تفاجأ اللبنانيون يوم أمس السبت بقرار الموزعين وقف تسليم الخبر لأصحاب المحلات التجارية، تزامنا مع الارتفاع الجنوني لأسعار الدولار، ما دفعهم إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى الأفران المنتجة وامتداد الطوابير لعشرات الأمتار في مشهد أعاد الى الأذهان أيام الحرب اللبنانية التي أدت الى انقطاع الطحين عن بعض المناطق.
الذلّ على أبواب الأفران
— BoushraDandash (@BoushraDandash) June 27, 2020
الذلّ على أبواب المستشفيات
الذلّ على أبواب المدارس
الذلّ على أبواب المصارف
الخ..الخ..
....
عن أيّ كرامة عم تحكو؟#لبنان_ينقرض #لبنان_ينهار #لبنان_يقايض https://t.co/wsjTdlIb3i
من الشمال إلى الجنوب، تهافت المواطنون لشراء الخبز في وقت أقفلت بعض الأفران أبوابها لعدم توافر الطحين الذي فقد من الأسواق، ما أدى الى تفاقم الأزمة في ظل غياب شبه كامل للأجهزة الرقابية.
من طوابير المصارف الى طوابير الصرافين والان امام الافران لشراء الخبز#لبنان_ينهار pic.twitter.com/xLVDn48OJn
— Pamodidylana (@pamodidylana) June 27, 2020
من جهته، أوضح نقيب الأفران علي ابراهيم لـ "النهار" أنّ "الأفران اتخذت خطوة التوقف عن تسليم الخبز للمتاجر لعدم الإضراب"، مؤكداً: "سنستمرّ بعدم تسليم الخبز حتى إيجاد الحل لخسائرنا"، وأضاف "إنّ الحديث عن دعم الخبز لا يزال كلاماً ولا خطوات جدية حتى الآن"، موضحاً أنّ "أصحاب الأفران يتعرضون لخسائر كبيرة فسعر ربطة الخبز بـ 1500 ليرة، والدولار وصل إلى 8000 ليرة".
بدوره، أكد وزير الاقتصاد راوول نعمة أن لبنان لديه مخزونا كبيرا من القمح والطحين، ودعا المواطنين الى عدم التهافت على الأفران والمخابز.
كلام إبراهيم ونعمة دفع ببعض الناشطين إلى اتهام أصحاب الأفران بالوقوف وراء البلبلة عن فقدان الخبز، للضغط على الحكومة برفع سعر التعرفة الرسمية، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل الفرق الكبير بين سعر صرف الدولار والتسعيرة الرسمية للخبز.
وهيك بكون المواطن رسمياً انمسح فيه الأرض .. طوابير الذل #قاطعوا_الأفران_المحتكرة#دولة_سرقها_زعران pic.twitter.com/v0CyVIs9pz
— سحر حسين غدار (@ghaddar_sahar) June 27, 2020
والسعر المحدد للربطة الخبز في لبنان يقف على عتبة 1500 ليرة لبنانية منذ فترة طويلة حين كانت تساوي دولارا واحدا، ولكن الوضع اختلف مع الأزمة الاقتصادية حيث أصبح الدولار يساوي 8 آلاف ليرة.
ولم تستثن تداعيات الانهيار، وهو الأسوأ منذ عقود، أي فئة اجتماعية وانعكست موجة غلاء غير مسبوق، وسط أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار الذي لامس سعر صرفه في السوق السوداء عتبة 8 آلاف ليرة فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات.
صور طوابير المواطنين عند مداخل الأفران استفزت الناشطين الذي صبوا غضبهم على الحكومة، والطبقة السياسية الحاكمة، وكذلك على حزب الله والعصابات التي تقوم بتهريب الطحين الى سوريا عبر المعابر غير الشرعية لكونه من المواد التي يدعم سعرها مصرف لبنان.
صورة لطوابير الناس امام الأفران... القاسم المشترك هو أن الصورة الأولى في حرب عون و الثانية بعهد عون الرئاسي.... #العهد_الفاشل #لبنان_ينهار #لبنان__ينتفض #لبنان_يثور pic.twitter.com/kLTmkFnewG
— رينة من لبنان Ręÿńã ?? (@Reynadnw) June 27, 2020
"لبنان يقايض"
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان، خسر عشرات آلاف اللبنانيين منذ الخريف مصدر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول الى الشارع منذ 17 أكتوبر ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة.
كما أدت هذه الأزمة الى نشوء سوق جديد لسد رمق بعض العائلات الفقيرة، حيث تصدرت صفحة "لبنان يقايض" موقع فيسبوك بسبب الإعلانات التي تعرض عليها، والتي تظهر حاجة البعض إلى المواد الغذائية الأساسية.
وفي مشهد محزن يعرض بعض المواطنين استبدال أغراض شخصية ومنزلية، بمقابل حليب أطفال والرضّع أو زيت طهي أو بعض الخبز.
العالم بلّشت تبيع عراض بيتها.
— Alien ?فضائي (@The_Engineer961) June 27, 2020
فوتو عغروب فايسبوك اسمه لبنان يقايض و شوفوا المصايب.
السياسيين بيعرفوا عن هيدي الأزمة من ٤ سنين. الخبراء حكيوا عنها بالجرايد، بس كان آخر همهم. انتو آخر همهم.
بعرف كتار ما زالوا بدافعوا عن زعيمهم، بحب قلكم انتو جزء من المشكلة و سبب تعجرف الزعماء pic.twitter.com/BsAFImuq0G
وجعلت الأزمة قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم "سويسرا الشرق" ويشتهر بمرافقه وخدماته ومبادرات شعبه الخلاقة.