بعد التحقيق الذي نشرته صحيفة "دي فيلت" اليومية الألمانية وكشفت فيه عن إدخال حزب الله 3 شحنات كبيرة من مادة "نيترات الأمونيوم" إلى لبنان بتواريخ مختلفة، برز اسم وصفته الصحيفة بأنه حلقة وصل في عمليات التسليم والاستلام في تلك الفترة، فمن هو هذا الشخص؟
نفذ مجزرة في قريته
البحث وراء هذا الشخص يعيدنا إلى مجزرة بشعة بدأ فيها حياته وكان عند وقوعها مراهقا لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وقد نفذها داخل بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان، ووقع ضحيتها 6 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفلان (علي 9 سنوات ونهى 11 سنة)، كلهم يحملون نفسه الكنية "قصير".
يؤكد مصدر من البلدة لموقع "الحرة" وقوع هذه الجريمة وتحديدا في يوليو عام 1979، حين كان محمد قصير ضمن صفوف حركة أمل قبل ولادة تنظيم حزب الله.
قيادي بحزب الله
القيادي بحزب الله اللبناني، محمد جعفر قصير (53 عاما)، ترعرع في كنف الدم منذ صغره، وهو موضوع على لوائح الإرهاب الأميركية منذ عامين وفقا لوزارة الخزانة الأميركية.
قصير المعروف حركيا باسم "الحاج فادي"، أو "الحاج ماجد" (اسمان عسكريان وردا ضمن قائمة العقوبات الأميركية)، ارتبط اسمه في التقارير الاستخباراتية الألمانية، حول عمله كوسيط في استلام شحنات من مادة "نيترات الأمونيوم" شديدة الانفجار على 3 دفعات متفرقة، إحداها كانت قادمة جوا من إيران عبر "ماهان إير".
وظهر قصير في بعض لقاءات الرئيس السوري بشار الأسد، كما يعرف عنه قربه من كبار ضباط جيش النظام، وهذا ما يؤكد أنه لاعب محوري لدى الحزب.
دور محوري
لعب محمد قصير دورا محوريا أبان الحرب في سوريا من خلال عمليات نقل الأسلحة بين لبنان وسوريا وإيران، حيث عمل على تهريب السلاح عبر المنافذ غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية، بحسب عدة تحقيقات بينها ما ذكرته صحيفة "إسرائيل هيوم" عام 2019.
ويتمتع قصير بعلاقات مباشرة مع ضباط الجيش السوري التي تمكنه من التحرك في الأراضي السورية بأريحية تامة، وذلك للإشراف المباشر على نقل الصواريخ والأسلحة من وإلى حزب الله.
ويقوم قصير بمهام إدارية - مالية لحزب الله بالكامل، إذ يحظى بقبول من حسن نصرالله، زعيم التنظيم الذي تأسس عام 1982، ويعطي ظهوره العلني في طهران بجانب الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، ملامح بارزة عن شخصية هذا القيادي الذي يتمتع بصلاحيات واسعة، ودليل على أنه نقطة وصل بين عدة اطراف هي الحزب، وفيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، والنظام السوري.
وتؤكد التقارير، أن جعفر قصير يقوم بنقل الأموال نقدا من طهران إلى لبنان بطرق مختلفة، بسبب العقوبات المفروضة على إيران والتي لا تمكن المصارف الإيرانية من تحويل الأموال المباشر إلى الخارج، بحسب موقع "ifmat".
عمليات فساد
كذلك، وصف القيادي قصير بأنه رجل الفساد الأول في حزب الله بسبب قيامه بالعديد من العمليات المالية المشبوهة، مستغلا نفوذه في الدول الثلاث المرتبطة بالحزب.
وعمل قصير في بيع المخدرات وأشرف على عمليات الدعارة، في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير إعلامية أنه بدأ في استغلال منصبه لجمع ثروة شخصية من خلال تهريب البضائع وبيعها في لبنان.
ويستغل قصير علاقاته الشخصية في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري كمطار دمشق الدولي، والموانئ اللبنانية، والنقاط الحدودية بين البلدين، حتى يتمكن من تهريب الأسلحة والبضائع والمخدرات إلى داخل لبنان.
وتؤكد التقارير الإعلامية، أن القيادي "الحاج ماجد"، يعيش مع أسرته حياة باذخة من خلال الثروة التي جمعها في السنوات الماضية، بعد أن قضي 20 عاما في منصبه داخل الحزب.
أشقاؤه
أحمد قصير، وهو شقيق "الحاج فادي"، نفذ أول عملية عسكرية في تاريخ حزب الله، نوفمبر 1982، بعد أن نفذ تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة أمام مقر القيادة العامة الإسرائيلية في مدينة صور اللبنانية، مستخدما مادة "نيترات الأمونيوم".
الشقيق الآخر للقيادي "الحاج فادي"، هو صهر زعيم تنظيم حزب الله، بينما له شقيق ثالث لقي حتفه في حرب، يوليو 2006.