مقتل العديد من عناصر حزب الله منذ بدء تراشق الصواريخ مع إسرائيل. أرشيفية
زيارة المسؤول بحزب الله للإمارات لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي

فاجأ خبر زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، لدولة الإمارات العربية المتحدة، اللبنانيين، نظراً للتوترات والخلافات القائمة بين الحزب ودول الخليج العربي، والتي وصلت إلى حد تصنيف مجلس الوزراء الإماراتي له كمنظمة إرهابية عام 2014، ليتخذ مجلس التعاون الخليجي ذات الخطوة في عام 2016.

لم يتم الإعلان عن الزيارة وتفاصيلها بشكل رسمي، ليتبين لاحقاً أن الهدف منها البحث في ملف الموقوفين اللبنانيين السبعة في الإمارات، وهم كما ذكر المتحدث باسم أهالي المعتقلين، عفيف شومان، الملقب بـ"أبو فضل": عبد الله هاني عبد الله.. الخيام (مؤبد)، علي حسن مبدر.. صيدا (مؤبد)، أحمد علي مكاوي.. طرابلس (15 سنة)، عبد الرحمن طلال شومان.. كفردونين (مؤبد)، أحمد فاعور.. الخيام (15 سنة)، فوزي محمد دكروب.. زقاق البلاط (مؤبد) وليد محمد إدريس.. العين/البقاع (10 سنوات).

وفي طلب تعليق بشأن الزيارة، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لمراسل "الحرة": "لا تعليق لنا على زيارة صفا إلى الإمارات".

يذكر أنه خلال السنوات الماضية، قامت الإمارات بإيقاف العديد من اللبنانيين، معظمهم من الطائفة الشيعية، بتهم تتعلق بالتعامل مع حزب الله.

ففي مارس من العام الماضي، أوقفت 10 لبنانيين، قبل أن تفرج عنهم بعد شهرين، إثر وفاة أحدهم، وهو غازي عز الدين، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، وأكد شومان حينها، أن هناك سبعة أشخاص لا يزالون قيد الاحتجاز.

كما سبق للإمارات أن أوقفت 8 لبنانيين في عام 2018، بتهمة "التواصل مع حزب الله"، وفي مايو من العام 2019 أصدرت محكمة امارتية الحكم عليهم، منهم 3 أشخاص بالسجن لفترات طويلة (شخص واحد حُكم بالمؤبد و2 بالسجن لعشرة أعوام)، الأمر الذي وصفته "منظمة العفو الدولية" حينها بـ"الجائر والملفق"، لأن الاعترافات "تمّت تحت وطأة التعذيب والتهديد".

لكن الإمارات عادت وأفرجت، في يونيو 2019، عن 3 لبنانيين كانوا من ضمن الموقوفين، قبل أن يجري ترحيلهم إلى لبنان، وفي عام   2021 أفضت جهود الوساطة التي قادها مدير عام الأمن العام اللبناني السابق عباس إبراهيم مع عن إطلاق 11 موقوفاً.

ومع زيارة صفا إلى الإمارات تطرح العديد من التساؤلات، خاصة على صعيد مستقبل العلاقة بين الحزب وهذه الدولة الخليجية.

مهمة محدودة

"هي زيارة نادرة واستثنائية وخارج السياق المألوف بحكم العلاقات المتوترة بين الحزب والإمارات وبقية دول الخليج"، كما يصف أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الخالق عبد الله، و"المعلومات المتوفرة تشير إلى أن صفا الذي وصل الثلاثاء إلى الإمارات وغادرها الخميس، وكان مخولاً بالحديث فقط عن الموقوفين في الإمارات، الذين تمت محاكمتهم وتأكيد تورط أربعة منهم في أنشطة تجسس لصالح حزب الله وإيران، بينما اتهم ثلاثة آخرون بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال".

ويشدد عبد الله في حديث لموقع "الحرة" "تؤكد المعلومات أن الإمارات لم تستقبل صفا إلا بفضل تدخل ووساطة كبيرة تقف خلفها سوريا وربما الرئيس السوري شخصياً، ومن أجل خاطر الرئيس السوري وسوريا قبلت".

ومن المتوقع أن الإمارات وفقاً لعبد الله "درست الموضوع جيداً ووضعت مجموعة من الشروط، ربما طلبت من حزب الله الاعتراف بتورطه في الأنشطة التجسسية قبل إطلاق سراح الموقوفين وعدم تكرار مثل هذه الأفعال الشنيعة على أرضها وإنهاء تهديده للمصالح والمواطنين الإماراتيين".

فإذا وافق الحزب على هذه الشروط، قد تفرج الإمارات يقول عبد الله عن الموقوفين، ويضيف "هناك أيضاً تقارير تشير إلى أنه ربما فتحت الإمارات ملفات أخرى للحوار ليس أكثر، مثل ملف ما يحصل في جنوب لبنان والطلب من الحزب المساهمة في تخفيف التوتر وعدم التصعيد لهذه الحرب التي لن تكون لا في صالح لبنان ولا المنطقة، وملف الشغور الرئاسي".

من جانبه نفى المحلل السياسي المقرب من حزب الله، فيصل عبد الساتر أن يكون بشار الأسد توسط لإطلاق سراح الموقوفين، مؤكداً أنها مبادرة إماراتية وأن الأسد قدّم ضمانات لإنجاح المهمة ليس أكثر، ويشرح عبد الساتر كواليس الزيارة بالقول "القضية بدأت منذ حوالي الشهرين، حيث تم طرح موضوع إنهاء هذا الملف باتصال من الإمارات بحزب الله على الرغم من عدم تساهلها سابقاً في هذا الملف من قبل، من دون أن يقدم الحزب أي شيء مقابل ذلك، مما أثار بعض الأسئلة والالتباسات لدى الحزب نظراً لتصنيف الإمارات له كمنظمة إرهابية".

وبعد عدة اتصالات، طُرح الموضوع أيضاً من قبل الرئيس الأسد، يقول عبد الساتر لموقع "الحرة" "تم التوصل إلى اتفاق وإرسال طائرة خاصة يوم الاثنين لنقل وفد حزب الله بقيادة صفا إلى الإمارات".

ويشدد "من باب أني امتلك الكثير من المعلومات حول هذا الملف أؤكد أن مهمة صفا محدودة ومحصورة في إطلاق المعتقلين، أما ماذا يدور في رأس الإماراتيين وكيف يريدون استثمار الأمر، فهذا شأن لا علاقة لحزب الله به لا من قريب ولا من بعيد".

خرق متعدد الأبعاد

في كل الأحوال، "يشكّل فتح الإمارات بابها العريض لشخصية أمنية من حزب الله"، كما يصف الباحث في الشؤون السياسية، الدكتور وسيم بزي، "خرقاً متعدد الأبعاد في السياسة والأمن والاستراتيجية، فهذه الزيارة تتجاوز بتداعياتها وأبعادها العنوان المعلن عنه بكثير رغم أهميته".

ويشدد بزي في حديث مع موقع "الحرة" على أنه "علينا ترقب إلى أي مدى قررت الإمارات تغيير سياستها تجاه لبنان ولأي درجة قررت أن تنتقل من أقصى الصدام إلى أقصى الحوار مع فريق لم تكن تتعاطى معه في السابق إلا بالأمن، حيث يبدو أن هذه النقلة النوعية لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها".

وفيما إن كانت هي خطوة إماراتية بحت، يجيب بزي "هناك سعاة خير كثر، لعبوا دوراً في إنضاج هذا المشهد، نحن نرى الآن رأس جبل الجليد فقط، وستكشف الأيام والأسابيع القليلة القادمة عن مشهد متعدد الأبعاد والارتدادات".

زيارة صفا تدحض بحسب عبد الساتر "كل المقولات التي روّجها بعض المسؤولين اللبنانيين حول تخريب حزب الله لعلاقات لبنان مع الدول العربية فلو كان الأمر كذلك، لما بادرت الإمارات بالاتصال به".

كما أن تواصل الإمارات مع الحزب يثبت وفقاً لعبد الساتر أن "هذا العالم لن يحترم إلا القوي، فقد اتّصلت الإمارات بحزب الله لعلمها بقوته وامتلاكه لبيئة كبيرة في لبنان، ودوره الذي يتجاوز بكثير حدود الواقع اللبناني، ولولا هذه القوة لما بادرت بذلك بعد كل الشائعات والحرب الإعلامية والدعائية التي شُنّت ضده".

ويضيف "قد يرى البعض أن هذه المبادرة قد تفتح آفاقاً لعلاقات مستقبلية بين الطرفين، ولكن هذا الأمر غير مؤكد، فالخصومة بين الحزب والإمارات المدرجة في قائمة دول التطبيع مع إسرائيل يعود إلى المواقف السياسية، وقد يصل هذا الخلاف إلى أقصى الحدود".

علاقة شائكة

تميزت العلاقة بين حزب الله ودولة الإمارات بالتوتر والتباعد على مدى سنوات طويلة، نتيجة لاختلاف المواقف والخلافات في العديد من القضايا الإقليمية، ويقول عبد الساتر، "اتخذت الإمارات موقفا من حزب الله بعد عام 2006" أي حرب يوليو، ومن أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين كانت دعم حزب الله العسكري لنظام بشار الأسد، بينما دعمت الإمارات المعارضة السورية حينها.

في عام 2013، أعلن نصر الله استعداده للذهاب شخصياً للقتال في سوريا ضد "الإرهابيين التكفيريين"، مما أثار استياء مجلس التعاون الخليجي، الذي وصف أمينه العام، عبد اللطيف الزياني، خطاب أمين عام حزب الله بـ"التحريضي واللامسوؤل والمتناقض". وفي ذات العام فرض مجلس التعاون الخليجي عقوبات على الحزب لمشاركته في حرب سوريا.

وتتجلى التوترات بين الإمارات وحزب الله أيضاً في دعم الأخير للمعارضة الحوثية في اليمن، وعلاقته القوية مع إيران، العدو المعلن لمجلس التعاون الخليجي.

وفي عام 2014، قام مجلس الوزراء الإماراتي بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وفي العام التالي، وصف نصر الله البحرين بأنها "إسرائيل الثانية".

وفي رد فعل على تصريحات نصر الله، أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً وصفها بأنها "تحريض صريح على العنف وتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين"، واستدعى الزياني، السفير اللبناني لدى السعودية، عبد الستار عيسى إلى مقر الأمانة العامة في مدينة الرياض، للاحتجاج على تصريحات نصر الله.

بعد عام من ذلك، صنفت دول مجلس التعاون الخليجي حزب الله كمنظمة إرهابية، وانتقدت ممارسات الحزب التي تُعتبر "تهديداً للأمن القومي العربي"، وفي بيان للأمانة العامة للمجلس، أكدت الدول الأعضاء قرارها "اعتبار مليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية".

هذا القرار جاء بحسب تصريحات لـ الزياني، نتيجة لـ"استمرار هذه المليشيات في الأعمال العدائية وتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها".

بدوره، رد نصر الله على هذا التصنيف بتأكيد اختلاف الرؤى بين القادة السياسيين العرب والشعب العربي، وأكد على موقف الشعب العربي من إسرائيل.

وفي خطوة مفاجئة، أعادت الامارات علاقتها الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في عام 2018، ولعبت دوراً محورياً لإعادة العلاقات بين الدول العربية وسوريا بعد تعليق عضوية الأخيرة في جامعة الدول العربية لأكثر من عقد، كما أعادت الإمارات التواصل مع إيران في عام 2019 وفي العام التالي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل.

والعام الماضي رحبت المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا زكي نسيبة،  باعتماد مجلس الأمن قرار تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، والذي تضمن عدداً من المقترحات الرئيسية التي تقدمت بها الإمارات، منها استقلالية عمل وحركة هذه القوة وذلك على عكس إرادة حزب الله.

بين التفاعل والصمت 

تفاعلت وسائل الإعلام اللبنانية والمواقع الإلكترونية بشكل كبير مع خبر زيارة وفيق صفا إلى الإمارات، حيث تسابقت للحصول على المعلومات حول هذا الحدث، في وقت آثر السياسيون الصمت، خاصة المعارضين لحزب الله، حيث لم يعلق أحد منهم على الزيارة. أما الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد عبّروا عن آرائهم وتحليلاتهم بشأن ذلك.

الصحفي طوني بولس كتب عبر صفحته على منصة "إكس" "حزب الله أوفد وفيق صفا إلى الإمارات لمحاولة طلب اي وساطة وشروط لردع إسرائيل عن شن حرب مدمرة تعيده إلى زمن التأسيس".

وفي تغريدة ثانية كتب "حزب الله ينقلب على مواقفه ويكذب على الرأي العام، ويحرض ضد الشعوب والدول فيما هو مستعدّ للانبطاح لتحقيق مصالحه".

وتمنى بولس من صفا أن "يشاهد الحضارة والتطور واحترام القانون وهيبة الدولة ويقارن ما يراه بمشروع حزبه المذهبي المتطرف الذي جلب للبنان الدمار والكوارث" ولفت إلى أنه "منذ بداية الحرب والحزب يروج الشائعات ويتهم الإمارات بدعم إسرائيل.. ها هو اليوم يتوسل ويستجدي مصيره"، مذكراً "قبل سنوات قال حسن نصر الله أن أعظم ما قام به في حياته هو إعلان "الجهاد" ضد السعودية وليس "مقاومة" إسرائيل".

أما الصحفي رامي نعيم فاعتبر في تغريدة أن الدور الذي كان يقوم به اللواء عباس إبراهيم يقوم به اليوم صفا في زيارته للإمارات، وتساءل "هل التنسيق الأمني والسياسي مع الدول العربية والغربية ممنوع على غير الشيعيّ، وهذا ما أدى إلى استبعاد اللواء إلياس البيسري المرشّح لرئاسة الجمهورية والقريب من الجميع والناجح في مهامه عن هذا الدور"؟

كما سأل "هل هناك تهميش متعمّد لوزير خارجية مارونيّ والمدير العام المارونيّ للأمن العام؟ أم أن هناك صفقة ما تتعلق بحزب الله ولا دخل للموارنة والسنّة والدروز بما سيُتّفق عليه"؟ 

من جانبه غرّد إبراهيم قزي قائلاً "يخوّن الحزب كل من يطالب بالسلام ثم يعترف بإسرائيل باتفاقية ترسيم الحدود البحرية، يهاجم الدول العربية التي طبعت مع اسرائيل ومن ثم يرسل إليها وفيق صفا، يشيّطن الحزب كل من طالب بالحل الدبلوماسي ومن ثم يعقد اتفاقية ترسيم حدود، يتهم بالعمالة من يعارض الحزب بينما العملاء من بيئته".

وفي حين انتقد البعض قيام الحزب بدور الدولة في مهمة التفاوض مع الامارات، ذكّر البعض الآخر بالمعتقلين في سجون النظام السوري، فيما رأى آخرون أن "كل المساعي لإعادة لبنانيين إلى بلدهم مباركة".

إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان
إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان

شهد السبت، تطورات متلاحقة في لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه شن ضربة على "مقاتلين من حزب الله" داخل مسجد جنوبي البلاد، تلتها غارات جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أعلنت حركة حماس مقتل أحد قادتها مع عائلته بغارة إسرائيلية على مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أنه "خلال الليل، وبتوجيه من استخبارات الجيش الإسرائيلي، قصفت القوات الجوية إرهابيين من حزب الله كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور، في جنوب لبنان".

ولفتت وكالة فرانس برس، إلى أن هذا "أول قصف من نوعه" منذ بدء إطلاق النار بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.

من جانبها، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية في لبنان)، إلى أن غارة أخرى استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، وبالتحديد منطقة برج البراجنة.

ونقلت مراسلة الحرة عن مصدر أمني لبناني قوله، إن قصفا إسرائيليا استهدف بلدات الوزاني، وكفركلا، والخيام، وسهل مرجعيون، وأطراف ديرميماس، في القطاع الشرقي لجنوبي لبنان.

وأضاف المصدر أن "اشتباكات عنيفة تُسمع أصواتها في محيط بلدتي يارون ومارون الراس" في القطاع الأوسط لجنوبي لبنان.

غارة "في الشمال"

من جانبها، نعت حركة حماس الفلسطينية، السبت، أحد قادتها في لبنان بعد مقتله فجرا مع عائلته بغارة إسرائيلية في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد، في أول استهداف للمنطقة منذ بدء التصعيد.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت بأن الغارة "استهدفت شقة في المخيم" الواقع على بعد 5 كيلومترات شمال مدينة طرابلس.

وشاهد مصور لفرانس برس، نيرانا مندلعة داخل شقة سكنية في مبنى داخل المخيم، بينما هرعت سيارات إسعاف الى المكان وعملت آليات على رفع الركام.

ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على هذه الغارة.

حزب الله يعلن "استهداف قاعدة إسرائيلية"

نقلت وكالة فرانس برس عن حزب الله، أنه "قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية" الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا، بصلية صاروخية، تزامنا مع "استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية" في جنوب لبنان.

ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي حتى الآن بشأن استهداف القاعدة أو الدبابة.

قوات اليونيفيل "باقية" في مواقعها

أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، أن قواتها "لا تزال في مواقعها، رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من إسرائيل بإعادة نقل بعضها"، قبيل بدء عملياتها البرية "المحدودة".

وقالت يونيفيل في بيان، السبت، إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 سبتمبر "عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منها نقل بعض مواقعها"، مؤكدة في الوقت ذاته أن "جنود حفظ السلام لا يزالون في جميع المواقع".

وتابعت: "نعدل بانتظام وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر"، مؤكدة أن "سلامة وأمن جنود حفظ السلام أمران في غاية الأهمية، ونذكر جميع الأطراف بضرورة احترام هذا الالتزام".

وفي خضم حملة القصف الجوي الإسرائيلي المكثف الذي خلّف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان خلال أقل من أسبوعين، ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ الإثنين "عمليات برية محدودة ومركزة" في نقاط عدة على طول الحدود مع لبنان.

وجددت اليونيفيل في بيانها حث لبنان وإسرائيل على "إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة".

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006، وعزز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان.

وبموجب القرار، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.

وأفاد حزب الله في بيان، الجمعة، بأن مقاتليه "اشتبكوا" مع "قوة مشاة معادية" في محيط البلدية في بلدة العديسة مساء الجمعة و"أُجبرت على التراجع"، قبل أن يعلن لاحقا أن الجيش الإسرائيلي أعاد "محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 1,50 من فجر يوم السبت 5-10-2024، فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لمحاولة التقدم، والاشتباكات مستمرة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قواته ضربت أكثر من ألفي موقع وقتلت 250 مقاتلا من حزب الله "21 منهم من القياديين" وضربت أكثر من ألفي موقع منذ بدأت عملياتها البرية ضد الحزب في جنوب لبنان، حيث قتل تسعة من عسكرييها في المعارك.

وقدّرت الحكومة اللبنانية عدد النازحين هربا من الضربات الإسرائيلية جنوبي البلاد بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.