أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عن قلق الولايات المتحدة إزاء إمكانية اتساع الصراع في غزة ليمتد إلى لبنان، وقال ردا على سؤال لقناة "الحرة"، الثلاثاء، حول تصاعد نوعية العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء خطر التصعيد، وخطر اتساع نطاق الصراع".
وأضاف ميلر قوله "نواصل العمل على تحقيق مسار دبلوماسي للمضي قدماً من أجل معالجة المخاوف المشروعة لحكومة إسرائيل والمخاوف المشروعة للشعب الإسرائيلي الذين لا يريدون العودة إلى الشمال لأنهم يشعرون أن منازلهم لا تزال مهددة، ولا تزال مجتمعاتهم المحلية مهددة بهجمات حزب الله".
ولم يؤكد المتحدث أو ينفي إمكانية مشاركة الولايات المتحدة في المؤتمرين المزمع عقدهما، بحسب تقارير صحافية، في فرنسا وروما في الأسبوعين المقبلين لزيادة قدرات الجيش اللبناني في الجنوب لتطبيق القرار 1701.
والاثنين، جُرح 14 شخصا جراء غارتين إسرائيليتين على بلدة الغازية الساحلية في جنوب لبنان، وفق الوكالة الرسمية اللبنانية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "مخازن أسلحة" لحزب الله.
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في البلدة عن دوي غارتين على الأقل بفارق ثوان معدودة. وقال إن حريقاً ضخماً اندلع جراء غارة طالت مستودعاً يقع قرب الطريق الساحلية الدولية، ما أدى الى تصاعد سحب دخان كثيفة غطت سماء المنطقة. وهرعت سيارات الإسعاف الى الموقعين المستهدفين.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن الغارتين أوقعتا "14 جريحا معظمهم من العمال السوريين والفلسطينيين".
وكان مصدر أمني لبناني قد أفاد وكالة فرانس برس بأن إحدى الغارتين استهدفت "معمل حديد" في منطقة صناعية في البلدة الواقعة جنوب مدينة صيدا والتي تبعد حوالى ثلاثين كيلومتراً بخط مستقيم من الحدود مع إسرائيل.
وأسفر القصف، وفق المصدر، عن إصابة ثمانية عمال على الأقل بجروح، سبعة منهم سوريون، يعملون في محيط الموقع المستهدف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت "منشأتين لتخزين السلاح تابعتين لحزب الله".
وأوضح أن الضربات جاءت "رداً على إطلاق مسيّرة" الى شمال إسرائيل، مرجحاً أن يكون قد "تم إطلاقها من لبنان من قبل حزب الله الإرهابي في وقت سابق" الاثنين.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً الأربعاء مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، بعيد مقتل جندية إسرائيلية في صفد بصاروخ أطلق من جنوب لبنان، لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه.
وأسفرت تلك الغارات عن مقتل 15 شخصاً، بينهم عشرة مدنيين على الأقل. وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة بأن تدفع اسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قتلوا الأربعاء جراء غارات في جنوب لبنان، مهدداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 269 شخصا في لبنان بينهم 188 عنصرا من حزب الله و40 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحفيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.