أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، استلام بلاده لشحنة منظومة صواريخ "إس 400" في إبريل عام 2020، موضحا أن الجيش التركي سيكون المتحكم الفعلي بشكل كامل بالمنظومة الدفاعية الروسية.
وأدت هذه الشحنة إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وواشنطن، إذ هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا ومنع إمدادها بمقاتلات إف-35 عدا عن إيقاف تدريب طيارين أتراك في أميركا على استخدام هذه المقاتلات إن قامت أنقرة باستلام الشحنة الروسية.
وبين أردوغان خلال استقباله رؤساء تحرير مؤسسات إعلامية تركية في مدينة إسطنبول، أن اتفاقية شراء بلاده منظومة إس-400 من روسيا، تعد "أهم اتفاقية في تاريخ تركيا"، موضحا أن الاتفاقية تتضمن الإنتاج المشترك مع روسيا.
وقال أردوغان: "تتم معاقبة تركيا بدلا من تقديرها بسبب الدور الذي تلعبه من أجل أمن واستقرار المنطقة"، وضرب مثالا على ذلك بعدم استجابة أي من الدول الغربية لدعوته لإنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهابيين على طول حدود سوريا، ونجم عن عدم إنشاء تلك المنطقة "تصاعد التهديد الإرهابي المنطلق من داخل الأراضي السورية إلى تركيا، وسقوط القنابل والصواريخ على المدن الحدودية التركية".
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده حاولت خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة لشراء منظومة "باترويت" الصاروخية، إلا أن الحكومة الأميركية لم توافق، وفي النهاية تم الاتفاق مع روسيا على شراء منظومة "إس 400" بعد مفاوضات طويلة ومعقدة.
وأكد أن امتلاك تركيا منظومة إس-400 يعزز من قوة حلف شمال الأطلسي، قائلا: "على الناتو أن يكون سعيدا لهذا، معربا عن رغبة تركيا في شراء منظومة باتريوت الأمريكية إلى جانب منظومة إس-400 الروسية.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده شريك من بين 9 دول في تصنيع مقاتلات إف-35، مبينا أن تركيا بلد مساهم في إنتاجه، وأن بلاده دفعت مليار و400 مليون دولار في إطار إنتاج إف-35، حتى هذه اللحظة، على حد قوله ووفقا لما تناقلته وسائل الإعلام التركية.
أزمة الغاز مع قبرص
فيما يتعلق أنشطة التنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط، لفت أردوغان إلى أن تركيا واليونان وبريطانيا دول ضامنة لحل أزمة جزيرة قبرص، واتهم الاتحاد الأوروبي بالانحياز جانب قبرص في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجزيرة.
وأكد الرئيس التركي على استمرار عمل سفينتي التنقيب التركيتين "فاتح" و"ياووز"، وسفينة "بربروس خير الدين باشا" البحثية، للتنقيب في المنطقة رغم جميع التهديدات، بحماية القوات البحرية والجوية التركية.
وعلى صعيد منفصل، قلل الرئيس أردوغان من شأن تخفيض وكالة فيتش، تصنيف تركيا الائتماني، مضيفا: "لا نعير اهتماما كبيرا لمثل هذه الخطوات سيما وأن معدل التضخم في بلادنا تراجع إلى 15.7% ونهدف لخفضه إلى خانة الآحاد حتى نهاية العام".