وسيم منصوري
منصوري أكد أن إقناع الحكومة بوقف الدعم قد جعل الاقتصاد اللبناني يبدأ في التعافي

شدد النائب الأول لحاكم مصرف لبنان، وسيم منصوري، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، على "استقلالية" البنك المركزي للبلاد، وعدم المس "بالتوظيفات الإلزامية تحت أي مسمى أو ذريعة"، على حد تعبيره.

وقال منصوري الذي أصبح قائما بأعمال حاكم المصرف: "اقتنعنا بأنه لا يمكن تغيير السياسات الموجودة، ونؤكد على استقلالية مصرف لبنان، ولقد أرسلنا كتبا إلى وزارة المالية، وأصدرنا قرارا عن المركزي يقضي بأنه لا يجوز المس بالتوظيفات الإلزامية تحت أي مسمى أو ذريعة".

وكانت السلطات اللبنانية قد فشلت في اختيار خليفة لحاكم المصرف، رياض سلامة، الذي شغل المنصب لمدة 30 عاما، وانتهت ولايته الاثنين. 

وأضاف منصوري: "أقنعنا الحكومة أنه يجب وقف سياسة الدعم، ونتيجة لذلك بدأ الاقتصاد يتعافى نسبيا، ولكن بقيت حاجة الحكومة للدولار من مصرف لبنان، مستمرة لأن الحل الوحيد يكمن في إصلاح المالية العامة فالمسألة ليست نقدية والحل ليس في المركزي إنما في السياسة المالية للحكومة".

وتابع: "نحن أمام مفترق طرق فالاستمرار في نهج السياسات السابقة في ظل إمكانات (المركزي) المحدودة يعني أنه لا بد من الانتقال إلى وقف تمويل الدولة بالكامل".

وأكد منصوري أنه "لن يتم التوقيع على أي صرف لتمويل الحكومة إطلاقا خارج قناعاتي، وخارج الإطار القانوني، لذلك لا يمكن للبلد الاستمرار من دون إقرار القوانين الإصلاحية".

وأردف: "هذه القوانين ينتظرها المودع منذ سنوات لمعرفة متى يستعيد أمواله ويجب تقديم مصلحة المواطن والمودع على أي شيء آخر وسنكون بتصرف مجلس النواب لتزويده بأي معلومات أو أرقام للانتهاء من درس القوانين". 

وأشار منصوري إلى أن "تحرير سعر الصرف، وتوحيده يجب أن يتم بالتدرج حفاظا على الاستقرار وأن هذا القرار يتخذ بالتوافق مع الحكومة".

واعتبر أن "وقف تمويل الحكومة لم يعد خيارا والتدرج باتخاذ القرار يحتاج إلى قانون"، لافتا إلى أن قانون إقراض الحكومة  سوف يسمح "بدفع رواتب القطاع العام" وأن "التشريع المطلوب يسمح بتنشيط الإدارة وتأمين الأموال للدواء".

التصعيد في جنوب لبنان دفع بأكثر من 55 ألف شخص للنزوح
التصعيد في جنوب لبنان دفع بأكثر من 55 ألف شخص للنزوح

قتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران في حزب الله، الجمعة، بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان، مع تجدد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين الدولة العبرية والحزب الذي تبنى هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.

وأتى تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد ساعات من انتهاء هدنة استمرت سبعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وأكد حزب الله في بيانين منفصلين مقتل اثنين من مسلحيه في القصف الإسرائيلي.

وبدأ التصعيد بين الطرفين عقب اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أفادت في وقت سابق  بمقتل "مدنيين اثنين" في بلدة حولا، بعد استهداف منزلهما.

ولاحقا، أفادت الوكالة بمقتل شخص ثالث في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة الجبين بجنوب البلاد، دون أن تحدد ما إذا كان مدنيا أو مسلحا.

وأضافت أن "قصفا معاديا" استهدف مناطق عدة في جنوب لبنان.

وأعلن حزب الله، بعد ظهر الجمعة، شنّ هجمات على مواقع إسرائيلية حدودية، في عمليات هي الأولى منذ انتهاء الهدنة بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وأكد مسؤول محلي وفرق إسعاف هذه الحصيلة لوكالة فرانس برس.

وقال رئيس بلدية حولا شكيب قطيش لوكالة فرانس برس إن القتيلين "طبعا مدنيان... هما مزارعان. لم يكونوا مسلّحين ولا يضربان راجمات" صواريخ.

وكان حزب الله أعلن في بيان استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين في محيط موقع جل العلام، وهو موقع إسرائيلي على الحدود مع منطقة الناقورة في جنوب لبنان.

وفي بيانات منفصلة، تبنى حزب الله أيضا أربع هجمات أخرى، بما في ذلك استهداف جنود وثكنات حدودية.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "خلية إرهابية" و"اعترض عمليتَي إطلاق" صواريخ من لبنان، مضيفا أن "نيران المدفعية أصابت المواقع" التي نفّذت منها الهجمات.

وتبادلت إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود بشكل يومي في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. 

إلا أن الهدوء خيّم في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، منذ 24 نوفمبر، مع بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة.

وفي لبنان، خلّفت عمليات تبادل إطلاق أكثر من 110 قتلى، معظمهم مسلحون من حزب الله وعدد من المدنيين، من بينهم ثلاثة صحفيين، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس. وقُتل ستة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين على الأقل في إسرائيل في هجمات نفذت من لبنان، بحسب السلطات.