الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية يثير المخاوف من حدوث مزيد من التصعيد
الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية يثير المخاوف من حدوث مزيد من التصعيد / أرشيفية

خلال أكثر من 6 أشهر، تبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود، في إطار الحرب الدائرة بين الأخيرة وحركة حماس، مما أعطى صورة أكثر وضوحا عن طبيعة الترسانة العسكرية التي يملكها حزب الله المدعوم من إيران.

واستعرض حزب الله ترسانته، أو جزءا منها، خلال أشهر من إطلاق النار المتبادل مع إسرائيل، حيث يثير الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية المخاوف من حدوث مزيد من التصعيد بين الخصمين، اللذين خاضا حربا كبيرة آخر مرة عام 2006.

وفيما يلي نظرة عامة على القوة العسكرية لحزب الله:

قذائف ومقاتلون

ترتكز القوة العسكرية لحزب الله على ترسانة ضخمة من الصواريخ، إذ يُقدر أن لديه ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة متباينة النوع والمدى، وفقا لكتاب "حقائق العالم" الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ويقول حزب الله إن لديه قذائف "يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل".

والكثير من تلك القذائف غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضا صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات وللطائرات وللسفن.

وإيران هي الداعم ومورد الأسلحة الرئيسي لحزب الله، والتي يكون الكثير منها من طرازات إيرانية أو روسية أو صينية.

إسرائيل تصدت للصواريخ الإيرانية في أبريل الماضي
بعد الهجوم الإيراني.. مخاوف لبنانيين من حرب شاملة وسط أزمات قائمة بالفعل
يعيش اللبنانيون حالة من الترقب والقلق من تداعيات الضربة الإيرانية على إسرائيل، وسط احتمالية تورّط بلدهم في الصراع الجديد والذي لم يغب كلياً عن مشهده، حيث مرّت الصواريخ والمسيرات فوق أراضيه ودوت أصوات الانفجارات في أجواء مختلفة من مناطقه، نتيجة اعتراضها بالدفاعات الجوية من دول مجاورة

ويقول خبراء إن طهران ترسل الأسلحة إلى الجماعة برا عبر العراق وسوريا، وكلاهما تتمتع فيه إيران بعلاقات وثيقة ونفوذ.

وقال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في عام 2021، إن لدى الجماعة 100 ألف مقاتل.

فيما يقول كتاب "حقائق العالم" إن التقديرات في 2022 أفادت بأن عدد المقاتلين "بلغ 45 ألف مقاتل، مقسمين بين ما يقرب من 20 ألفا بشكل نظامي و25 ألفا من قوات الاحتياط".

صواريخ وقذائف الهجمات الأرضية

شكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلقت الجماعة نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها صواريخ من طراز "كاتيوشا" روسية الصنع، يصل مداها إلى 30 كيلومترا.

ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ "رعد" و"فجر" و"زلزال"، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ "كاتيوشا".

وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر الماضي، صواريخ "كاتيوشا" و"بركان" بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.

وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ عام 2006 هو "التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها".

وفي 2022، قال إن حزب الله لديه القدرة على "تزويد آلاف الصواريخ بأنظمة توجيه لجعلها صواريخ دقيقة داخل لبنان".

وفيما يشير إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه الآن، أطلق نصر الله في عام 2016 تهديدا ضمنيا بأن حزب الله "قد يضرب حاويات الأمونيا في مدينة حيفا" الساحلية بشمال إسرائيل، قائلا إن النتيجة ستكون "كالقنبلة النووية".

صواريخ مضادة للدبابات

استخدم حزب الله الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب عام 2006. ونشر صواريخ موجهة مجددا في الجولة الأحدث من القتال، وقصف مواقع إسرائيلية على الحدود.

وتشمل صواريخ حزب الله المضادة للدبابات، صواريخ "كورنيت" روسية الصنع.

ونشر حزب الله مقاطع مصورة لما يقول إنها "عمليات قصف مباشر أصابت دبابات إسرائيلية ومركبات عسكرية أخرى" منذ السابع من أكتوبر. وتظهر المقاطع أيضا ضربات موجهة على منشآت عسكرية على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

صواريخ مضادة للطائرات

قال حزب الله يوم 29 أكتوبر الماضي، إنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية على جنوب لبنان بصاروخ أرض جو، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام هذا النوع من الأسلحة، الذي يُعتقد منذ فترة طويلة أنه ضمن ترسانته.

واستخدم حزب الله صواريخ أرض جو في عدة حالات، من بينها إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز "هيرميس 450" فوق الأراضي اللبنانية في 26 فبراير.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال حزب الله إنه أسقط طائرة مسيرة من طراز "هيرميس 900".

صواريخ مضادة للسفن

أثبت حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن عام 2006، عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل، مما أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.

وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله، إنه حصل منذ حرب عام 2006 على "صاروخ (ياخونت) روسي الصنع المضاد للسفن، الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر". ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.

وبث حزب الله أيضا مقاطع مصورة قال إنها تظهر "المزيد من تلك الصواريخ المضادة للسفن" التي استخدمت في عام 2006.

إسرائيل توعدت إيران بـ"رد غير مسبوق" بعد الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية
محدودة أم موسعة؟.. سيناريوهات لمواجهة إيرانية إسرائيلية "جديدة"
"هل انتهى الأمر أم لا؟"، سؤال أثار حالة من الجدل في أعقاب الهجوم الإيراني "غير المسبوق" على إسرائيل، والذي تبعه "توعد إسرائيلي بالرد" في مقابل اعتبار إيران "الأمر منتهيا"، وهو ما يجيب عنه مختصون تحدث معهم موقع "الحرة"

طائرات مسيرة

أطلق حزب الله طائرات مسيرة ملغومة على إسرائيل عدة مرات خلال أحدث الأعمال القتالية. ويقول إن طائراته المسيرة تشمل طائرات "أيوب" و"مرصاد" التي يتم تجميعها محليا.

ويقول خبراء إن الطائرات المسيرة، التي يمكن إنتاجها بسعر رخيص وبكميات كبيرة، يمكن أن تستخدم بهدف "استنزاف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (القبة الحديدية)".

واتهمت إسرائيل إيران في سبتمبر الماضي، ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشن هجمات.

وقال مصدر غير إسرائيلي على علم بالموقع، وفق رويترز، إنه يمكن أن "يستوعب طائرات مسيرة كبيرة، قد تكون مسلحة، بناء على تصميم إيراني".

وفي عام 2022، خلال محادثات بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، أطلق حزب الله 3 طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه سفينة تستخدمها إسرائيل لتنمية موارد الطاقة البحرية، قبل أن يتم اعتراضها.

الجيش الإسرائيلي "يقترب من إنهاء المرحلة الأولى من عملياته البرية في جنوب لبنان".
الجيش الإسرائيلي "يقترب من إنهاء المرحلة الأولى من عملياته البرية في جنوب لبنان".Reuters

قال مصدر عسكري إن الجيش الإسرائيلي ينتظر إيعازا من المستوى السياسي بشأن المرحلة المقبلة من الحرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان. 

وأضاف في حديث خاص مع الحرة أن التعليمات التي عملت بموجبها القوات العسكرية قبل بدء الاجتياح البري هي إبعاد التهديد المتمثل في اختراق الحدود واحتلال بلدات واختراق قواعد عسكرية وأنه شارف على إنهائها.

وتابع أن "المستوى السياسي طلب خلق واقع أمني جديد وإبعاد التهديدات الموجودة في القرى والمدن والأحراش القريبة من الحدود والبلدات الإسرائيلية أو ما يسمى بالخط الأول".

وأوضح أن السؤال المطروح حاليا هو إما إعادة تمركز ونشر للقوات بما يتناسب والأهداف التي تم تحقيقها أو تعميق العملية العسكرية في داخل الأراضي اللبنانية فيما يسمى الخط الثاني . وأكد المصدر أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهذين الخيارين.

ويقدّر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، "أصبح قريبًا"، وذلك وفق ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، السبت.

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل "بانتظار تلقي الصيغة النهائية للاتفاق، الذي يعمل عليه المبعوث الأميركي آموس هوكستين".

وأضافت الهيئة أن هناك اعتقادًا بأن التقدم نحو الاتفاق، "قد يتحقق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية"، المقررة الأسبوع المقبل، رغم استمرار بعض الفجوات في المفاوضات.

وسبق أن أفادت الهيئة في تقرير سابق، أن الجيش "يقترب من إنهاء المرحلة الأولى من عملياته البرية في جنوب لبنان، تماشياً مع ضرورات العملية البرية"، لافتة إلى أنه "تم تسريح بعض أفراد قوات الجيش النظامية والاحتياطية، وهم عدة آلاف من المقاتلين".

وبدأ الجيش بالتخطيط لإعادة انتشار قواته على الحدود اللبنانية، على خلفية المحادثات حول وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة اللبنانية، بوساطة الولايات المتحدة.

وأجرى هوكستين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، جولات في لبنان وإسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، لدفع جهود وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في أميركا.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر سياسي لبناني كبير، ودبلوماسي رفيع المستوى، القول إن الولايات المتحدة "طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل"، من أجل إحياء محادثات متوقفة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله.

وقال المصدران إن هوكستين "نقل المقترح لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هذا الأسبوع".

ونفت كل من الولايات المتحدة ولبنان صحة المعلومات التي أشارت إلى أن واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد.