مقاتلون مناهضون للحكومة يحتفلون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا
الفصائل المعارضة سيطرة على مناطق خاضعة للنظام السوري(فرنس بريس)

في عملية عسكرية هي الأكبر منذ سنوات في سوريا، سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على غالبية مدينة حلب في شمال سوريا، وعلى مطارها  الدولي وبلدات استراتيجية في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين.

واستهدفت هذه العملية المباغتة التي تحمل اسم "ردع العدوان"مناطق يسيطر عليها النظام في شمال وشمال غرب سوريا.

بدأت عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر 2024، وأعلنت الفصائل إن هدفها توجيه "ضربة استباقية لقوات النظام السوري". كأول هجوم كبير منذ  الاتفاق "التركي الروسي" لوقف إطلاق النار في مارس 2020.

وفي العام 2015، تمكّن نظام الرئيس بشار الأسد بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، من استعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد، وعلى مدينة حلب بأكملها عام 2016 بعد حصار محكم وقصف مدمّر.

مع ذلك، بقيت مناطق واسعة خارجة عن سيطرته، إذ استمرّت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وحلفاؤها في السيطرة على أجزاء من محافظة إدلب (شمال غرب) وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب وحماة واللاذقية. كما تسيطر القوات الكردية المدعومة أميركيا على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.

لكن وفي يوم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله بعد نزاع بين الطرفين امتد 13 شهرا على خلفية حرب غزة، شنّت الفصائل التي تنسّق عملياتها ضمن غرفة عمليات مشتركة، الهجوم.

وأودت العمليات العسكرية حتى الآن بحياة أكثر من 311 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم مدنيون قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.

أهدف العملية

حدد الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين، حسن عبد الغني، أهداف العملية العسكرية في أنها تسعى لكسر "مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع مليشياته".

وأضاف في صفحته على "إكس" أنها تهدف أيضا إلى الدفاع عن المدنيين في وجه تهديد حشود النظام العسكرية أمنَ المناطق المحررة، وإعادة المهجّرين إلى ديارهم.

كما تسعى الفصائل إلى إبعاد نفوذ النظام والمليشيات عن مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا.

وقال المتحدث إنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، "تعرضت المناطق المحررة لأكثر من 1500 غارة معادية، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج، تسببت بنزوح 1500عائلة".

من جانبه، اعتبر رئيس "حكومة الإنقاذ" التي تدير مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام محمد البشير، الخميس، أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام "في الفترة السابقة على خطوط التماس وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين".

وامتنعت القوى الداعمة لكلّ من الطرفين حتى الآن عن الإدلاء بأي تعليق تصعيدي.

ويأتي هذا الهجوم المباغت والكبير في وقت تعثّرت فيه جهود التقارب بين سوريا وتركيا خلال العامين الماضيين.

ودفعت روسيا وإيران نحو خفض للتصعيد بين سوريا وتركيا، لكن دمشق تؤكّد أنه ينبغي على أنقرة سحب قواتها من أراضيها قبل أي تطبيع للعلاقات.

ودعمت أنقرة إسقاط النظام السوري بعيد اندلاع النزاع في العام 2011، لكنها خفّضت من حدّة موقفها تجاه دمشق مع استعادة القوات السورية السيطرة تدريجيا على مناطق في البلاد.

وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

والسبت، أكد المرصد السوري أنّ هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها باتت "تسيطر على "غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون".

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.

تعليق مقتضب من البيت الأبيض على التطورات الأخيرة في سوريا
تعليق مقتضب من البيت الأبيض على التطورات الأخيرة في سوريا

قال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن وفريقه يراقبون "الأحداث الاستثنائية في سوريا"، ويتواصلون مع الشركاء الإقليميين.

وذكر  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، شون سافيت، في منشور على منصة "إكس"، أن "الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث الاستثنائية في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين".

وأعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة "هروب" رئيس النظام بشار الأسد، و"بدء عهد جديد" لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق.

وقالت الفصائل السورية المعارضة إن الأسد غادر دمشق، داعية المهجرين في الخارج للعودة إلى "سوريا الحرة" بعد إعلانها دمشق "حرة من الطاغية".

وقالت فصائل المعارضة في رسائل نشرتها عبر تطبيق تلغرام "الطاغية بشار الأسد هرب"، و"نعلن مدينة دمشق حرة".

وأعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداه لتسليم المؤسسات الى أي "قيادة" يختارها الشعب السوري.