جانب من مطار القاهرة
جانب من مطار القاهرة

أعرب مراقبون وخبراء أمن مصريون عن استغرابهم من تعليق خطوط طيران غربية رحلاتها إلى مصر " كأجراء احترازي"، فيما رأى آخرون أن من السابق لأوانه التكهن بالأسباب التي أدت لصدور مثل هذه القرارات.

وقررت الخطوط الجوية البريطانية وبعدها خطوط لوفتهانزا الألمانية، تعليق رحلاتها إلى القاهرة "كإجراء احترازي ومؤقت من أجل مزيد من التقييم".

وعلى أثر ذلك، حدثت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها بشأن السفر، وأضافت إشارة إلى تعليق رحلات الخطوط البريطانية ونصحت المسافرين الذين تأثروا بالقرار بالاتصال الشركة.

​​وأوضحت أن "من المرجح جدا أن ينفذ إرهابيون هجمات في مصر"، مضيفة أنه في حين "تقع معظم الهجمات في شمال سيناء، هناك خطر ماثل بوقوع اعتداءات في عموم البلاد".

اللواء معاش جمال مظلوم قال لـ"موقع الحرة"، إن مصر استضافت بطولة الأمم الأفريقية على مدار شهر كامل، في أجواء آمنة للغاية.. هذه قرارات مفاجئة وغريبة".

قبل أن يستدرك قائلا "ربما يكون للقرارات علاقة بالأوضاع في ليبيا وما يتردد عن دعم مصر للمشير حفتر، أو بمخاوف من حدوث عمليات إرهابية ضد مصالح غربية جراء التصعيد مع إيران".

​​وقال رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي أحمد فوزي، السبت، "إن مطار القاهرة آمن"، مضيفا  "قرار المنع الخاص بالشركة البريطانية "قد يكون له أبعاده السياسية الخاصة بالمنطقة وإيران وقد يكون نتيجة لوجود إضراب في مطار هيثرو".

لكن المحلل السياسي حسن منيمنة، قال لموقع "الحرة" إن من الصعب التكهن بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى تعليق الرحلات بهذا الشكل المفاجئ، مضيفا "غالب الظن أنها نتجت عن تهديد آني وشيك، على الأرجح مصدره ولاية سيناء المسؤول عن إسقاط الطائرة الروسية" في عام 2015 ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا بعد فترة وجيزة من إقلاعها.

وتوقع منيمنة قيام الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة، وقال "على الأرجح أن تقوم بذلك، إلا إذا ما تبلغت معلومات مطمئنة، لكن عموما الصورة لا تزال ضبابية".

لكن مصدرين أمنيين أميركيين مطلعين على الوضع، أبلغا وكالة أيه بي سي نيوز أنه لم يتم الكشف عن تهديد محدد، وأن "شركات الطيران تتفاعل مع المخاوف المستمرة بشأن المشاكل الأمنية في مطار القاهرة".

وأضافا أن تعليق الرحلات سيمنح شركات الطيران الفرصة لمراجعة الوضع.

وأوضح المصدران أن الحكومة الأميركية لا تخطط لإصدار توجيهات في الصدد، بينما تراقب شركات الطيران الأميركية الموقف وتتواصل مع شركات الطيران الأخرى ومع الوكالات الأمنية.

ودعت الخارجية الأميركية في بيان صادر في الثاني من الشهر الجاري، الأميركيين في مصر إلى توخي مزيد من الحذر بسبب الإرهاب، مشيرة إلى أن تزايد التهديد في بعض المناطق وأن الإرهابيين لا يزالون يخططون لشن هجمات.

وفي حديثه لموقع الحرة أوضح الخبير الأمني المصري جمال مظلوم إنه لم يلحظ أي مشاهد أمنية غريبة في الشارع المصري بعد قراري الشركتين البريطانية والألمانية "الأوضاع هادئة وعادية، أعتقد ما حدث تم بإيعاز من الجماعات الإسلامية في الدولتين، لإحداث بلبلة في مصر".

​رغم ذلك، توقع مظلوم استمرار اليقظة الأمنية وحدوث "استنفار أمني كبير لمواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة، وإثبات عكس ما يقوله البريطانيون والألمان".

وقال منيمنة إن تعزيز الوضع الأمني في مصر هو أمر تلقائي "وهي لو كانت قادرة على إزالة هذه المجموعات لفعلت، لكن القضية شائكة ومعقدة".

وقال نواب مصريون لصحيفة الغاريان، إن بلادهم استثمرت ما يقرب من 20 مليون جنيه إسترليني لتحسين أوجه القصور الأمنية التي أبرزتها الحكومة البريطانية.

وقد استعانت لندن بخدمات شركة ريستراتا (Restrata) الأمنية لتدريب أكثر من ستة آلاف من موظفي أمن المطارات المصريين، في محاولة لإعادة تشغيل الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.

​​وكانت الخارجية البريطانية قد أصدرت في السابق تحذيرا لتجنب التنقل جوا من وإلى منتجع شرم الشيخ إلا في الحالات الضرورية.

وتنفذ السلطات المصرية منذ شباط/فبراير 2018، عملية واسعة "لمكافحة الإرهاب" خصوصا في شمال سيناء المنطقة التي شهدت نشاطا مكثفا من مجموعات متطرفة ومسلحة على مدار السنوات الست الماضية بعد إطاحة الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في عام 2013.

قوات حفظ السلام التابعة للوحدة الإسبانية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)

كشف مصدر أمني للحرة، الجمعة، أن أحد أبراج قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تعرض لضربة قذيفة في منطقة الناقورة، ما أسفر عن إصابة اثنين من القوات.

وقال المصدر إن الاستهداف أسفر عن "إصابة عسكريين من عناصر القوة السيريلانكية بشظايا قذيفة دبابة أطلقت نحو أحد أبراج مقر اليونيفيل في الناقورة جنوبي لبنان".

كما أشار مصدر من الأمم المتحدة لوكالة رويترز إلى أن "قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة م أسفر عن إصابة فردين".

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، استهداف قيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني، وذلك إصر ضربة جوية في منطقة ميس الجبل جنوبي لبنان.

وأوضح الجيش في بيان: "قامت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو بمهاجمة وتصفية قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان في منطقة ميس الجبل المدعو، غريب الشجاع، الذي كان مسؤولاً عن مخططات عديدة لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع باتجاه منطقة رمات نفتالي".

وتابع: "كما كشفت قوات جيش الدفاع ودمرت منصات صاروخية جاهزة للإطلاق باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي وأراضي دولة إسرائيل".

يأتي الاتهامات لإسرائيل باستهداف مواقع اليونيفيل، بعدما قال متحدث باسم القوة الأممية، الخميس، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.

وقال المتحدث أندريا تينينتي، إن الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل بقذائف الدبابات ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة اثنين من أفرادها يرقدان في المستشفى وتعطل بعض قدراتها على المراقبة. وأشار إلى أن المصابين من إندونيسيا.

من جانبه قال السفير الإندونيسي لدى الأمم المتحدة، هاري برابوو، الخميس، إن الحادثة "دليل واضح على أن إسرائيل تضع نفسها فوق القانون الدولي والإفلات من العقاب وقيمنا المشتركة للسلام".

وذكر تينينتي في مقابلة "قطعا، ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار 12 شهرا ماضية"، مشيرا إلى تبادل إطلاق النار بين قوات إسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية.

وطلب الجيش الإسرائيلي من اليونيفيل الأسبوع الماضي الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية "في أقرب وقت ممكن من أجل الحفاظ على سلامتكم"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

كما أرسلت قوات اليونيفيل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي تعترض فيها على تمركز مركبات الجيش وقواته "على مقربة مباشرة" من مواقع الأمم المتحدة في عدة مرات، منها الدوران بدبابات ميركافا الإسرائيلية حول مواقعها أو إيقافها إلى جوارها.

وجاء في الرسالة التي كانت بتاريخ الثالث من أكتوبر، واطلعت عليها رويترز أن القوات الإسرائيلية نفذت "أعمالا هندسية" في المحيط الخارجي لموقع حفظ سلام تابع للأمم المتحدة أسفرت عن تحويل الموقع الإسرائيلي وموقع الأمم المتحدة إلى "موقع واحد فعلي".

وقالت إن هذه الأنشطة "تعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل ومنشآتها للخطر".

ويتبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 تضامنا مع حركة حماس الفلسطينية، لكن وتيرة القتال شهدت تصاعدا كبيرا في الأسابيع القليلة الماضية في ظل تكثيف إسرائيل هجماتها وتنفيذ عمليات توغل برية على طول الحدود الجبلية بين إسرائيل ولبنان.