قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء، الجمعة إن الناتج الاقتصادي للبلاد تقلص بنسبة 6.8 في المائة في الفترة من يناير حتى مارس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا هو الانكماش الاقتصادي الأول المعترف به في الإحصاءات الرسمية الصينية منذ عام 1976، وأدى إلى إنهاء النمو الاستثنائي الذي حققته الصين منذ ما يقرب من نصف قرن.
وقلل ماو شنغيونغ، المتحدث باسم مكتب الإحصاء من "التأثير طويل المدى" للفيروس على الاقتصاد الصيني"، مؤكدا "لا نستطيع أن نقول أن أساسيات التقدم الاقتصادي للصين على المدى الطويل تغيرت بسبب صدمة قصيرة المدى"، فيما توقع أن يكون متوسط النمو السنوي على مدى العامين المقبلين حوالي 5 في المائة.وأكد المكتب الوطني للإحصاءات في الصين الشهر الماضي، أن الإنتاج الصناعي المحلي ومبيعات التجزئة والاستثمار عانت جميعها من انخفاض قياسي من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وبينما تحاول الصين إعادة تشغيل مصانعها بعد تخفيف القيود على التنقل التي فرضتها بسبب انتشار الفيروس، يقلل انتشار الفيروس إلى أوروبا والولايات المتحدة الرغبة بشراء المنتجات، وقد يؤدي ذلك إلى إغلاق المصانع الصينية أبوابها بسبب عدم وجود مشترين، وليس بسبب انتشار الفيروس بين العمال.
وتأتي البيانات الرسمية في نفس الأسبوع الذي حذر فيه صندوق النقد الدولي من أسوأ التوقعات الاقتصادية العالمية منذ الكساد الكبير، حيث من المتوقع أن تتجاوز خسائر الإنتاج هذا العام تلك التي أعقبت الأزمة المالية لعام 2008 بكثير.
في غضون ذلك ارتفعت أسعار الأسهم في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ على الرغم من البيانات الاقتصادية غير المبشرة، مع تشجع المستثمرين بالإشارات إلى إعادة فتح بعض البلدان.
وارتفع مؤشر CSI 300 الصيني للأسهم المدرجة في بورصة شانغهاي وشنتشن بنسبة 1.2 في المائة، فيما ارتفع مؤشر هونغ كونغ "هانغ سنغ" بنسبة 2.3 في المائة في التعاملات الصباحية بعد الإعلان.
ومع ذلك، لم يبلغ التراجع تقديرات مجموعة محللين استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم وتحدثوا عن نسبة 8,2 بالمئة.
وتعكس هذه الأرقام أسوأ أداء منذ بداية نشر الأرقام الفصلية لإجمالي الناتج الداخلي في بداية تسعينيات القرن الماضي. وكان الاقتصاد الصيني سجل في الفصل الأخير من 2019 نموا بلغت نسبته 6 بالمئة على مدى عام.
وفي أوج انتشار وباء كوفيد-19 في العالم، اعترف الناطق باسم المكتب الوطني للإحصاءات ماو شينجيونغ أنه سيكون "على الصين مواجهة صعوبات جديدة وتحديات لإعادة تحريك النشاط والإنتاج".
وفرضت بكين في نهاية يناير في إطار سعيها لاحتواء انتشار الفيروس الذي تسبب بوفاة 4632 شخصا حسب الأرقام الرسمية، إجراءات عزل غير مسبوقة ألحقت ضررا بالنشاط الاقتصادي.
وعلى الرغم من تحسن الظروف الصحية في الأسابيع الأخيرة، ما زال مئات الملايين من الصينيين يحدون من تنقلاتهم خوفا من الإصابة بالفيروس.
ورأى المحلل جوليان إيفانز بريتشارد من مجموعة "كابيتال إيكونوميكس" أن اقتصاد الصين سيستأنف نموه بين أبريل ويونيو بعدما "واجه أقسى تباطؤ منذ الثورة الثقافية".