تهديدات بضرب منشآت نفطية.. تبعات التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة في عام الانتخابات
الحرة / خاص - واشنطن
06 أكتوبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تترقب أسواق النفط العالمية ما قد ينتج عن الرد الإسرائيلي على إيران، إذ قد تصبح المنشآت النفطية في كلا البلدين هدفا لكل منهما، وسط تساؤلات بكيفية انعكاسات ذلك على الولايات المتحدة بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
ورغم أن إمدادات النفط الإيراني لا تشكل سوى 3 في المئة من النفط العالمي، إلا أن تأثير ضربها قد تتجاوز المنطقة، وتضع الاقتصاد العالمي تحت أعباء ارتفاعات في الأسعار تطال كل شيء.
هذه الأعباء قد يكون لها تأثيرات اقتصادية على الدول، ولكن على الداخل الأميركي قد تشكل عبئا ثقيلا خاصة وأنها تترافق مع عام الانتخابات الرئاسية، ويترافق ذلك مع حض الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية الإيرانية، في تصريحات أدلى بها يوم الجمعة.
"العالم كله سيعاني"
رئيس معهد السياسة العالمية، باولو فون شيراك في واشنطن قال: "إذا استهدفت إسرائيل المنشآت الإيرانية للنفط، من الأفضل أن تكون ضربة كبيرة جدا، لحرمان طهران من الحصول على إيرادات من بيع الخام" واستدرك أن "العالم كله سيعاني" من تأثيرات الضربة.
وأضاف في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" أن "إيران ليست السوق النفطية الوحيدة للعالم، وهناك مخزونات نفطية أخرى خاصة في السعودية"، متسائلا "ماذا لو ردت إيران واستهدفت المنشآت النفطية السعودية؟ وفي هذه الحالة "لا ندري إلى أين ستتجه الأمور".
وقفزت أسعار النفط الجمعة وحققت أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من عام وسط مخاطر متزايدة من نشوب حرب بالشرق الأوسط.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا أو 0.6 في المئة إلى 78.05 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 67 سنتا، أو 0.9 في المئة إلى 74.38 دولار للبرميل.
خبير الطاقة المقيم في برلين، توماس أدونيل، قال إن "أسعار النفط بدأت في الارتفاع بسبب المخاطر الجيوسياسية".
وقلل في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" من أهمية خروج إيران من حسابات سوق النفط العالمية "إذ أن طهران تصدر نحو 1.7 مليون برميل يوميا من النفط، والسعودية يمكنها بسهولة إنتاج مليوني برميل إضافيين للتعويض".
ولفت أدونيل أن "الأزمة الحقيقية والخطيرة" تكمن في ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية إذا ما ردت طهران باستهداف "منشآت النفط في السعودية أو الإمارات".
وإذا ما استهدفت إسرائيل قطاع النفط الإيراني، من الممكن أن يدفع مثل هذا الهجوم إيران إلى ضرب منشآت لإنتاج النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وسعت دول الخليج إلى طمأنة طهران بشأن حيادها في الصراع بين إيران وإسرائيل خلال اجتماعات في الدوحة الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا للعنف قد يهدد منشآت النفط.
وقال مصدران الخميس لرويترز أن وزراء من دول الخليج وإيران يشاركون في اجتماع للدول الآسيوية تستضيفه قطر ركزوا في مباحثاتهم على خفض التصعيد.
وشهدت السنوات القليلة الماضية تقاربا سياسيا بين السعودية، أكبر مصدري النفط، وبين طهران مما ساعد في تخفيف التوتر في المنطقة لكن العلاقات لا تزال معقدة بينهما.
التأثير على الناخب الأميركي
أسعار المحروقات تضاعفت خلال السنوات القليلة الماضية . أرشيفية
ارتفاع أسعار الوقود قضية رئيسية دائما في الحملات الانتخابية الأمريكية، مع اقتراب الانتخابات التي يختار فيها الأميركيون رئيسا جديدا وكذلك الكونغرس الجديد في الخامس من نوفمبر، تصبح قضية ارتفاع أسعار النفط أساسية في الداخل الأميركي.
وقال شيراك إن "آخر ما يريده الرئيس بايدن أزمة نفطية في الشهر الذي يسبق الانتخابات"، لافتا إلى أن الناخبين سيحملونه مسؤولية ارتفاع أسعار المحروقات.
وأضاف "الناخب الأميركي بالنهاية لا يقوم بتحليل الأمور لتحديد كيفية ارتفاع الأسعار، وكيف تعمل أسواق النفط؟، وبالتالي المخاطر مرتفعة بالنسبة للإدارة الأميركية".
وتحدث الرئيس الأميركي، بايدن، عن دعم وحشد دولي من أجل تجنب استهداف منشآت النفط الإيرانية، وهو ما يراه شيراك بأنه "محاولة من إدارة بايدن لتجنب أزمة تجد نفسها مضطرة للمشاركة فيها".
من جانبه، يرى الخبير أدونيل أن أسعار النفط قد لا تشهد قفزات في أسعارها إلا إذا حصلت "حرب شاملة".
وقال ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأميركية وخبير معني بسياسات دولة الخليج لوكالة رويترز: "لست متأكدا من أن هذا (ارتفاع أسعار النفط العالمية) سيكبح جماح الإسرائيليين".
وأضاف أن إسرائيل قد تنظر إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية على أنه فائدة للحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب.
وصار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في الآونة الأخيرة أكثر انحيازا للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب مقارنة بالحزب الديمقراطي، بحسب رويترز.
ولكن من غير المرجح أن يتحول ذلك إلى ارتفاع في أسعار المحروقات للمستهلكين على الأقل في الأمد القريب.
ويشير محللون لرويترز إلى أن الولايات المتحدة لديها مستويات عالية من مخزونات النفط الخام في حين أن الدول المنتجة في أوبك لديها ما يكفي من الطاقة الاحتياطية لتخفيف تأثير الاضطرابات.
ومن المتوقع أن تتأثر أوروبا بارتفاع أسعار النفط لأنها، على عكس الولايات المتحدة، ليس لديها إنتاج محلي كبير من الخام.
ولكن يقدر صناع السياسات في أوروبا أن ارتفاعا قدره 10 في المئة في أسعار النفط سيرفع التضخم 0.1 نقطة مئوية فقط.