سقوط حر لسعر برميل غرب تكساس الأميركي الاثنين
سقوط حر لسعر برميل غرب تكساس الأميركي الاثنين

كريم مجدي

 

شهد سعر برميل نفط غرب تكساس الأميركي الوسيط، الاثنين، سقوطا حرا، بعدما وصل سعره إلى 37.63 دولار تحت الصفر، مع إغلاق التعاملات.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي ينخفض فيها سعر النفط الأميركي إلى ما دون الصفر، على خلفية انهيار الطلب بسبب أزمة كورونا، واقتراب الاحتياطات الأميركية من التخمة.

ويتعلق انهيار سعر البترول الأميركي بسببين، "الأول مؤقت، وهو انتهاء صلاحية عقود نفط تكساس، يوم الثلاثاء"، بحسب تصريحات الخبير والصحفي الاقتصادي محمد سليمان لموقع الحرة.

"وبالتالي، لا يرغب المستثمرون في الحصول على خام النفط، ففضلوا بيع العقد بأي سعر قبل انتهاء صلاحيته، وهذا سبب انهيار سعره"، يضيف سليمان.

وتنقسم عقود النفط الآجلة إلى عقود فورية، وعقود طويلة الأمد، وعقود قصيرة الأمد، وتندرج عقود نفط غرب تكساس تحت خانة عقود قصيرة الأجل، بحسب مهندس البترول بدولة الكويت محمد السيد.

وأوضح السيد للحرة أن انهيار عقود شهر مايو "يعود إلى أن المستثمرين الذين اشتروا خام تكساس في يناير وفبراير ومارس، لم يجدوا سعة تخزينية له بعد توقف حركة الشراء، فقرروا المضاربة وحرق الأسعار للتخلص من كل العقود الخاصة بمايو". 

خبير النفط أنس حجي، قال من جانبه لموقع الحرة، "إن المستثمرين لجأوا إلى التخلص من العقود النفطية، وذلك بسبب عدم وجود طرف آخر لشراء العقود، وهذا بسبب ضيق الوقت".

وأوضح الخبير السعودي أن "المستثمرين الذين يضيق عليهم الوقت يلجأون إلى استلام الشحنات بدلا من المضاربة الورقية، وهذا يعد كارثة للبعض لعدم وجود سعة تخزينية للنفط".

 

تراجع الطلب

 

أما السبب الثاني في رأي سليمان، فهو "مرتبط بأزمة تراجع الطلب وتخمة النفط المعروض في السوق".

وبعيدا عن الوضع الفني للعقود الآجلة للنفط الأميركي، فإن سوق النفط "عانى من هبوط حاد بنسبة 65 بالمئة في الربع الأول، حيث يتوقع استمرار التراجع بسبب تقلص الطلب العالمي على النفط لمستوى قياسي منخفض"، إثر توقف حركة السفر والنقل وقيود التباعد الاجتماعي، وتوقف النشاط الاقتصادي للسيطرة على تفشي فيروس كورونا، بحسب سليمان.

ويوضح الخبير الاقتصادي، أن السوق لا يزال يشهد تخمة في المعروض، رغم قرار تحالف "أوبك +" خفض المعروض من النفط، بنحو 9.7 مليون برميل يوميا.

خبير النفط أنس حجي أضاف من جانبه، أن "أزمة نفط غرب تكساس مؤقتة وستنتهي الثلاثاء، حيث ستبدأ أسعار عقود شهر يونيو بسعر 20 دولارا للبرميل".

كما أوضح سليمان أنه "بداية من يوم الأربعاء، سيتم تداول عقد يونيو والذي يصل سعره حاليا نحو 20 دولارا، ما يعد سعرا جيدا في ظل الأزمة الحالية".

 

ما تبعات الأزمة؟

 

رغم الأسعار الكارثية التي وصل إليها سعر برميل خام غرب تكساس، فإن الأزمة مقتصرة عليه فقط، من دون أن تمتد لخام برنت الأميركي.

وفي الوقت الذي انخفض فيه سعر برميل خام برنت الأميركي بنسبة 7 في المئة بنفس فترة تسوية عقود خام تكساس، فإن "سعر برميل برنت ما زال فوق حاجز الـ26 دولارا، بعكس غرب تكساس الذي انهار سعره"، بحسب سليمان.

ورهن سليمان عودة أسعار النفط بشكل عام حول العالم إلى طبيعتها، بـ"وجود خطة واضحة لإنهاء قيود التباعد الاجتماعي، وعودة الاقتصاد للعمل وبالتبعية الطلب على النفط".

يذكر أن أسواق النفط بدأت بالانهيار منذ أسابيع، مع فرض الحكومات في العالم قيودا على السفر وتدابير عزل لاحتواء الفيروس.

كذلك يخوض المنتجون الرئيسيون للنفط مثل السعودية وروسيا حرب أسعار أدت إلى ارتفاع في الاحتياطي وبالتالي انخفاض في أسعار النفط بشكل عام.

ويرى الخبير النفطي أنس حجي أن "آثار انهيار أسعار غرب نفط تكساس، مقتصرة فقط على أميركا الشمالية وليس الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، لأن عملية تسعيره إقليمية".

لكن مهندس البترول محمد السيد رأى عكس ذلك، فقد "دفع التأثير النفسي لانخفاض خام تكساس، دولا مثل الكويت إلى خفض سعر البرميل الذي تنتجه إلى 16 دولارا".

ويتوقع السيد أن "تنهار أسعار النفط الكويتي" على سبيل المثال، "في حال اكتفاء الأسواق الآسيوية التي يباع فيها النفط الكويتي، كاليابان والصين وكوريا، عقب تكدس مخازن هذه الدول بالنفط لقلة الاستهلاك".

صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وسط مجموعة من الجنود
صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وسط مجموعة من الجنود | Source: X/yoavgallant

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وشقيقه القيادي في الجناح العسكري للحركة، محمد السنوار، "ليسا محصنين"، معتبرا أنهما "سيرتكبان خطأ ما" يساعد في الوصول إليهما.

وأضاف غالانت الذي قام، الأحد، بجولة تفقدية في ممر نيتساريم بوسط قطاع غزة، أنهما مثل قائد كتائب القسام، محمد الضيف ونائبه مروان عيسى (وقد أعلنت إسرائيل مقتلهما)، سوف "يرتكبان خطأ ما.. وعندها سنصل إليهما"، وفقا لـ"هيئة البث الإسرائيلية".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في أواخر مارس الماضي مقتل عيسى، في ضربة جوية على وسط قطاع غزة.

وفي يوليو الماضي، قال الجيش الإسرائيلي أنه استهدف الضيف في ضربة على منطقة المواصي. وفي مطلع أغسطس، قال الجيش الإسرائيلي إنه تأكد استخباراتيا من مقتل الضيف، إثر غارات استهدفت منطقة خان يونس في قطاع غزة يوم 13 يوليو.

وحينها، اعتبر غالانت أن مقتل الضيف "يشكل خطوة كبيرة على طريق القضاء على حماس".

وقال الجيش الإسرائيلي، في يوليو، إنه "استطاع تصفية نصف قادة الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام) وتحييد 14 ألف مسلح".

وأضاف بيان، أن قواته "صفت واعتقلت حوالي 14 ألف مخرب"، مضيفا أنه بينهم "6 مخربين على مستوى قادة ألوية، وأكثر من 20 على مستوى قادة كتائب، وحوالي 150 على مستوى قادة سرايا".

من جانب آخر، أكد غالانت خلال جولته في قطاع غزة، أن قوات بلاده تنشط هناك، موضحا: "لكننا في الوقت نفسه مستعدون لنقل مركز  الثقل إلى الجبهة الشمالية على جناح السرعة"، حيث يخوض الجيش الإسرائيلي تصعيدا مع حزب الله عند الحدود مع لبنان.