An Israeli army carries a 155mm artillery shell at a position near the border with Lebanon in the upper Galilee region of…
الجيش الإسرائيلي يحمل قذيفة مدفعية 155 ملم بالقرب من الحدود مع لبنان شمال إسرائيل.

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الأربعاء، عن تدمير موقعيْن داخل لبنان، بعدما "تم رصد محاولة لاستخدامهما في اطلاق قذيفة مضادة للدروع نحو الأراضي الإسرائيلية".

كما هاجم الجيش الإسرائيلي، وفق ما أكد أدرعي عبر حسابه على موقع X، موقعًا أطلقت منه قذيفة مضادة للدروع نحو بلدة المطلة، فيما تعرضت منطقة "جبل روس" للقصف، حيث رد الجيش الإسرائيلي بقصف نحو مصادر اطلاق النار.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بيانات صادرة عن تنظيم "حزب الله"، إعلانه عن قصف نحو 7 مواقع ومراكز عسكرية إسرائيلية في نقاط مختلفة على امتداد الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، متحدثاً عن "وقوع إصابات".

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عدة قذائف مضادة للدروع من جنوب لبنان نحو منطقة منارة ورأس الناقورة على الحدود، كما أكد مهاجمة الجيش الإسرائيلي لمصادر اطلاق النار، واستهداف بنى تحتية لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية.

انفجار قذيفة أطلقتها إسرائيل فوق قرية الضهيرة الحدودية في جنوب لبنان في 16 أكتوبر 2023.

وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية سقوط قذائف إسرائيلية على الطريق العام في بلدة ميس الحبل بالقرب من المستشفى الحكومي، كذلك في منطقة البياض الواقعة بين بلدتي علما الشعب والضهيرة جنوب لبنان، فيما أفاد مراسل "الحرة" في شمال إسرائيل عن قصف مدفعي إسرائيلي على أكثر من محور لأهداف في جنوب لبنان منها في مزارع شبعا.

كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، القضاء على مجموعة أطلقت قذائف هاون باتجاه أراضيه انطلاقاً من لبنان، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ودوّت صفارات الإنذار في وقت سابق من اليوم الأربعاء، شمال إسرائيل، حيث قال الجيش إن "تسع قذائف عبرت الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل".

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية علما الشعب اللبنانية

وفي تطور لافت، تبنت ما تعرف بـ"قوات الفجر -الجناح العسكري للجماعة الإسلامية"، للمرة الأولى منذ تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، توجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية متحدثة عن تحقيق "إصابات مباشرة".

وبحسب البيان الذي نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فقد جاء هذا القصف "ردا على القصف الإسرائيلي للمدنيين والصحفيين جنوب لبنان"، متوعدا "بالمزيد".

ووفقا لـ "أ ف ب" فقد خلّفت الاشتباكات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ السابع من أكتوبر، نحو 20 قتيلا على الجانب اللبناني، معظمهم من المقاتلين، وأيضاً صحافي في وكالة "رويترز" واثنين من المدنيين. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بحسب الوكالة.

الاشتباكات بين إسرائيل وجنوب لبنان أوقعت قتلى

وتتخذ التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان مع الشمال الإسرائيلي، منحا تصاعديا منذ اندلاعها بالتزامن مع هجوم حماس على إسرائيل الذي نفذته في السابع من الشهر الجاري، فيما يخشى المجتمع الدولي من توسّع الصراع بين "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، والجيش الإسرائيلي.

وتزداد المخاوف المتعلقة بوضع لبنان وإمكانية امتداد الصراع إليه، حيث ترتفع حدة التحذيرات التي تطلقها دول عدة لمواطنيها المتواجدين في لبنان، إضافة إلى دعوات المغادرة الفورية للأراضي اللبنانية.

وانضمت السعودية اليوم إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والكويت وبريطانيا وكندا في دعوة مواطنيهم إلى عدم السفر إلى لبنان، ومغادرة الموجودين على الأراضي اللبنانية على الفور.

اشتباك جنود الجيش اللبناني مع المتظاهرين خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، بالقرب من السفارة الأمريكية في لبنان.

بدورها حثت السفارة الاميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها "على عدم السفر إلى لبنان". وأضافت ايوم الأربعاء عبر حسابها على منصة "اكس" : "نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ."

ويشهد مطار بيروت اكتظاظا في حركة المغادرة، فيما يسجل الجنوب اللبناني حركة نزوح من القرى الحدودية نحو المناطق الداخلية الأبعد عن الاشتباكات والأعمال الحربية، ويتجه النازحون نحو مدن صور وصيدا وصولاً إلى بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية.

كذلك بدأت إسرائيل في إجلاء آلاف السكان من 28 بلدة شمال البلاد ضمن نطاق كيلومترين من الحدود اللبنانية، بعد اشتباكات التي شهدتها الحدود، وذلك وفق خطة وطلب من وزارة الدفاع الإسرائيلية .

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري الثلاثاء "نحن في حالة تأهّب ويقظة في الشمال، إذا ارتكب حزب الله خطأً جسيماً، سنردّ بقوة كبيرة".

من ناحيتها حذرت الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء من أن الهجمات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني تهدد بفتح جبهة على الحدود، وفق رويترز.

وقال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، إن الهجمات الإسرائيلية على المناطق الحدودية والقرى والبلدات اللبنانية "أفعال تصب الزيت على النار، وتخرق بشكل فاضح القرار 1701 وتوتر الأجواء، مما قد يؤدي إلى اشتعال الجبهة بطريقة يصعب احتواؤها"، داعياً إلى ووقفها.

وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تصعيداً يومياً للأعمال الحربية والعسكرية بين الجانبين، هي الأعنف منذ سنوات، وذلك على اثر الحرب المندلعة بين حماس وإسرائيل، حيث يسجل قصفاً متبادلاً وخروقات جوية ومحاولات تسلل بري فضلاً عن اشتباكات مسلحة باتت وتيرتها يومية وأكثر شدة.

Israeli military force positions at Israel-Lebanon border
دبابة الإسرائيلية على الحدود مع لبنان

في ظل التصعيد المستمر في غزة، يواجه لبنان تحديات متزايدة على الصعيدين الأمني والسياسي، خاصة في ظل تأثيرات الحرب المباشرة على الحدود الجنوبية. 

ومع استمرار حزب الله في تعزيز وجوده العسكري في الجنوب، أصبح لبنان مهددًا بتداعيات هذه الحرب على استقراره الداخلي. 

فبينما تتصاعد العمليات العسكرية على الحدود، تزداد المخاوف من أن يصبح لبنان ساحة لـ"تصفية الحسابات الإقليمية". 

في هذا السياق، تزداد الضغوط على الحكومة اللبنانية لتتخذ موقفًا حاسمًا ضد أي تهديدات قد تمس استقرار البلاد، في وقت تبقى إسرائيل في موقف متشدد تجاه سلاح حزب الله ونشاطاته في المنطقة، مما يرفع احتمالية التصعيد في أي لحظة. 

كما أن الانقسامات الداخلية في لبنان تزيد من صعوبة اتخاذ موقف موحد تجاه الأوضاع المتدهورة. 

في ظل هذه الظروف، يواجه لبنان تحديًا حقيقيًا في الحفاظ على استقراره وتجنب الانزلاق إلى أزمات أكبر قد تهدد مستقبله السياسي والأمني.

سيناريو "حرب الإسناد"

أكد الصحافي والكاتب السياسي جوني منير أن استئناف الحرب في غزة لن يؤدي بالضرورة إلى تكرار سيناريو حرب الإسناد، لكنه يشير إلى دخول المنطقة مرحلة جديدة من العنف.

ورأى أن لبنان سيتأثر بشكل غير مباشر بهذه التطورات، خاصة من خلال ما يجري على المستوى الحدودي بين لبنان وسوريا، وتحديدًا في منطقتي الهرمل والقصير، حيث يبدو أن هناك توظيفًا سياسيًا للأحداث.

وشدد منير على أن الحرب في غزة ستُسهم في رفع مستوى الحذر في لبنان، خصوصًا في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، حيث تعتبر إسرائيل بأن لبنان لم يلتزم بمتطلبات القرار 1701، وأن سلاح حزب الله لا يزال موجودًا في جنوب خط الليطاني. 

وأوضح أن ذلك يعني أن ملف الحرب لم يُقفل بعد، وأن وتيرة التوتر في لبنان سترتفع.

وأضاف منير أن احتمال اندلاع حرب مفتوحة على لبنان ليس مستبعدًا، لكنه في الوقت ذاته ليس مرجحًا بشكل كبير، لافتًا إلى أن المعطيات الميدانية لا تشير إلى حرب شاملة وواسعة، خاصة مع وجود اللجنة الخماسية في الجنوب، إلى جانب انتشار قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني.

لكنه حذر من أن البديل عن الحرب المباشرة قد يكون تصعيدًا في وتيرة الاغتيالات، وهو سيناريو أخطر بكثير.

وأشار إلى أن إسرائيل "سبق أن هددت بتنفيذ عمليات اغتيال"، وهو ما بدأ بالفعل بالظهور في مناطق البقاع، مع احتمال تمدده إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. 

واعتبر أن هذه العمليات تمثل وجهًا آخر للحرب، دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية شاملة، لكنها قد تؤدي إلى نتائج مشابهة من حيث التأثير على الوضع الداخلي في لبنان.

وختم منير بالإشارة إلى أن حزب الله منشغل حاليًا بإعادة ترتيب وضعيته التنظيمية الداخلية وتركيبته العسكرية، في ظل التطورات المتسارعة على الجبهتين الجنوبية والحدودية مع سوريا.

خطر المواجهة الشاملة

من جانبه، يرى الصحافي والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل أن لبنان لن يكون في قلب أي مواجهة شاملة، مشيرًا إلى أن التأثير المباشر لاستئناف الحرب في غزة على لبنان سيكون محدودًا، من ناحية تحريك الجبهات أو اندلاع مواجهة عسكرية واسعة.

وشدد على أن التطورات المتوقعة تتركز في استمرار إسرائيل بتوجيه ضرباتها في الجنوب اللبناني، وربما توسيع نطاق عملياتها، كما حدث مؤخرًا عندما دخلت إحدى البلدات اللبنانية، في سياق الضغط العسكري والسياسي الذي تمارسه إسرائيل.

وأضاف أبو فاضل أن أي تصعيد من الجانب اللبناني هو مرتبط بقرار إيراني، إلا أن حزب الله لم يعد في موقع يسمح له بخوض حرب جديدة على غرار المواجهات السابقة، نظرًا للظروف الداخلية والتوازنات الإقليمية، مما قد يدفعه إلى الاكتفاء ببعض التحركات المحدودة دون الدخول في معركة شاملة. 

وأوضح أن هذا السيناريو يبقى مستبعدًا إلى حد كبير في ظل إدارة ترامب، التي تسعى إلى ضبط الإيقاع الإقليمي، وهو ما يجعل لبنان حتى الآن بمنأى عن تداعيات مباشرة أو مواجهة كبرى قد تخلط الأوراق في الداخل. 

بينما يستمر الوضع في لبنان بالتأثر بالتطورات الإقليمية، تظل التحديات الأمنية والسياسية في الواجهة، مما يجعله عرضة لتداعيات غير مباشرة قد تؤثر على استقراره الداخلي.