جزائريون في باريس يحتفلون بتأهل منتخب بلادهم إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية
جزائريون في باريس يحتفلون بتأهل منتخب بلادهم إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية

أعلنت شرطة العاصمة الفرنسية باريس الخميس، إنها قررت تجنيد أكثر من 2500 رجل أمن لتأمين المباني والممتلكات على طول شارع الشانزيليزيه وسط العاصمة تحسبا لاحتفالات الجزائريين المقيمين في فرنسا في حالة فوز فريقهم بكاس الأمم الإفريقية.

عميد شرطة باريس ديديه لالمون قال في حديث لمحطة "أل سي إي" الإخبارية أنه بالإضافة إلى العدد الهائل من رجال الأمن الذين أوكلت إليهم مهمة حفظ الأمن بشارع الشانزيليزيه، سيكون هناك عدد معتبر آخر لتأمين الأحياء التي تعرف تواجدا مكثفا للجالية الجزائرية مثل "بارباس" وسان سين دونيز".

وتابع "أطلب من الجزائريين التحلي بروح المسؤولية خلال الاحتفالات والحرص عل تمثيل بلادهم أحسن تمثيل وعدم الانسياق وراء المخربين".

مرسيليا... 500 وحدة من "قوات مكافحة الشغب"

وفي مرسيليا حيث أكبر تجمع للجالية الجزائرية في فرنسا، تقرر حشد مئات رجال الأمن ليلة الجمعة مباشرة بعد نهاية اللقاء بين الجزائر والسنغال.

​​وقالت السلطات الولائية هناك إنها ستوظف كل طاقتها لتأمين الاحتفالات، إذ أنها جندت وحدات "قمع الجريمة" وعدد معتبر من "أعوان الأمن والتدخل السريع".

كما جندت مصالح محافظة مرسيليا نحو 360 عون للحماية المدنية وأكثر من مئة سيارة إسعاف لتأمين سلامة الشباب والعائلات خلال سهرة الجمعة.

"لو جورنال دوديمونش" يومية وطنية فرنسية، قالت في مقال الخميس إن السلطات في مدينة ليون، ثاني أكبر محافظة في فرنسا، اتخذت إجراءات استثنائية لتأمين الاحتفالات وتجنب أي انزلاقات مثلما حدث في 14 يوليو عندما فازت الجزائر في لقاء نصف النهائي لكأس الأمم الإفريقية أمام نيجيريا في آخر دقيقة من اللقاء.

ليون تستعد كذلك

يذكر أن تاريخ 14 يوليو يصادف ذكرى اليوم الوطني في فرنسا، وخلال احتفالات الجزائريين، استنكر فرنسيون رفع راية أخرى غير رايتهم الوطنية في عيدهم الوطني.

وانتقد فرنسيون على المنصات الاجتماعية "تسامح" السلطات مع الجزائريين المقيمين في فرنسا خلال تلك الليلة.

​​وفي 14 يوليو الماضي، اعتقلت السلطات الفرنسية أكثر من 282 شابا في مختلف ولايات فرنسا، على خلفية أحداث شغب حدثت بالموازاة مع احتفالات الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا بتأهل "الخضر" إلى النهائي، بعد 29 سنة عن آخر نهائي خاضه "محاربو الصحراء".

يذكر أن نجم المنتخب الجزائري رياض محرز، والناخب جمال بلماضي، وجها رسالة إلى الجزائريين طالبوهم فيها بضرورة الاحتفال بطريقة حضارية وتمثيل بلادهم أحسن تمثيل في فرنسا وغيرها.

وترحّم الرجلان في السياق، على الذين قضوا في حادث مرور أليم في محافظة جيجل (شرقي الجزائر) خلال الاحتفلات بمرور الجزائر إلى الدور النهائي.

على الحدود .. معاناة يومية من أجل لقمة العيش - فرانس برس
على الحدود .. معاناة يومية من أجل لقمة العيش - فرانس برس

شقيقان يتنقلان بين الجبال الوعرة على الحدود العراقية- الإيرانية.. المجازفة بالحياة فرصتهم الوحيدة لتحصيل قوت يومهم.

في يوم مشؤوم قبل سنوات قتل أحدهما برصاصات لا ترحم، بينما لم تبق للآخر سوى مرارة الفقد وذكريات المأساة، لكنه لم يقدر حتى على الابتعاد عن المهنة القاتلة.. أين له غيرها ليواصل العيش حتى لو كانت المخاطرة ثمنها حياته.

بين تلك الجبال الوعرة على الحدود العراقية-الإيرانية، تتشابك المآسي الإنسانية مع قسوة الطبيعة وظروف العيش.

يروي سردار، شاب كردي ينحدر من احدى المدن الإيرانية الحدودية، قصة فقدان أخيه عمر، الذي لقي مصرعه قبل عامين برصاص قوات حرس الحدود الإيرانية.

كان الاخوان، ضمن مجموعة من العتّالين المعروفين محليًا باسم "الكولبر"، يعبرون الشريط الحدودي من العراق إلى إيران محملين بالبضائع، حين باغتهم وابل من رصاص حرس الحدود الإيراني، أجبرهم على ترك حمولتهم والهروب نحو الصخور الكبيرة، لكن عمر لم يتمكن من النجاة، وسقط مصابًا بطلق ناري أودى بحياته.

يعود سردار بالذاكرة إلى ما قبل عشر سنوات، حين كان عمره وأخيه عمر 18 عامًا فقط.

بعد وفاة والدهم، الذي كان يعمل بالفلاحة، باتت الحياة أكثر قسوة على عائلتهم المكونة من أم وثلاثة أبناء وبنتين.

مع تدهور الوضع الاقتصادي في إيران وغياب فرص العمل، حاول الشقيقان العمل بالبناء، لكن فرص العمل كانت قليلة وغير كافية لتأمين قوت العائلة.

أمام هذا الواقع المرير، لجأ الشقيقان إلى مهنة العتالة، رغم مشقتها ومخاطرها الكبيرة.

كانت مهمتهما تتمثل في نقل بضائع يصل وزنها أحيانًا إلى 70 كغم، مقابل حوالي 40 دولارًا عن كل رحلة. هذا المبلغ كان يعد نعمة وسط ندرة الفرص، خاصة أن العتالة كانت توفر لهم فرصتين أو ثلاثًا للعمل في الأسبوع، وهو ما يعادل دخل شهر كامل في مهن أخرى.

ماذا كانت البضائع التي ينقلها العتالون؟ يوضح سردار ضمن حديثه لموقع الـ "الحرة" إنهم ينقلون مواد غذائية وسكائر ومواد كهربائية وإلكترونية تعود لتجار بين الجانبين العراقي والإيراني، وليست مواد ممنوعة.

كانت العتالة بالنسبة لسردار وعمر خيارًا قسريًا لتأمين لقمة العيش لعائلتهم.

لكن في ذلك اليوم المشؤوم، قتلت رصاصات عمر بينما كان يسى لتحقيق ذلك الهدف البسيط: توفير الخبز لأسرته.

بعد مقتله، لم يستطع سردار تحمل العودة إلى هذه المهنة لفترة طويلة. ومع ذلك، عاد مؤخرًا للعمل عتّالا بسبب تفاقم الظروف المعيشية أكثر، إذ أن الفرص شحيحة، والوضع الاقتصادي يزداد تدهورًا في بلده إيران.

يعيش سردار اليوم بين ذكريات أخيه عمر والواقع المرير الذي فرضته الظروف.

يقول بحسرة: "ليس هناك أي أمل بتحسن الأوضاع. نحن نعمل في مهنة خطرة فقط لنعيش، ولا أحد يسمع صوتنا أو يشعر بمعاناتنا التي هي انعكاس لواقع آلاف العتّالين، الذين يواجهون الموت يوميًا على يد قوات الأمن الإيرانية".

منظمة "هانا" لحقوق الإنسان (منظمة كردية إيرانية) كشفت مقتل 59 شخصًا وإصابة 271 آخرين من العتالين الأكراد خلال عام 2024، نتيجة استهدافهم من قبل قوات الحدود الإيرانية وكوارث طبيعية وحوادث مختلفة.

وأشار التقرير إلى أن 50 عتالا قتلوا بنيران مباشرة من قبل القوات الإيرانية، بينما لقي 9 آخرين مصرعهم بسبب كوارث طبيعية كالبرد والانهيارات الجليدية، وحوادث سير.

من جهة أخرى، سجلت المنظمة إصابة 216 عتالا بنيران مباشرة من القوات الإيرانية، إلى جانب إصابة 18 آخرين بسبب التعذيب على يد القوات الايرانية، واصابة 37 اخرين بسبب الكوارث الطبيعية وانفجارات الالغام، وحوادث سير.

وأشارت المنظمة أن الحوادث تركزت في مناطق باوه، وسقيز، وبانا، ومريوان، وجوانرو، وسردشت، وسالاسي باواجاني.

وأكدت المنظمة أنها تحتفظ بجميع الأسماء والمعلومات المتعلقة بالضحايا في مركزها الإحصائي.

الوجه القاتم لحقوق الإنسان بإيران.. إعدامات بالجملة وقمع بلا حدود
في اجتماعٍ مثيرٍ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خرج ممثل النظام الإيراني ليحاول تبرير الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في بلاده، مُلقياً اللوم على ما أسماه "التحديات التي فرضها الغرب على إيران من خلال العقوبات ودعمه للإرهاب."

وتتسم حياة العتالين بمجازفات جسيمة. فهم يتعرضون لخطر الاعتقال من قبل قوات الأمن، فضلاً عن الظروف الجوية السيئة.

والعديد منهم فقدوا حياتهم أو تعرضوا لإصابات خطيرة أثناء محاولاتهم عبور الحدود.

وتواجه المناطق الحدودية في إيران، خاصة المناطق الكردية، أوضاعاً معيشية قاسية تدفع العديد من سكانها إلى الانخراط في مهنة العتالة، التي تمثل تحدياً كبيراً بسبب المخاطر المترتبة عليها.

والعتالة عمل شاق يتطلب حمل أوزان ثقيلة تتراوح بين 50 إلى 80 كغم، والسير لمسافات طويلة قد تصل إلى أكثر من 15 ساعة في تضاريس جبلية وعرة وملغومة، وذلك مقابل أجور تساعد المشتغلين بها على تلبية احتياجاتهم المعيشية الأساسية.

ويؤكد الناشط الحقوقي الإيراني حميد بهرامي، لموقع الـ “الحرة" أن هذه المهنة باتت الخيار الوحيد للعديد من سكان المناطق الحدودية الذين يواجهون أزمة اقتصادية خانقة.

ورغم ذلك، يواجه العتالون مخاطر أمنية جمة، إذ تفرض السلطات الإيرانية طوقاً أمنياً مشددًا على المناطق الحدودية، مما يزيد صعوبة الظروف التي يعيشونها.

وبين بهرامي أن قوات حرس الحدود الإيراني يستخدمون القوة المفرطة ضد العتالين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، مما يضع حياتهم في خطر دائم.

ورغم أن القوانين الإيرانية تنص على محاكمة عناصر الأمن في حال انتهاكهم قواعد التعامل مع العابرين للحدود، "لم نشهد محاكمة واحدة لأي عنصر من عناصر الأمن الإيراني على عمليات القتل التي وقعت. والعام الماضي وحده، قُتل 59 عتالًا برصاص قوات حرس الحدود الإيراني" موضحا بهرامي.

وأضاف بهرامي أنه رغم غياب تعريف قانوني لمهنة العتالة، إلا أن التقارير تشير إلى أن الكثيرين ينخرطون فيها بسبب الافتقار إلى الفرص الاقتصادية الأخرى، إذ لا يملك العديد من سكان المناطق الحدودية خيارًا سوى العمل في هذه المهنة الشاقة، التي تمثل لهم مصدر رزقهم الوحيد.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه هؤلاء للخطر، من المؤكد أن سكان هذه المناطق يحتاجون إلى حلول جذرية، بما في ذلك توفير فرص العمل، كي يتمكنوا من العيش بكرامة بعيدًا عن المخاطر والمصاعب اليومية.