تدخين السجائر الإلكترونية تسبب في إصابة المئات بأمراض رئوية حادة
تدخين السجائر الإلكترونية تسبب في إصابة المئات بأمراض رئوية حادة

بخار السجائر الإلكترونية يؤدي إلى إصابة الفئران بسرطان الرئة، واحتمال إصابتها بسرطان المثانة فضلا عن إتلاف حمضها النووي، ما دفع باحثين في جامعة نيويورك إلى الاستنتاج أن تدخين السجائر الإلكترونية على الأرجح "ضار جدا" للإنسان أيضا.

وقال الباحث مون شونج تانغ، الذي قاد دراسة نشرت نتائجها الاثنين، "إذا كنت تدخن السجائر الإلكترونية، فإن من المتوقع أن تظهر عليك مختلف أنواع الأمراض" مع مرور الوقت.

وأضاف أنه "على المدى الطويل، ربما تظهر بعض أمراض السرطان، لذا فإن السجائر الإلكترونية خبر سيئ".

وفي حين قد لا يعرف كيف تتسبب السجائر الإلكترونية في السرطان لدى البشر قبل سنوات عديدة، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تربط بشكل مؤكد بين استخدام هذا النوع من السجائر لتدخين النيكوتين، بالسرطان.

وتوصلت الدراسة، التي أجربت بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة وهي مراكز بحث تابعة للحكومة الأميركية، إلى أن بخار السجائر الإلكترونية تسبب لدى الفئران في تلف الحمض النووي في الرئتين والمثانة ويمنع إصلاح الحمض النووي في أنسجة الرئة.

ومن بين 40 فأرا أجريت عليها الدراسة، وتعرضت لدخان يحتوي على النيكوتين في تلك السجائر على مدى 54 أسبوعا، أصيب 22.5 في المئة منها بسرطان الرئة، فيما ظهرت على 57.5 في المئة أعراض تلف للأنسجة تسبق السرطان في المثانة.

وقال تانغ وهو أستاذ في كلية الطب بجامعة نيويورك، إن ذلك "مهم للغاية من الناحية الإحصائية"، مشيرا إلى أن كمية الدخان التي تعرضت لها الفئران، كانت مماثلة لما يستنشقه شخص إذا استخدم تلك السجائر بانتظام لما بين ثلاث إلى ست سنوات.

ولم تصب أي من الفئران الـ20 التي أجريت عليها تجربة على مدى أربع سنوات، وتعرضت خلالها لدخان سجائر إلكترونية لا تحتوي على نيكوتين، بالسرطان.

وأوضح تانغ أن نتائج الدراسة التي قادها، تؤكد الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين السجائر الإلكترونية والسرطان لدى البشر، مرجحا أن فهم الأثر على الإنسان بشكل شامل قد يستغرق عقدا.

وبناء على النتائج التي توصلت إليها الدراسة على الفئران، فإن تانغ لا يعتقد أن الأبحاث سيظهر أن استخدام السجائر الإلكترونية آمن للاستهلاك البشري.

وارتقع عدد الأشخاص الذين أصيبوا بأمراض رئوية حادة مرتبطة بالسجائر الإلكترونية، إلى 1080 في 40 ولاية أميركية و18 حالة وفاة في 15 ولاية.

 

شيري كندا  وهي في غيبوبة بغرفة العناية المركزة
شيري كندا وهي في غيبوبة بغرفة العناية المركزة | Source: Courtesy Image

تواصل السجائر الإلكترونية حصد ضحاياها في الولايات المتحدة.

أنتوني مايو مراهق في الـ19 من العمر، أدخل قسم العناية المركزة في مستشفى بولاية بنسلفانيا بعد أن اكتشف الأطباء أن رئتيه محتقنتان بحدة وأن مستويات الأوكسجين لديه تنفد بشدة.

وبسبب تدهور حالته الصحية، قرر الأطباء إبلاغ والديه أن ابنهما لديه رئة تشبه رئة مدخن في عمر الـ70، وأن "الشفاء التام غير مؤكد".

وفيما تأمل الأم في حصول معجزة، بدأت نشر صور لرئتي أنتوني لزيادة الوعي بمخاطر السجائر الإلكترونية. وأنشأت حملة لجمع التبرعات على فيسبوك للمساعدة في "تعليم أطفالنا وشبابنا بالخطر الحقيقي" المرتبط بهذه السجائر.

وقالت "لا أريد أن أرى الآخرين يمرون بالألم الذي نحن فيه. ابننا يعاني. إنه يقاتل. كل ما يمكننا فعله هو الانتظار".

وكتبت على فيسبوك "الرئة اليسرى مخنوقة بنسبة 80 في المئة تقريبا، واليمنى بحوالي 50 في المئة، ومستوى الأوكسجين 37 في المئة".

وتابعت "طبقا للطبيب، فإن هذا يظهر المناطق التي تجمدت بشكل أساسي مثل اللحم المقدد. إنها تُظهر التدهور السريع" الذي تشهده رئتاه.

"لن تعرف قيمة رئتيك حتى تفقدهما"

"لن تعرف قيمة رئتيك حتى تفقدهما". هذا ما كتبته شيري كندا على فيسبوك بعد أن كادت تفقد حياتها جراء مرض ناجم عن تدخين السجائر الإلكترونية.

شيري وهي أم لثلاثة أطفال من تكساس، لم تدخن أبدا، لكن النكهات المتنوعة للسجائر الإلكترونية جذبتها حتى أدمنت على تدخينها على مدى ثلاث سنوات.

وبعد أن ساءت حالتها، أدخلت إلى قسم العناية المركزة حيث سحبت من رئتيها أربعة لترات من السوائل. وبعد ما استفاقت من غيبوبتها كتبت على فيسبوك: "استيقظت وأنا امرأة مختلفة بالكامل، بمنظور جديد للحياة، وهذا أمر مؤكد".

وحتى 20 سبتمبر، تم الإبلاغ عن ثماني وفيات بسبب مرض الرئة الحاد المرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية.

وتقوم مراكز مكافحة الأمراض حاليا بالتحقيق في 530 حالة مؤكدة ومحتملة من أمراض الرئة الحادة المرتبطة بتدخين السجائر الإلكترونية.

ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب وراء الأمراض الرئوية، بينما حذر مسؤولون في القطاع الصحي من شراء السجائر الإلكترونية من باعة الشوارع أو شراء المنتجات التي تحوي زيت الماريوانا. وحذر الخبراء أيضا، من استنشاق مركز فيتامين "E" الموجود في عدد من السجائر الإلكترونية.