دخان متصاعد من قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود مع لبنان في 20 نوفمبر
دخان متصاعد من قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود مع لبنان في 20 نوفمبر

استعرت جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الاثنين، بعدما رفع حزب الله وإسرائيل وتيرة القصف الذي طال كنيسة ومنازل مسؤولين في لبنان، في وقت وصل فيه مستشار البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة العالمي، عاموس هوكستين،  إلى إسرائيل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.

رفع حزب الله وإسرائيل سقف التصعيد الميداني، فبعد أن اقتصرت الاستهدافات الصاروخية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية على مراكز إطلاق الصواريخ ومستودعات تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، طالت، الاثنين، كنيسة مار جرجس في بلدة يارون قضاء بنت جبيل ملحقة أضرارا كبيرة فيها، ومنزل عضو هيئة الرئاسة في حركة" أمل" النائب، قبلان قبلان، في منطقة ميس الجبل، إضافة إلى منزل الدكتور، سلمان زهر الدين، ونجله، محمد، مدير موقع "ميسيات" في ذات البلدة، من دون وقوع إصابات.

كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة الجبين مستهدفاً منزل رئيس البلدية وألحق أضراراً جسيمة به، واستهدفت مسيرة إسرائيلية منزلاً في الخيام بالقرب من منزل النائب، علي حسن خليل، واقتصرت الأضرار على الماديات، بحسب ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام".

بالتوازي، كثّف الجيش الإسرائيلي من قصفه للمناطق الجنوبية، حيث طالت ضرباته محيط بلدات الناقورة، جبل اللبونة، علما الشعب، طير حرفا، شمعا، رميش، الضهرة، يارين، حولا، مارون الراس، وادي السلوقي، ووطى الخيام، كما استهدف القصف حرش هورة بين دير ميماس وكفركلا، وبلدات مركبا وياطر وبيت ليف ومحيط بلدة كفرا في القطاع الشرقي، والمنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب وتلة العزية خراج دير ميماس، وتلة المطران حمامص.

وحاصرت نيران القذائف الإسرائيلية، بحسب "الوكالة الوطنية"، راعيا يدعى محمود يونس (60 عاماً)، من بلدة حولا "بينما كان وماشيته في وادي البياض الواقع بين حولا ومركبا، وقد تمكّن من النجاة".

وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق بلدات البستان، الجبين والضهيرة وحلّقت طائراته الاستطلاعية فوق قرى الناقورة والضهيرة وعلما الشعب في القطاع الغربي وصولا لقرى مروحين، راميا وعيتا الشعب في القطاع الأوسط.

وفي المقلب الآخر، صعّد حزب الله عملياته ضد الجيش الإسرائيلي، مستهدفاً ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بأربعة صواريخ من نوع "بركان"، حيث التقط جنود إسرائيليون فيديوهات أظهرت حجم الدمار فيها، كذلك قصف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ومواقع أخرى.

 

وقال حزب الله في بيانات متعددة، نعى في أحدها أحد مقاتيله، إنه استهدف قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، وتجمعيّ مشاة إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة وآخر في مثلث الطيحات، ومراكز تجمع لجنود الجيش ‏الإسرائيلي غرب كريات شمونة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، إنه تم، إطلاق رشقات باتجاه مواقع قريبة من الحدود، معلناً اعتراض عدد منها وسقوط أخرى في مناطق مفتوحة، بينما أصابت 3 طائرات من دون طيار موقعاً عسكرياً ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وأعلن الجيش كذلك قصفه في وقت سابق، الاثنين، بالمدفعية وعبر طائرة مقاتلة ومروحية "بنى تحتية إرهابية لحزب الله"، بموازاة استهدافه مجموعة تابعة للحزب حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

سباق مع الحرب

على وقع التوتر المتصاعد جنوباً، و"لمنع الحرب بين إسرائيل ولبنان، وصل هوكستين إلى إسرائيل، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين" وفقاً لما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك قلقاً متزايداً في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.

وكان هوكستين شدد خلال مشاركته في فاعليات منتدى حوار المنامة 2023 قمة الأمن الإقليمي 19 على أن ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر على حدود لبنان، وأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم، معتبراً أن الخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية.

وسبق أن حذرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.

ودعت واشنطن إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

كذلك أكد السفير الروسي في لبنان، ألكسندر روداكوف، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، الاثنين، أن "الوضع في لبنان والجنوب خطير جداً ولا بد من وقفه".

وتصاعدت الاشتباكات على الحدود، بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، في الأسابيع القليلة الماضية، منذ دخول إسرائيل في حرب ضد حركة حماس، حليفة حزب الله.

وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس هجوماً على إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية. 

وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

نقص المساعدات

في ظل الارتقاء اليومي كمّاً ونوعاً للعمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية للبنان، وصل "العدد الفعلي للنازحين لغاية يوم الأحد إلى 16276 نازحاً، موزعين على قرى قضاء صور، وأربعة مراكز إيواء"، بحسب ما أشارت إليه وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، يوم الاثنين.

ولفتت في بيان، إلى أن "النقص الحاصل في المساعدات المتعلقة بالنازحين من القرى الحدودية، بدأ يؤثر على مجريات الاستجابة لتلبية احتياجاتهم" حيث تعمل الوحدة بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الدولية على تأمين حاجاتهم "ضمن الامكانات المتوافرة لديها، ولا سيما أن عدد النازحين يزداد يومياً، وبخاصة أننا دخلنا في فصل الشتاء مما يرتب أعباء إضافية لناحية تأمين المستلزمات المتعلقة بالتدفئة في مراكز الإيواء".

وللعناية بالتلامذة النازحين من قراهم ومدارسهم في المنطقة الحدودية الجنوبية، ومتابعة المعلمين الذين نزحوا بدورهم إلى مدارس أخرى، وضعت وزارة التربية اللبنانية خطة. والاثنين، اجتمع وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عباس الحلبي، مع ممثل اليونيسف في لبنان إدواردو بيجبدير وفريق عمله، وتناول البحث مناقشة تفاصيل الخطة وإنشاء مراكز تعليم ضمن المدارس القائمة، تستقبل المعلمين والمتعلمين بحسب المناطق، على أن تتولى "اليونيسف" تغطية التعليم والانتقال وتدريب الأساتذة.

تزداد المخاوف يومياً من احتمال توسع النزاع ليشمل لبنان، مع تبادل يومي للقصف وإطلاق النار عند الحدود بين القوات الاسرائيلية وحزب الله.

ويذكر أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، اعتبر أن التصعيد على الحدود اللبنانية "سيتوقف على الأحداث في غزة والأفعال الإسرائيلية تجاه لبنان"، في حين قالت إسرائيل إن "لا مصلحة لها في دخول صراع على جبهتها الشمالية"، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حزب الله من "فتح جبهة ثانية للحرب"، قائلاً إن فعل ذلك "سيستدعي ضربات إسرائيلية مضادة بحجم لا يمكن تخيله" سيجلب "الدمار" على لبنان.

سوريون يعودون إلى بلادهم بعد سقوط بشار الأسد - رويترز
سوريون يعودون إلى بلادهم بعد سقوط بشار الأسد - رويترز

تجمع عدد كبير من السوريين عند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، الأحد، بانتظار فتح الحدود للدخول إلى بلدهم.

واحتفل المتجمهرون بسقوط نظام بشار الأسد، فيما شهد معبر المصنع من الناحية اللبنانية زحمة كبيرة من السيارات السورية للدخول إلى سوريا.

وفي معلومات تداولها ناشطون في بلدة عرسال، تم فتح طريق الزمراني لأهالي حمص والقلمون للعودة من عرسال، وفقا لمراسلة "الحرة".

وذكرت مصادر في الأمن العام اللبناني، أنه ونتيجة التطورات الأخيرة في سوريا سيقدم الأمن العام التسهيلات اللازمة للمواطنين السوريين المتواجدين في لبنان للعودة إلى سوريا عبر معبر المصنع الحدودي.

وفي ردود الفعل اللبنانية، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، "التحية للشعب السوري بعد طول انتظار".

عضو البرلمان اللبناني النائب، فراس حمدان، كتب في حسابه على أكس "عاشت سورية الحرة وسقط بشار الأسد".

أما عضو كتلة الجمهورية القوية النائب، بيار بو عاصي، فكتب في حسابه على أكس "سقط نظام الأسد، نظام الإجرام والحقد على لبنان، ألف مبروك".

فيما كتب رئيس تكتل لبنان القوي النائب، جبران باسيل، على حسابه على أكس "إن ما يحصل في سوريا يخص الشعب السوري، ونحن نأمل أن يكون لخير سوريا ولبنان وأن يؤدي لعودة سريعة للنازحين السوريين إلى بلادهم ولعلاقات إيجابية ومتوازنة مع لبنان تحفظ سيادة البلدين دون تدخل أي منهما بشؤون الآخر".

وكتب رجل الأعمال، بهاء الحريري، عبر حسابه على أكس "نبارك للشعب السوري الحر الذي أسقط نظام بشار حافظ الأسد وأعاد لسوريا حريتها التي تستحقها وكم هي جميلة دمشق بلا النظام الإرهابي".

وأضاف "إلى والدي رفيق الحريري.. اليوم أخذ ثوار سوريا بالثأر من قاتلك وحلفائه، أصبح في عنقي دين كبير لهذا الشعب العظيم الذي أسقط نظام آل الأسد المجرمين. شكراً للشعب السوري الحر الأبيّ على ثورته المباركة".