المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس
مورغان أورتاغوس- أرشيف

أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أن الولايات المتحدة تبحث عن حل سلمي مع إيران.

وقالت أورتاغوس الخميس إن واشنطن طلبت من إيران عبر "أصدقائها" وقف استفزازاتها وأعمالها الترهيبية.

وكانت أوساط الرئاسة الفرنسية كشفت الخميس أنّ المستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون الذي التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، يسعى للتوصل إلى "تهدئة" سياسية في غمرة التصعيد بين طهران وواشنطن.

وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ "فرنسا تريد استطلاع سبل حوار حول مجمل المسائل، بينها مستقبل الاتفاق النووي الإيراني بعد 2025".

وشرحت أنّه بعد إعلان طهران زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم "اسفنا لإخلالها بالتزاماتها ويجب أن يعالج ذلك في اطار لجنة مشتركة منبثقة من الاتفاق. وإلا فإنّ الاخلال بالتزامات يطلق مساراً للعودة إلى مجلس الأمن الدولي. كل هذا تصعيد، وذلك ما يجب وقفه".

وتابعت "هدفنا استطلاع فرص الحصول على بوادر وسطية من كلا الطرفين، من أجل عودة إيران لالتزاماتها وانطلاق جولة حوار".

وتعتبر فرنسا أنّ اهتمام طهران الاعلامي بزيارة مستشار ماكرون يظهر "اهتمام الإيرانيين بمسعانا". وقالت المصادر إنّ الإيرانيين "لم يجيبوا إيجاباً أوسلباً غير أنّهم أعربوا عن تقديرهم لمبادرتنا وأرادوا استمرار الحوار".

وشرحت مصادر الرئاسة الفرنسية أنّ إيران اختارت مسار "أقل مقابل أقل"، اي أنّ التزامات اقتصادية أقل في سياق الاتفاق النووي تؤدي إلى التزامات نووية أقل. وقالت "نعارض ذلك بالطبع، فلا وجود لذلك ضمن الاتفاق".

وأشارت إيران أيضاً إلى أنّها تقابل "الضغوط القصوى" للرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"مقاومة قصوى".

وأضافت مصادر الإليزيه أنّ "هذه المواقف غير مقبولة بالنسبة إلينا. قلنا للإيرانيين إنّه في حال مواصلة هذا النهج، فإنّ الأسوأ هو الأكيد. وهذا ما نريد تجنبه". 

وأسفت باريس لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوجه نحو فرض عقوبات جديدة في الوقت الذي كان مستشار ماكرون يقابل روحاني.

وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية "سنواصل جهودنا غير أنّ للإيرانيين خبرة 40 عاما في (ممارسة) الضغوط القصوى (عليهم). إمكانية تفاقم الأزمة تتطلب ان يبحث أحد عن مسارات الحوار".

وتابعت أنّ إخلال طهران بالتزاماتها "محدود وعن قصد" لأنّ "الإيرانيين جاهزون للعودة ويشددون على استعدادهم للتراجع شرط حصولهم على حوافز".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم إيران الأربعاء بتخصيب اليورانيوم سرا ولفترة طويلة، وحذر من أن العقوبات الأميركية ستزيد قريبا.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر "لطالما كانت إيران تخصب (اليورانيوم) سرا في انتهاك كامل للاتفاق الرديء الذي تكلف 150 مليار دولار والذي أبرمه (وزير الخارجية السابق) جون كيري وإدارة (الرئيس السابق) أوباما. تذكروا أن أجل هذا الاتفاق كان سينقضي خلال سنوات قليلة. العقوبات ستزيد قريبا وبشكل كبير".

كما وجه ترامب تحذيرا إلى إيران الثلاثاء ودعاها إلى أن تكون "حذرة جدا".

وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض "إيران تقوم بالكثير من الأمور السيئة .... ويجدر بها أن تكون حذرة جدا"، وذلك ردا على سؤال حول تخلي إيران عن بعض التزاماتها في الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي.

يواجه المهاجرون غير النظاميين في ليبيا مخاطر متعددة

سجال سياسي بين السلطات الليبية في غرب البلاد وشرقها حول ملف الهجرة غير النظامية، ودعوات لمحاسبة كل من يحرض على المهاجرين غير النظاميين تقابلها دعوات أخرى تطالب بعدم توطينهم.

ورفض رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب الليبي أسامة حماد (شرق البلاد)، إعلان رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة (غرب البلاد) رغبته بإرسال قوات إلى جنوب ليبيا للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، ووصف هذه الخطوة بالخطيرة.

هذه التصريحات تزامنت مع حملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن رفض توطين المهاجرين في ليبيا وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من مخاطر تصاعد خطاب الكراهية والتمييز.

وأثار هذا الموضوع ردود فعل متباينة وجدل مستمر إزاء حملات رفض توطين المهاجرين غير النظاميين في ليبيا. جدل احتدم ويحول إلى خلاف معلن بين حكومتي غرب ليبيا وشرقها، وسط مخاوف من تحول هذا الخلاف إلى حرب جديدة.

أسامة حمّاد رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب قال في بيان "إن مجرد تحريك أي وحدات مسلحة نحو الجنوب سيتم مواجهتها بقوة رادعة وصارمة".

من جهته اتهم الدبيبة عددا من دول جوار ليبيا بأنها لا تنفذ ما عليها فعله لتأمين حدودها وتصدّر مشاكلها إلى ليبيا، وقال في اجتماع حكومي عقده مؤخرا "النيجر متورطة بهذه الهجرة من خلال عدم حماية حدودها وتأمينها، ونحن مستعدين للتعاون مع أي جهة لحسم هذا الموضوع".

منظمات حقوقية حذرت من جهتها من مخاطر حملات التحريض ضد المهاجرين غير النظاميين ما قد يفاقم الأزمة ويعقدها.

وقال أحمد حمزة، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان "إن الاندفاع وراء حملات التحريض وتجييش الشارع وتشجيع الاعمال الانتقامية وممارسة العنف ضد المهاجرين، كلها أفعال لا تخدم ليبيا وستفاقم من الأزمة".

مهاجرون أفارقة في ليبيا
رغم النفي.. مخطط "توطين المهاجرين" يثير جدلا في ليبيا
تصاعد الجدل في ليبيا مجددا حول قضية توطين المهاجرين غير النظاميين، بعد تداول تصريحات منسوبة إلى وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، تزعم موافقته على مشروع يحول البلد إلى مكان استقرار دائم للمهاجرين الراغبين في العبور نحو أوروبا.

في الأثناء تتواصل الدعوات لترحيل المهاجرين غير النظاميين من ليبيا مع العمل على تقنين أوضاع من يطلبهم سوق العمل في البلاد.

وحذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، في فبراير، من استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا.

وأشارت ديكارلو إلى الاكتشاف "المثير للقلق والمأساوي" للمقابر الجماعية في إجخرة والكفرة، التي عُثر عليها بعد مداهمات استهدفت مواقع للاتجار بالبشر.

وقالت إن "هذه الحوادث تعكس حجم الخطر الذي يواجهه المهاجرون في البلاد".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اكتشاف 19 جثة في منطقة إجخرة، التي تبعد حوالي 400 كيلومتر جنوب بنغازي، وما لا يقل عن 30 جثة أخرى في مقبرة جماعية في صحراء الكفرة في جنوب شرقي البلاد، وقالت إنها قد تحتوي على ما يصل إلى 70 جثة.

ووفقا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فإنه من بين 965 حالة وفاة واختفاء مسجلة في ليبيا في عام 2024، حدث أكثر من 22% منها على الطرق البرية.

وقالت المنظمة إن هذا يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون على الطرق البرية التي غالبا ما يتم التغاضي عنها، حيث لا يتم الإبلاغ عن الوفيات بشكل متكرر.