مقاتلون موالون للحكومة السورية المؤقتة يتجمعون حول نار في قرية حويك بالقرب من بلدة القصير في محافظة حمص وسط سوريا في 12 فبراير 2025.
مقاتلون موالون للحكومة السورية المؤقتة يتجمعون حول نار في قرية حويك بالقرب من بلدة القصير في محافظة حمص وسط سوريا في 12 فبراير 2025.

تناولت صحيفة الغارديان، في تقرير الأحد، ما وصفته بالمخاوف المستمرة للعلويين في بعض المدن السورية، من حملات انتقام، منذ سقوط نظام بشار الأسد، في ديسمبر الماضي.

عن حمص، يقول تقرير الصحيفة إن التوتر بات يسود العلاقات بين المجتمعين العلوي والسني، في المدينة التي كانت مركزا للاحتجاجات ضد نظام الأسد.

يخشى العلويون مداهمة أمنية متكررة ينفذها مسلحون تابعون للحكومة الجديدة.

ويشعر العديد من العلويين، الذين خدموا سابقا في قوات الأمن التابعة للأسد، حتى بعض الذي عارضوا نظام الأسد، بالتهميش، وبأنهم باتوا عرضة لحملات انتقام من دون حماية. 

في الوقت ذاته، يسعى السنة، وفق الصحيفة، إلى تحقيق العدالة بشأن الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، على الرغم من أن المسؤولين عنها غالبا ما يظلون مجهولين.

لا تزال آثار الحرب الأهلية بادية على المدينة، حيث تحولت أحياء كاملة إلى أنقاض بسبب غارات الجوية التي شنها نظام الأسد، من دون تمييز بين سني وعلوي من سكانها.

يحذر تقرير الصحيفة من مخاطر توسع نطاق الصراع الأهلي في سوريا.

ويشير إلى وجود مقاتلين من هيئة تحرير الشام في جميع أنحاء مدينة حمص. يحرسون التقاطعات ويحاولون الحفاظ على السلام بين المجتمعات المنقسمة.

ويتهم العلويون، الذين يخشون الهجمات الانتقامية، الحكومة الجديدة بالتقاعس، في حين ينظر السنة إلى بقايا النظام السابق باعتبارهم مشكلة. 

وتظل خطط الحكومة الجديدة في هذا الشأن غامضة، بحسب الصحيفة.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إنزال العلم السوري من مبنى محافظة السويداء
مشهد إنزال العلم السوري بات يتكرر في المحافظة

أظهر مقطع فيديو لحظة إنزلال العلم السوري الجديد من على مبنى محافظة السويداء لرفع علم الطائفة الدرزية، في مؤشر على عدم رضا المحافظة عن حكومة دمشق.

ويظهر المقطع شبان يصعدون لسطح المبنى ويرمون العلم السوري الذي اعتمدته السلطات الجديدة بعد إسقاط نظام بشار الأسد قبل أن يتم تنصيب علم الطائفة وسط صراخ وصوت إطلاق نار.

 والحادث ليس الأول من نوعه، إذ أقدم شبان قبل أسبوع في السويداء على إنزال العلم السوري، الذي تعتمده السلطات الانتقالية، من على مبنى المحافظة في المدينة، بعد مظاهرة هتفوا خلالها لشيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وزعيم الطائفة في إسرائيل، الشيخ موفق طريف.

وعاد المشهد ليتكرر، يوم الثلاثاء، لكن بالعكس، إذ اتجهت نساء ورجال من السويداء لإعادة رفع العلم ذاته على مبنى المحافظة، وسط إطلاق أهازيج وهتافات وطنية.

يكشف هذا المشهد المتكرر، وفق مراقبين، حالة "انقسام" تعيشها السويداء ذات الغالبية الدرزية، على صعيد طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق.

وكان الانقسام قد تعزز خلال الأيام الماضية بعد إطلاق سلسلة مواقف وتصريحات، استهدفت في غالبيتها شكل العلاقة مع دمشق.

وجاء ذلك بعد انتشار معلومات تفيد بأن وجهاء من السويداء توصلوا لاتفاق شامل مع إدارة الشرع في دمشق، ليتضح لاحقا أنه جرى فقط بين أطراف عسكرية دون غيرها.

ولا تلوح في الأفق حتى الآن بوادر للتوصل لاتفاق شامل بين المحافظة ذات الغالبية الدرزية ودمشق، على غرار السيناريو الذي حصل على صعيد علاقة إدارة الشرع بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

والسبت، وصف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهَجري، الإعلان الدستوري الصادر عن السلطات المؤقتة بأنه "غير منطقي".

وقال الهَجري في تصريحات أدلى بها في السويداء إن "ثوابتنا الوطنية هي نفسها، ولكن الأمور وعندما بدأت تصل لحد عدم التفكير المضبوط بما يخص مصير هذا البلد، فلا بد أن نتدخل".

وشدد الهجري أن الدروز "طُلّاب سلام.. لا نتعدى على أحد ولا حد يتعدى علينا"، مضيفا أنهم "مع وحدة أرض وشعب سوريا وبناء دولة ديمقراطية دستورية".

واتهم الهجري جهات لم يسمها بمحاولة "الإيحاء أنهم نجحوا في إيقاع خلاف داخلي على مستوى الطائفة والمنطقة"، مردف بالقول "لكنهم لن يتمكنوا من ذلك".

ويأتي انتقاد الهجري للإعلان الدستوري بعد أيام من تصريحات حادة اللهجة أطلقها تجاه إدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وصفها فيها بأنها "مطلوبة للعدالة الدولية" وبأنها "متطرفة بكل معنى الكلمة."