FILE PHOTO: Israeli soldiers sit on a military vehicle near Israel's border with Lebanon
الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وتراجع حزب الله إلى وراء نهر الليطاني

اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، حزب الله بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر.

وحذر الوزير الإسرائيلي من "خطوات أحادية، إذا ما استمر الوضع" في إشارة إلى "عدم" التزام الحزب بالاتفاق.

تصريحات كاتس، جاءت ردا على تحذير الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بشأن استعداد جماعته للرد على ما وصفه بـ"الخروقات" الإسرائيلية.

قال مندي صفدي، وهو عضو مركزي في حزب الليكود الإسرائيلي: "كان على حزب الله أن ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني، ثم يدخل الجيش اللبناني للسيطرة على المناطق التي كان يسيطر عليها الحزب، وهذا ما لم يتم تنفيذه".

وخلال استضافته في برنامج "الحرة الليلة" على قناة "الحرة" قال صفدي إن "العمل العسكري الذي تقوم به إسرائيل في جنوب لبنان، يهدف إلى تنظيف المنطقة من الأسلحة والذخائر الموجودة".

وتبادلت إسرائيل وحزب الله، الاتهامات خلال الأسابيع الماضية، بخرق تفاهمات الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية.

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال السبع، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يعيش نشوة انتصار في غزة، وفي سوريا، وفي جنوب لبنان،  ويسعى لتكريسه، من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض" في إشارة إلى توغلات الجيش الإسرائيلي في لبنان.

وخلال استضافته في ذات البرنامج قال السبع إن "الاتفاق لم يتغير، هو التفسير الحرفي للقرار 1701، الذي وضع النقاط العشر التي اقترحها المبعوث الأميركي للبنان، آموس هوكستين".

ووفقا للمحلل اللبناني، كان من المفترض أن يتم الانسحاب الإسرائيلي، وفق الاتفاق، على ثلاث مراحل: من القطاع الغربي خلال أول 20 يوما، ومن القطاع الأوسط خلال ثاني 20 يوما، ومن القطاع الشرقي في الأيام العشرين الأخيرة.

وقال: "عمليا، نحن الآن في الأيام العشرين الأخيرة، وحتى هذه اللحظة، لم ينسحب الإسرائيليون".

حزب الله التهديد الأكبر للجيش اللبناني. أرشيفية
الجيش اللبناني أمام اختبار بسط السيطرة.. هل ينجح؟
حدد الخبير العسكري اللبناني، الجنرال وهبي قاطيشه أسباب عدم بسط الجيش اللبناني سيطرته على جميع الأراضي اللبناني إلى سببين: سياسي، لأن الحكومة الحالية تمثل حكومة حزب الله والذي يحد من تواجد القوات اللبنانية في المناطق الجنوبية.

موقف واشنطن

قال المحلل الأميركي، جوشو لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة "لا تقر بأن أي خروقات حدثت".

وخلال استضافته في برنامج "الحرة الليلة" على قناة "الحرة" شدد لانديس على ضرورة تمديد الاتفاق.

وقال إن "الولايات المتحدة تقف جانبا من الخلافات، وهذا الموقف مرتبط بميزان القوى بين لبنان وإسرائيل".

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، أعمالا عدائية استمرّت أكثر من عام، بما في ذلك حربا شاملة استمرّت شهرين بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

ويتضمن الاتفاق سحب الجيش الإسرائيلي قواته خلال 60 يوما من جنوب لبنان، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

إلى ذلك، يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان
الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان

تنتهي اليوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني، المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

هذا الاتفاق، الذي تم بوساطة أميركية، كان يهدف إلى وضع حد للنزاع الممتد لأكثر من عام، حيث كان يشترط انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

ومع انتهاء المهلة، تتزايد المخاوف الدولية بشأن عدم التزام الأطراف بالاتفاق. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا السبت الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على أهمية استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.

جاء هذا في سياق محادثة هاتفية مع الرئيس اللبناني جوزاف عون، حيث أعرب عن قلقه من المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق. الرئيس اللبناني من جانبه، شدد على ضرورة إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق لضمان استقرار المنطقة.

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
إسرائيل تبحث البقاء في جنوب لبنان.. هل تشتعل الحرب مجددا؟
تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وبحسب بنود الهدنة، يتوجب على حزب الله، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.

في الجانب الإسرائيلي، أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم بالكامل في الموعد المحدد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل الانسحاب "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق بشكل كامل.

وأوضح البيان، أن إسرائيل "لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان".

من جهته، ألقى الجيش اللبناني باللوم على إسرائيل في التأخير، مؤكداً أنه مستعد لاستكمال انتشاره في المنطقة فور انسحاب القوات الإسرائيلية، وأقر بحصول "تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي".

وقد سادت أجواء من التوتر بين الأطراف، حيث اتهم لبنان إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقية، في حين هدد حزب الله بأن عدم احترام إسرائيل لمهلة الانسحاب "يعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق".

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
الهدنة تنتهي الأحد.. إلى أين يتجه الوضع في جنوب لبنان؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقاء جزء من قواته في جنوب لبنان لحين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، موجهًا اللوم للجيش اللبناني وحزب الله لعدم التزامهما بشروط "انتشار كامل للجيش في جنوب لبنان وانسحاب عناصر الحزب إلى شمال نهر الليطاني".

وبالرغم من سريان الهدنة، شهدت الأسابيع الماضية تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، حيث نفذت إسرائيل ضربات ضد منشآت وأسلحة للحزب، بينما أفاد الإعلام اللبناني عن عمليات تفخيخ لمنازل ومبانٍ في القرى الحدودية.

في ظل هذه التطورات، ما زالت المخاوف قائمة بشأن استقرار المنطقة واحتمالية تصعيد التوترات إذا لم يتم الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وقد حذر الجيش اللبناني السكان من العودة إلى القرى الحدودية بسبب الألغام والمخلفات التي خلفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية.