لم يتخيل عباس كريمي، وهو يفر من أفغانستان بعمر 16 عاما أنه سيستمتع بمياه المسابح وينافس ليفوز بالسباقات من جديد، بل ويتقدم حاملي شعلة الألعاب الأولمبية للمعاقين، الثلاثاء الماضي، لكن حلمه تحقق بعد رحلة لجوء طويلة قادته من بلاده عبر تركيا إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وسلط تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على قصة لاجئ أفغاني، 24 عاما، اضطرته المخاوف إلى الفرار من أفغانستان إلى الولايات المتحدة ونجح في المشاركة في الألعاب البارالمبية المنظمة في طوكيو.
غادر كريمي، الذي يعاني مرض نقص الأطراف، أفغانستان بعد فوزه ببطولة محلية سعيا وراء إكمال حلمه في المنافسات الدولية دون المخاوف اليومية من الحرب والإرهاب، وبعد ثماني سنوات من فراره، حمل الشعلة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية للمعوقين.
ولأن الفوضى المحيطة باستيلاء طالبان على أفغانستان حالت دون تسيير وفد البلد للألعاب الأولمبية للمعوقين إلى طوكيو، يكون كريمي الرياضي الأفغاني الوحيد الذي يشارك في الألعاب، وفق الصحيفة.
وكريمي واحد من الملايين الذين فروا من العنف في أفغانستان قبل الأزمة الحالية بفترة طويلة. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يوجد ما مجموعه 2.2 مليون لاجئ أفغاني مسجل في إيران وباكستان وحدهما.
وعن قصة فراره، تقول الصحيفة، إنه في عام 2013، رافقه أخوه الأكبر إلى إيران وضمه إلى مجموعة كانت مسافرة إلى تركيا، وعلى مدى ثلاثة أيام وليال، كانوا يختبئون في شاحنات للمرور فوق الجبال في طريقهم إلى الحدود.
وبعد وصوله إلى تركيا، تنقل كريمي بين أربعة مخيمات مختلفة للاجئين، وكان مصمما على مواصلة السباحة، وأحيانا كان يركب حافلة مرتين في اليوم، ساعة في كل اتجاه، إلى بركة حيث كان يمكنه التدرب.
وبدأ كريمي حملة من تركيا على فيسبوك لدعمه، وهو ما تحقق له بعد إطلاق مايك إيفس، مدرب المصارعة وكرة القدم المتقاعد في بورتلاند الأميركية حملة لمساندته ما مكنه من دخول الولايات المتحدة في 2016.
ووفق الصحيفة، انضم كريمي إلى فريق للسباحة في بورتلاند وسجل نقطا كثيرة في المسابقات التي خاضها، بحسب المدير الفني للفريق.
واستمرت مسيرة البطل الأفغاني، بعدما فاز بالميدالية الفضية في سباق 50 متر فراشة، في عام 2017، في بطولة العالم للسباحة في مكسيكو سيتي ممثلا لفريق اللاجئين، وحل سادسا في بطولة العالم 2019 في لندن، في سباق 50 مترا فراشة.
ومع ما يجري في أفغانستان، يحاول كريمي التركيز على مشاركته في الأولمبياد، ولخص مسيرته بتدوينة على انستغرام، وفق ما تنقل الصحيفة، بصورته في الماء وتعليق "تحقق الحلم".
وافتتحت، الثلاثاء، رسميا دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو خلال حفل في الاستاد الوطني في العاصمة، بعد 16 يوماً من اختتام الأولمبياد الصيفي الذي تأجل عاماً أيضاً.