محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف
محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف

لم تتوقف الاتهامات التي وجهها رئيس هيئة النزاهة في العراق، حيدر حنون، إلى قاضي محكمة النزاهة، ضياء جعفر، عند  وسائل الإعلام، بل دخلت فعليا مرحلة الإجراءات القضائية.

ففي وقت مبكر من يوم الاثنين، أعلن مجلس القضاء الأعلى أنه شرع في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق حنون على خلفية التصريحات التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده في أربيل في الرابع من سبتمبر الجاري.

وذكر بيان صحفي للمجلس بناءً على تقرير رئيس هيئة الإشراف القضائي أن "ما تحدث به حنون غير صحيح، ومجرد ادعاءات القصد منها تضليل الرأي العام، وأنها كانت رد فعل لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه عن موضوع قطعة الأرض المخصصة لدائرة التسجيل العقاري في ميسان".

وقبل أيام سُربت في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية منسوبة لحنون، وردت فيها أحاديث عن رشى وقضايا تلاعب بقطع أراض في محافظة ميسان حيث مسقط رأسه ومقر إقامته، وعلى إثر ذلك بدأ القضاء التحقيق معه.

وبحسب بيان لهيئة النزاهة صدر عقب هذه التسريبات، فإن حنون "قدم شكره للسلطات القضائية والادعاء العام لمباشرته التحقيق في المقاطع الصوتية المزورة والمفبركة المنسوبة زورا له، وأنه يحترم كل ما يصدر عنها من نتائج وقرارات".

وشهدت الأيام القليلة الماضية توترا سياسيا كبيرا في العراق، على خلفية مؤتمر حنون في أربيل، الذي اتهم فيه جعفر بـ"الفساد".

وتحدث رئيس هيئة النزاهة في المؤتمر عن استلام مجموعة قضاة قطع أراض، مساحة كل منها 600 متر مربع، من حكومة مصطفى الكاظمي (2022 – 2020)، وقال: "جميعنا استلمنا قطع الأراضي".

لم يُعلق جعفر على تصريحات حنون، لكن المؤتمر أخذ أبعاداً سياسية خلقت تشنجا بين القضاء وحكومة محمد شياع السوداني، وفقاً لما أشيع في وسائل الإعلام المحلية العراقية.

عُين حنون، وهو قاض بالأساس، رئيساً لهيئة النزاهة في نوفمبر 2022، وكان قبل ذلك رئيساً لمحكمة استئناف ميسان حيث مسقط رأسه. برز كثيراً في النشاطات التي تعلقت بـ"استرداد الأموال المسروقة" خاصة تلك المتعلقة بما تُعرف بـ"سرقة القرن".

وظهر حنون في المؤتمر الصحفي في أربيل على خلفية المقابلة الصحفية مع المتهم الرئيسي في "سرقة القرن" (قضية الأمانات الضريبية)، نور زهير. وخلال المؤتمر، حاول رئيس هيئة النزاهة تخفيف حدة الانتقادات التي وجهها زهير للسلطات بشكل عام في تلك المقابلة.

طالب زهير بمحاكمة علنية تشبه محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واعتبر "سرقة القرن كذبة"، وهدد بـ"كشف أسماء" متورطين فيها.

تزامن ذلك كله مع الحديث عن ملف "تجسس" اتُهم به موظفون حكوميون في مجلس الوزراء، وأصدر القضاء حينها مذكرات قبض بحق بعضهم.

هذه التوترات خفت حدتها بلقاء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، في الثامن من الشهر الحالي، لكنها لم تنته تماما.

يرى الخبير القانوني علي التميمي في مقابلة مع قناة "الحرة" أن التحقيقات التي أجرتها هيئة الإشراف القضائي بصفتها الهيئة المعنية في التحقيق بالاتهامات التي توجه للقضاء، بينت أن الاتهامات التي وجهت لقاضي محكمة النزاهة غير صحيحة.

حاول مراسلنا الحصول على تعليق من مجلس القضاء الأعلى، لكنه لم يتمكن لعدم وجود متحدث باسم المجلس.

لم تصدر هيئة النزاهة أي موقف بشأن إعلان مجلس القضاء الأعلى بدء التحقيقات مع رئيسها، على عكس الأيام السابقة التي كانت تتوالى فيها بياناتها بشأن هذه القضية.

ويعتبر حنون ثالث رئيس هيئة نزاهة يُتهم بملفات فساد من أصل خمسة رؤساء تعاقبوا على إدارة الهيئة، بعد راضي الراضي ورحيم العكيلي، اللذين صدرت بحقهما مذكرات قبض.

هاريس زارت الحدود الجنوبية
هاريس زارت الحدود الجنوبية

يستخدم الرئيس الأميركي السابق، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة هذا العام، دونالد ترامب، قضية الهجرة، لجذب الناخبين الرافضين لسياسة الإدارة الديمقراطية إزاء هذا الملف.

ومع دفع ترامب برسالة قوية بهذا الشأن، اتخذت مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، نهجا جديدا في محاولة لكسب أصوات الناخبين في سباق يلوح متقاربا بشدة.

وأظهر استطلاع أجرته أسوشيتد برس أن حوالي نصف عدد الناخبين يرون أن الهجرة تمثل أهمية كبيرة لهم في سباق هذا العام.

ويتفوق ترامب على هاريس فيما يتعلق بمن يثق الناخبون في قدرته على التعامل بشكل أفضل مع الهجرة، وفق الاستطلاع.

وهذه القضية كانت تمثل ايضا مشكلة للرئيس، جو بايدن، الذي لطالما واجه انتقادات بشأن عبور آلاف المهاجرين غير الشرعيين الحدود الجنوبية.

ويأمل ترامب، الذي سبق أن اتهم المهاجرين بـ"تسميم" الدم الأميركي في تصريح أثار جدلا واسعا، أن تساعده قضية الهجرة في الفوز بالسابق.

ويلقي ترامب وكبار الجمهوريين باللوم على هاريس في الوضع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إذ يقولون إنه خرج عن السيطرة بسبب السياسات المتساهلة لإدارة بايدن-هاريس.

وحاولت هاريس مواجهة ذلك بالقول إن التسوية التي توصل إليها مجلس الشيوخ من الحزبين، التي كانت ستتضمن معايير أكثر صرامة للجوء وتوظيف مزيد من عناصر أمن الحدود ومسؤولي اللجوء، كانت على وشك تمريرها في الكونغرس، قبل أن يعارض ترامب ذلك. 

وفي محاولة لجذب الناخبين، رسمت نائبة الرئيس رؤية ترتكز على الاعتراف بأن نظام الهجرة يحتاج إلى إصلاح، وأن  تلك الإصلاحات يجب أن تقترن بمسارات قانونية، ومنح الفرصة للمهاجرين المستقرين في البلاد منذ فترة طويلة بتسوية أوضاعهم.

ويقول موقع "أكسيوس" إن كلا من ترامب وهاريس يتعهدان "بفرض بعض أكثر سياسات الهجرة واللجوء والحدود تقييدا منذ عقود".

وقالت هاريس أمام تجمع انتخابي في نيفادا مؤخرا: "سأحمي سيادة أمتنا، وأؤمن حدودنا وأعمل على إصلاح نظام الهجرة المكسور لدينا".

وبثت حملتها إعلانا يقول: "نحن بحاجة إلى قائد لديه خطة حقيقية لإصلاح الحدود. وهذه هي كامالا هاريس".

وفي خطابها الأخير على حدود ولاية أريزونا، أشارت نائبة الرئيس إلى أن رؤيتها تتضمن "أمنا حدوديا قويا ومسارا للحصول على الجنسية... للمهاجرين المجتهدين الذين كانوا هنا لسنوات".

ويقول أكسيوس إن هاريس "غيرت الصورة المرسومة عنها باعتبارها مدافعة عن المهاجرين غير الشرعيين إلى مدعية عامة سابقة ستكون أكثر كفاءة من ترامب" في حماية الحدود.

وتعهدت هاريس بتقييد عملية اللجوء، وتوجيه تهم جنائية للمتورطين في الهجرة غير القانونية، رغم أنها قالت عدة مرات إبان ترشحها لسباق 2019 إنها تريد إلغاء تجريم ذلك.

وأعلنت مجددا دعمها مشروع قانون الحدود الذي رفضه ترامب وجمهوريون في الكونغرس. ويشمل المشروع تخصيص مئات الملايين من الدولارات لبناء الجدار الحدودي.