حاليا من قبل السلطات الروسية.

تداولت أوساط مغاربية تكهنات باحتمال تعرض سواحل بعض بلدان المنطقة لتداعيات عاصفة "كيرك" التي ضربت مناطق متفرقة في فرنسا وإسبانيا، الخميس، وأيضا لإعصار "ليزلي" الذي يتشكل حاليا فوق المحيط الأطلسي.

وعبر مدونون في الدول الخمس (موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس وليبيا) عن مخاوف من وصول هذه العواصف إلى مدنهم الساحلية. وزاد من حدة النقاش متابعة كثيرين للتقارير عن الإضرار الذي خلفها إعصار ميلتون في ولاية فلوريدا الأميركية.

وتسبب "كيرك"، الذي تحول من إعصار إلى عاصفة في فيضانات وسيول في مناطق متفرقة من فرنسا، كما خلف خسائر مادية في إسبانيا والبرتغال.

ليزلي

وفي وسط المحيط الأطلسي، يتابع خبراء المناخ مراحل تشكل إعصار استوائي آخر يدعى "ليزلي"، إذ سبق للمرصد الوطني الأميركي للأعاصير أن حذر مؤخرا من سرعته التي قد تزيد عن 120 كيلومترا في الساعة.

 

 ويتوقع خبراء مناخ أن ينطلق هذا الإعصار من وسط المحيط الأطلسي ليمر قبالة السواحل الموريتانية والمغربية ثم يكمل طريقه في اتجاه شمال غرب أوروبا.

 ويبدأ موسم الأعاصير في حوض الأطلسي مطلع شهر يونيو ويستمر لغاية شهر نوفمبر، ورغم كثرتها واختلاف مستوياتها، إلا أن الكثير من هذه الأعاصير غالبا ما ينتهي في أعالي الأطلسي أو تتحول لعواصف رعدية بعد وصولها إلى السواحل.

ونشر نشطاء في الشبكات الاجتماعية تحذيرات بشأن احتمال تأثّر المنطقة المغاربية بالعاصفتين، ورجح بعضهم أن تظهر تداعياتهما بحلول 20 أكتوبر الجاري.

"غموض"

وتعليقا على تلك المخاوف والتكهنات، استبعد أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد سعيد قروق، أن تتأثر المنطقة المغاربية بأية أعاصير شبيهة بإعصار ميلتون الذي ضرب فلوريدا في الأيام الماضية.

لكن قروق أوضح في تصريح لـ"أصوات مغاربية" الجمعة، أن هناك غموضا يلف مسار إعصار "ليزلي" المتمركز حاليا وسط المحيط الأطلسي على اعتبار أنه لا يزال في مرحلة التطور.

وأضاف أن "ارتفاع حرارة المحيطات يجعلنا في غموض حول مسارات هذه الأعاصير التي تأخد اتجاهات شمالية شرقية في المحيط الأطلسي، ويبقى أن نستمر في تتبع بدقة مسار هذا الإعصار وتطوراته الطاقية حتى نتمكن من تقييم أثاره على السواحل المغربية والموريتانية، لأن الجزائر وتونس غير معنية بخطره".

على صعيد آخر، أشار الخبير المغربي إلى وجود مخاطر لهذه الأعاصير والعواصف على السواحل المغربية، مؤكدا في الوقت نفسه أن تداعياته لن تتجاوز سقوط الأمطار.

وختم حديثه بالقول إن "كل الظواهر التي نعيشها في السنوات الأخيرة تتميز بالعنف نتيجة ظاهرة الاحترار بحيث أصبحت بعض الأعاصير تتحرك خارج مجالها مقارنة بالسنوات الماضية وهذا ما شاهدناه منذ سبتمبر الماضي بكل من المغرب والجزائر وتونس بظهور عواصف رعدية خلفت أمطارا عنيفة في مجالات صحراوية جافة".

"غير مهددة"

بدوره، قلّل الأستاذ التونسي في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، عامر بحبة، من احتمال تعرض المنطقة المغاربية لمخاطر نتيجة هذه العواصف.

ويستبعد الخبير في المرصد التونسي للطقس والمناخ، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن يؤثر إعصار "كيرك" على السواحل المغاربية لتراجع قوته وتحوله إلى عاصفة عادية.

أما بالنسبة لإعصار "ليزلي"، فيوضح بحبة أن موقعه محصور في الوقت الراهن بين أفريقيا والكاريبي مستبعدا أن يتخذ شكل إعصار مهدد للسواحل المغاربية.

وقال موضحا "وصف البعض للإعصار بالقوي والمهدد للسواحل المغربية غير صحيح، لأن المعطيات تظهر في الوقت الراهن أنه غير قوي ولا تتجاوز سرعته 83 كيلومترا كما يتوقع أن يضعف وأن يتحول إلى مجرد منخفض جوي".

لكنه في المقابل، أشار الباحث في المخاطر الطبيعية إلى وجود منخفضات جوية في المنطقة المغاربية ورجح أن تسفر في الأيام المقبلة عن سقوط أمطار بكل من الجزائر والمغرب وتونس.

وتوقع أن تصل كميات الأمطار بين 100 و150 ميليمترا في بعض المناطق الشمالية للدول الثلاثة، مع التأكيد أن هذه التوقعات قابلة للتغير.

المصدر: أصوات مغاربية