المقابر الجماعية من الملفات الحقوقية والسياسية الشائكة في ليبيا
المقابر الجماعية من الملفات الحقوقية والسياسية الشائكة في ليبيا

تواجه ليبيا ملفا شائكا يتعلق بالمقابر الجماعية، حيث أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، الأربعاء، عن اكتشاف 21 جثة جديدة مجهولة الهوية في منطقة بئر الأسطى ميلاد بتاجوراء (شرق طرابلس) ليرتفع عدد الجثث المكتشفة بالمقبرة إلى 46 جثة خلال 10 أيام.

وكانت الهيئة (مؤسسة رسمية) قد أعلنت في 22 أكتوبر الجاري عن اكتشاف واستخراج 9 جثث من مقبرة في منطقة بئر الأسطى ميلاد، ليتضح لاحقا أن المقبرة تضم المزيد من الرفات المجهولة الهوية.

| استخراج 21 جثمانا من مقبرة بئر الأسطى ميلاد بتاجوراء | في إطار الجهود المتواصلة للكشف عن مصير المفقودين، تمكنت فرق...

Posted by ‎الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين‎ on Wednesday, October 30, 2024

تبعا لذلك، وصل مجموع الجثث المكتشفة، الاثنين، إلى 25 جثمانا، ثم ارتفع إلى 46 بعد اكتشاف المزيد من الرفات، الأربعاء.

وتعهدت الهيئة في بيان بأنها ستواصل جهودها للكشف عن مصير المفقودين وتقديم الدعم لذويهم، وأن فرقها باشرت أخذ عينات من الرفات المكتشفة لتحديد سبب الوفاة.

وأعاد هذا الاكتشاف إلى الواجهة ملف المقابر الجماعية الذي سبق لسلطات هذه البلد المغاربي أن شبهته عام 2021 بـ"مذابح البوسنة والهرسك"، ما يثير تساؤلات حول حجم الانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال فترة الصراع التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر عام 2011.

مقابر وجثث بالمئات

وتعد المقبرة الأخيرة واحدة ضمن مقابر كثيرة اكتشفتها الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في عدد من أنحاء البلاد، لعل أبرزها مقبرة ترهونة جنوب شرقي العاصمة  طرابلس التي اكتشفت بها المئات من الرفات.

🔵 بيان صحفي :- { بيان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليببا ، بشأن المقابر الجماعية التي أكتشفت بمدينة ترهونة } بمزيج...

Posted by ‎المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا - Nihrl‎ on Sunday, January 24, 2021

ويقتصر عمل الهيئة على الاستجابة لحالات الاشتباه بوجود مقابر جماعية وتتكلف بمهمة استخراج الجثث وإصدار تقارير الطب الشرعي وبجمع العينات من أسر الضحايا لمطابقتها مع الجثامين المكتشفة، ولا تتدخل في التحقيقات القضائية، بحسب توضيحات قدمها رئيسها، كمال أبوبكر السيوي، في حوار سابق مع "أصوات مغاربية".

وكشف تقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع لأمم المتحدة، في أغسطس الماضي، أن عدد الجثث المكتشفة في مقابر ترهونة بلغ 353 جثة، 235 منها حددت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين هويتها.

وتقع مدينة ترهونة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة طرابلس وكانت تسيطر عليها ميليشيا "الكاني" التي تحالفت مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، خلال هجومه على طرابلس في 2019.

وتتضارب الأرقام حول العدد الحقيقي للمقابر في مدينة ترهونة بين من يقول إن عددها 35 مقبرة جماعية فيما تشير منظمات حقوقية ودولية إلى أن العدد يتجاوز هذا الرقم.

وبينما تصر الجهات الرسمية على إبقاء هذا الملف تحت وصاية القضاء الليبي، تطالب أوساط أخرى بـ"تدويله" حتى يتسنى لهيئات دولية المشاركة في التحقيق وفي ملاحقة المتورطين.

وكانت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حنان صلاح، قد طالبت من المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بـ"التحقيق في الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة في حال عجزت السلطات الليبية عن إجراء مساءلة محلية عن الفظائع ضد أهالي ترهونة".

وقالت في تصريحات عام 2021، إن "أقارب المئات من الذين اعتُقلوا تعسفا وعذبوا أو أُخفوا ووجدوا فيما بعد في مقابر جماعية ما زالوا ينتظرون العدالة".  

وليست ليبيا طرفا في "نظام روما الأساسي" الذي بموجبه تأسست المحكمة الجنائية الدولية عام 1998، لكن ولايتها جاءت بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 الصادر في 2011، والذي أحال بالإجماع الوضع في ليبيا منذ 15 فبراير 2011 إلى المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها.  

من جانبها، أفادت منظمة "رصد الجرائم في ليبيا" في تقريرها السنوي الأخير بأن "مكتب النائب العام تلقى السنة الماضية 521 شكوى تخص موضوع المقابر الجماعية، 194 منها تم قبولها وإحالتها إلى النيابات، بينما لا تزال 327 قضية قيد التحقيق"، مشيرة إلى أن الجهات القضائية قامت باستثناء 17 قضية من التحقيق لنقص الأدلة والشهود".

تكشف منظمة رصد الجرائم في ليبيا عن نتائج مروعة في تقريرها السنوي لعام 2023. فمن القتل خارج القانون إلى الاخفاء القسري،...

Posted by ‎رصد الجرائم في ليبيا - Libya Crimes Watch‎ on Monday, April 8, 2024

مطالب بمنع الإفلات من العقاب

ويطالب أهالي الضحايا والمفقودين السلطات الليبية بتحقيق العدالة لأبنائهم وملاحقة الجناة الذين صدرت في حق بعضهم أوامر قبض وما زال عدد منهم طلقاء.

وتعليقا على التحقيقات المنجزة في الملف، قال التقرير الأخير للبعثة الأممية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، إنه ورغم الجهود المبذولة "ما يزال تحقيق المساءلة عن الجرائم التي ارتكبت في ترهونة بعيد المنال".

وأضافت "ويرجع ذلك جزئيا إلى الولاءات والتحالفات السياسية الممتدة بين الجناة المزعومين، حيث تمكن البعض منهم من الفرار إلى دول مجاورة وبين الأطراف المتنفذة في المؤسسات السياسية والأمنية الليبية المتمركزة في شرق البلاد وغربها".

واستبعد التقرير إمكانية تحقيق "مصالحة مستدامة" في البلاد دون عدالة تجبر الضرر وتنصف أقارب الضحايا.

الإفلات من العقاب يمنح المجرمين فرصة غير مستحقة للتهرب من مسؤوليتهم، مما يشجعهم على ارتكاب المزيد من الانتهاكات ويصبحون...

Posted by ‎رابطة ضحايا ترهونة‎ on Friday, October 18, 2024

بدورها، قالت "رابطة ضحايا ترهونة" في بيان صدر الأسبوع الماضي إن الإفلات من العقاب "يمنح المجرمين فرصة غير مستحقة للتهرب من مسؤوليتهم، مما يشجعهم على ارتكاب المزيد من الانتهاكات".

ودعت الهيئة الحقوقية إلى مناصرتها في حملتها للحد من الإفلات من العقاب وللضغط على السلطات "لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان ملاحقة المتورطين في الجرائم الجنائية الجسيمة وحث التشكيلات المسلحة على تسليم المطلوبين من أفرادها للعدالة".

المصدر: موقع الحرة 

الإجهاض قضية تثير انقساما في وجهات النظر بالولايات المتحدة
الإجهاض قضية تثير انقساما في وجهات النظر بالولايات المتحدة - AFP

بدأ عدد متزايد من النساء في الولايات المتحدة يبدين اهتماما على مواقع التواصل الاجتماعي بتبني حركة  "4 بي" (4B) النسوية، في أعقاب فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة تبدأ في يناير 2025.

وبدأت بالفعل بعض الناشطات على مواقع التواصل بحلق رؤوسهن إعلانا عن تبني حركة "4 بي"، والتي بموجبها تتعهد النساء بعدم مواعدة الرجال أو ممارسة الجنس معهم، فضلا عن عدم الزواج أو الإنجاب. 

وتخشى كثير من النساء الأميركيات، بخاصة المناصرات للحزب الديمقراطي، من احتمال فرض مزيد من القيود على الإجهاض وغيره من شؤون الصحة الإنجابية مع وصول الجمهوري دونالد ترامب للحكم ثانية.

@wecanstillsmile

My take on the 4B movement.. 🫣 #shavingmyhead #4bhair #trump #trump2024 #2024election #harris #protest #hairloss #alopecia

♬ original sound - Megs

وخلال فترة حكمه الأولى، عين الرئيس السابق ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة الأميركية العليا، ما كان له الأثر في قرار الهيئة القضائية في 2022 بإلغاء دستورية الحق في الإجهاض.

وترك الحكم القضائي قانونية الإجهاض من عدمها قرارا تحدده كل ولاية أميركية على حدة.

وتسبب القرار في موجة عارمة من الاحتجاجات التي اعتبرته قيدا على حرية المرأة الأميركية وسلطتها الشخصية على جسدها، في مقابل تأييد آخرين له.

ما هي حركة "4 بي"؟

ظهرت حركة "4 بي" النسوية على مواقع التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية قبل سنوات، احتجاجا على ما وُصف حينها بـ"عدم المساواة" بين الجنسين في البلد الأسيوي.

و"4 بي" هي الأحرف الأولى من كلمات كورية أربع ترجمتها بالعربية هي "لا زواج، لا ولادة، لا مواعدة ولا جنس مع الرجال".

وتتضارب الأقاويل حول العام الذي ظهرت فيه حركة "4 بي"، تحديدا.

لكن تقارير صحفية تشير إلى واقعة قتل امرأة كورية جنوبية بالقرب من محطة قطار أنفاق في العاصمة سيول، عام 2016، باعتبارها كانت الشرارة التي أشعلت فتيل هذه الحركة النسوية.

آنذاك، قال الجاني إنه قتل الضحية "انتقاما من تجاهل النساء له"، ما أدى إلى إثارة الرأي العام في كوريا الجنوبية، والمطالبة بمحاسبة عامة على المعاملة التي تجري مع النساء الكوريات الجنوبيات.

وشمل الجدل الحديث عن  عدم المساواة في الأجور، وفي القيام بالواجبات داخل المنزل، وامتد ليهم أيضا حوادث قتل النساء والجرائم الجنسية بحقهن.

ووفق بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتقاضى النساء في كوريا الجنوبية أجورا أقل بنحو الثلث من الرجال، وهي أعلى فجوة في الأجور بين دول المنظمة.

"4 بي" في الولايات المتحدة

عبرت كثيرات من الأميركيات اللواتي تبنين قبل أيام قليلة أفكار حركة "4 بي" على منصات تيك توك وإنستغرام، عن شعورهن بالغضب بعد أن "صوت أغلب نظرائهن من الذكور لصالح ترامب".

وصوت لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 52 في المئة من الرجال بين 18 عاما، وهو السن القانونية للتصويت، و44 عاما، وفق مسح أجرته وكالة أسوشيتد برس.

المسح الذي جرى بعد النتائج الأولية للانتخابات أظهر أيضا أن 56 في المئة من الرجال الأميركيين في سن 45 عاما فما فوق صوتوا لصالح ترامب.

في حين صوتت 55 في المئة من النساء بين 18 و44 عاما للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، وصوتت لها أيضا 51 في المئة من النساء في عمر 45 فأكثر، بحسب المسح نفسه.

وكان الإجهاض بين قضايا رئيسية قسمت أصوات الناخبين الأميركيين، وعكفت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس خلال حملتها على تأكيد رفضها لأية قيود على الإجهاض.

وتحدثت نساء عدة خلال حملة هاريس  عن معاناتهن وإنهن كن على وشك الموت بسبب رفض المستشفيات والأطباء التدخل جراحيا لإنقاذ حياتهن، بعد وفاة الجنين داخل أرحامهن، وذلك بسبب القيود المفروضة على الإجهاض في ولاياتهن.

ورغم أن الجمهوري ترامب كان السبب في إلغاء قرار تاريخي جعل قبل 50 عاما الإجهاض حقا دستوريا للنساء، وعد الرئيس المنتخب مرارا بأنه لن يفرض حظرا فيدراليا على الإجهاض.

وخلال الانتخابات الأخيرة، سُئل الناخبون في 10 ولايات، على بطاقات الاقتراع، عن الإجهاض.

وأيد الناخبون ،في سبع منها، رفع القيود على الإجهاض التي تفرضها بعض من تلك الولايات، وتوسيع الحريات التي تتيحها حاليا البعض الآخر.

واللافت أن بعض تلك الولايات التي صوتت لصالح رفع القيود عن الإجهاض، انتخبت ترامب رئيسا للبلاد، وهي ميزوري وأريزونا، ومونتانا، ونيفادا، حسبما أفادت به وسائل إعلام أميركية.

ومن غير المعلوم ما إن كانت حركة "4 بي" الاحتجاجية ستحظى بانتشار واسع بين النساء الأميركيات في وقت لاحق أم لا.