عناصر في السلطات الفدرالية خلال مداهمة شققا راقية في كاليفورنيا حيث أقامت نساء أجنبيات حوامل، في إطار حملة ضد سياحة الولادة
عناصر في السلطات الفدرالية خلال مداهمة شققا راقية في كاليفورنيا حيث أقامت نساء أجنبيات حوامل، في إطار حملة ضد سياحة الولادة

أصدرت محكمة في كاليفورنيا، الاثنين، حكما بالسجن 10 أشهر في سجن فيدرالي بحق امرأة ساعدت عملاء صينيين، بينهم أطباء ومحامون ومسؤولون حكوميون، على السفر إلى الولايات المتحدة بغرض الإنجاب حتى يحصل أبناؤهم أوتوماتيكيا على الجنسية الأميركية.

المتهمة في القضية وتدعى دونغويان لي، 41 عاما، عملت من خلال شركتها "You Win USA Vacation Services Corp"، على تدريب العائلات على ما يتوجب قوله خلال المقابلات الخاصة بالحصول على التأشيرة الأميركية، ووفرت لهم طرقا لتجاوز ضوابط الهجرة وأسكنتهم في شقق راقية بولاية كاليفورنيا لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.

وقالت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية "ICE" إن لي، التي تحمل الجنسية الصينية، حصلت في غضون عامين على ثلاثة ملايين دولار من التحويلات البنكية الدولية من الصين. وكانت تحصد من كل عملية ما بين 40 و80 ألف دولار.

وأوضحت الوكالة أن لي تعد واحدة من ثلاثة أشخاص ألقي القبض عليهم في وقت سابق هذا العام بسبب اتهامهم بإدارة "سياحة الولادة" الصينية، وبين 19 شخصا صدرت ضدهم تهم مرتبطة بأعمال تجارية مماثلة.

وقالت الوكالة إن هذه التهم ناتجة عن مداهمات استهدفت في عام 2015، عشرات الشقق التي استضافت حوامل كن في انتظار الإنجاب في كاليفورنيا.

واعترفت لي بالتآمر لارتكاب عمليات تزوير في مجال الهجرة وتأشيرات الدخول. 

وتم احتساب المدة التي قضتها لي في السجن منذ اعتقالها، ومن المتوقع أن يتم الإفراج عنها قريبا ومن ثم ترحيلها إلى الصين. وقد أعرب الادعاء عن إحباطه تجاه الحكم المخفف بحقها، إذ طالب بأن يحكم عليها بالسجن لسنوات حتى يرتدع غيرها.

وقال الوكيل الخاص في تحقيقات وزارة الأمن الداخلي، دانييل شوالتر، لشبكة CNN إن المحققين اطلعوا على الاتصالات الإلكترونية بين لي وعملائها حيث أكدت أنه "من السهل خداعنا. لم تشعر بشيء تجاه الولايات المتحدة سوى الازدراء".

وقالت الوكالة إن لوائح الاتهام هي التهم الجنائية الفيدرالية "الأولى على الإطلاق" التي وجهتها الحكومة الأميركية ضد الشركات التي تعمل في مجال "سياحة الولادة"، وعملائها.

وبموجب قانون الولايات المتحدة، يحصل كل طفل يولد على التراب الأميركي بشكل تلقائي على الجنسية الأميركية.

تزايد الإقبال على الولادة في أميركا من أجل الجنسية
تزايد الإقبال على الولادة في أميركا من أجل الجنسية

تصل إلى الولايات المتحدة كل سنة مئات النساء الحوامل من روسيا ليضعن أطفالهن على أرض أميركا حتى يستفيد صغارهن من مزايا جنسيتها.

وتدفع عائلات روسية مبالغ كبيرة تتراوح بين 20 ألف دولار وأكثر من 50 ألف دولار لضمان مصاريف الولادة والإقامة في الولايات المتحدة خلال فترة النقاهة، إضافة للمصاريف التي تذهب لوسطاء يعملون على تسهيل استخراج وثائق السفر من روسيا إلى أميركا.

​​وتعد فلوريدا من أكثر الولايات التي تحج إليها النساء الحوامل من الروسيات قصد "سياحة الولادة".

واختيار أغلبية الروس لهذه الولادة يقوم على أساس "المعاملة الراقية التي تتلقاها الأمهات في أجنحة الولادة".

كما أن الطقس الحار نسبيا جنوب فلوريدا يستقطب الكثير من تلك العائلات، وهو ما قد يخفف وطأة الأسعار الخيالية بالنسبة لهم إذ "يعتبر أغلبهم فترة إقامتهم كأنها إجازة طويلة".

يذكر أن نساء روسيا يمثلن جزءا فقط من موجة "سياحة الولادة" التي تتضمن أيضا نسبة كبيرة من النساء الصينيات والنيجيريات.

ما موقف القانون؟

رغم اعتقال السلطات بعض مديري الوكالات السياحية التي تستثمر في هذا النوع من السياحة (بتهمة تزوير التأشيرات أو التهرب الضريبي) إلا أن فكرة القدوم إلى الولايات المتحدة بغرض الولادة تبقى قانونية.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توعد بإلغاء المادة الدستورية التي تسمح "بحق جنسية الولادة".

​​وقالت نساء روسيات لوكالة "أسوشيتد برس" إنهن كن صريحات بشأن نواياهن عندما تقدمن للحصول على التأشيرات، حتى إنهن أظهرن عقودا موقعة مع أطباء ومستشفيات.

ليست هناك إحصائيات توضح عدد النساء الأجنبيات اللاتي يسافرن إلى الولايات المتحدة للولادة، لكن مركز دراسات الهجرة، وهو مجموعة تدافع عن تشديد قوانين الهجرة، قدر أنه في 2012، حظيت 36 ألف سيدة أجنبية بحق الجنسية للأطفال من خلال الولادة في الولايات المتحدة، ثم غادرن البلاد.

أنطون ياشمينيف من وكالة "ميامي كير" التي ترتب مثل هذه الرحلات، قال إن "حوالي 150 أسرة روسية تستخدم خدمته سنويا، كما أن هناك نحو 30 شركة مماثلة في المنطقة".

الولادة في أميركا وحلم تجنيس الأطفال

​​وتشتهر منطقة جنوب فلوريدا بين الروس ليس فقط لطقسها الاستوائي وإنما أيضا بسبب العدد الكبير من السكان الذين يتحدثون الروسية. حتى أن مدينة صاني آيلز بيتش، شمال ميامي، أصبحت تحمل كنية "موسكو الصغيرة."

وتقول أولغا زيمليانايا، وهي سيدة روسية أنجبت ابنتها في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي "بثلاثين ألف دولار، لا نستطيع شراء شقة لطفلتنا أو القيام بأي شيء فعلا. لكن بإمكاننا منحها حريتها، هذا في الحقيقة رائع جدا."