يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

ذكر موقع "أكسيوس" نقلا عن مصادر مطلعة لم يكشف عن هويتها، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة "حذرت" حزب الله اللبناني من أنها لن تكون قادرة على احتواء إسرائيل حال استمر التصعيد بين الجانبين.

وبحسب ما نقل الموقع الأميركي عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي ودبلوماسي غربي، أن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكستين، أبلغ مسؤولين لبنانيين أن "حزب الله سيكون مخطئا لو اعتقد أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا ما واصلت المجموعة المسلحة هجماتها" على إسرائيل.

خلال زيارته بيروت، الأسبوع الماضي: قال هوكستين إن "الوضع خطير. وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب المزيد من التصعيد والتوجه نحو حرب أكبر".

وأضاف: "سيكون من مصلحة الجميع إنهاء هذا الصراع الآن. ونعتقد أن هناك طريقا دبلوماسيا للقيام بذلك، إذا وافق الطرفان على ذلك".

وقالت المصادر إن المبعوث الأميركي طلب خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، نقل رسالة إلى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، مفادها أن افتراضه أن الولايات المتحدة يمكنها السيطرة على إسرائيل هو أمر خاطئ.

وأضافت المصادر لموقع "أكسيوس" أن هوكستين أكد أن واشنطن لن تكون قادرة على كبح جماع إسرائيل لو استمر الوضع على الحدود في التصاعد، وأن على حزب الله التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل بدلا من تصعيد التوترات.

وقال الدبلوماسي الغربي إن حزب الله وجه رسائل إلى الولايات المتحدة بعد زيارة هوكستين عبر أطراف ثالثة، قال فيها إنه على الرغم من عدم رغبته في الحرب، فإن الجماعة واثقة من قدرتها على توجيه ضربات قوية لإسرائيل حال قررت الأخيرة اجتياح لبنان.

ورفض البيت الأبيض التعليق لموقع "أكسيوس" على هذا التقرير.

الصراع مستمر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة
حرب غزة.. "4 سيناريوهات" لما بعد "المعارك العنيفة"
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن المعارك العنيفة ضد مقاتلي حركة حماس الفلسطينية بمدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة "على وشك الانتهاء"، ليفتح باب التكهنات بشأن المرحلة المقبلة من حرب قد تلقي بظلالها على المنطقة وخصوصا على الجبهة الشمالية الإسرائيلية.

ويسعى المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إلى العثور على طريقة لا تصل إلى حد وقف إطلاق النار في غزة من شأنها أن تقود إلى تهدئة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق الموقع الأميركي.

ومن بين تلك الخيارات هو محاولة استغلال انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، والتي قد تستغرق أسبوعين، وإنهاء المرحلة المكثفة من الحرب غي غزة، كبداية لتهدئة التصعيد.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إنهاء العمليات المكثفة في غزة سيسمح للجيش الإسرائيلي بتحريك قواته إلى الحدود الشمالية لإسرائيل في حالة فشل الدبلوماسية، وفق أكسيوس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في مقابلة، الأحد، مع القناة 14 الإسرائيلية، إن "المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك النهاية، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح".

وأضاف في أول مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وفق فرانس برس، "بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) إلى ديارهم".

وترغب إدارة بايدن في إنهاء القتال مع حزب الله، وضغطت على نتانياهو لأشهر لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي زمام الأمور في غزة، لكن نتانياهو مستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتشدد لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين، ضرورة أن تضع إسرائيل بسرعة خطة قوية لما بعد الحرب في غزة وأن تتأكد من عدم تفاقم التوتر مع حزب الله.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية بعد اجتماع الوزيرين "أطلع بلينكن، الوزير غالانت على الجهود الدبلوماسية الجارية لتعزيز الأمن والحكم وإعادة الإعمار في غزة خلال فترة ما بعد الصراع وشدد على أهمية هذا العمل لأمن إسرائيل".

ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل يومي منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة بسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر على مواقع ومناطق جنوب إسرائيل.

وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل 479 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 313 مقاتلا على الأقل من حزب الله و93 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

وتكثف هذا القصف في الأسابيع الأخيرة مع تهديدات متبادلة من الطرفين تثير مخاوف من توسع الصراع إلى حرب إقليمية.

وكان نصر الله، حذر، الأربعاء، من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" من صواريخ مقاتليه في حال توسع الحرب. وقال "يعرف العدو جيدا أننا حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام"، مضيفا "عليه أن ينتظرنا برا وجوا وبحرا".

مراقبون يرون زخماً محتملاً في اتجاه الحرب لكنهم يؤكدون أن الأطراف المعنية لا تود خوضها
إسرائيل وحزب الله.. "رسائل" هوكستين و"دور" إيران
تتزايد المخاوف التي انبثقت منذ الثامن من أكتوبر من توسع الحرب بين إسرائيل وحماس لتطال لبنان، إذ بدأ حزب الله بشن هجمات على الحدود الإسرائيلية غداة الهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، فهل تنجح واشنطن في منع وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله؟ سؤال كبير تليه أسئلة كثيرة لعل أهمها: هل ستقوم إسرائيل بالتوغل في الجنوب اللبناني؟ وهل تتدخل إيران مباشرة لحماية وكيلها في لبنان؟

وأكد جهوزية تنظيمه لناحية العديد والعتاد، وشدد نصر الله على أن حزبه، المصنف على قوائم الإرهاب الأميركية، قاتل "بجزء" من سلاحه حتى اللحظة، مؤكدا "حصلنا على أسلحة جديدة" لم يكشف نوعها.

وجاءت مواقف نصر الله بعد إعلان الجيش الإسرائيلي "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

وهدد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، قبل خطاب نصر الله، حزب الله بالقضاء عليه في حال اندلاع "حرب شاملة".

A Civil Defense first-responder carries a wounded man whose handheld pager exploded at al-Zahraa hospital in Beirut, Lebanon,…
إسعاف أحد الجرحى اللبنانيين اليوم الثلاثاء بعد انفجار أجهزة اتصال بحوزة عناصر من حزب الله في أماكن متفرقة بلبنان

أكدت وكالة "مهر" الإيرانية، الثلاثاء، إصابة السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، من جرّاء ما وصفته بـ"هجوم إسرائيلي سيبراني استهدف لبنان وسوريا".

وقالت إن أماني "نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابته من جرّاء انفجار جهاز Pager" مشيرة إلى أن إصابته "ليست خطرة".

وأصيب المئات من عناصر حزب الله اللبناني بجروح بعد انفجار أجهزة اتصال كانت بحوزتهم، أثناء تواجدهم في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومناطق في جنوب لبنان.

ورجّح مصدر عسكري لبناني في حديثه لمراسلة موقع "الحرة" أنه "تم اختراق الموجة التي تعمل عليها الأجهزة، مما أدى لارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم فيها، ثم انفجارها".

وفي المقابل، ورغم نسب جهات إعلامية رسمية ما حصل إلى إسرائيل ووصفه بعمل "معاد" و"اختراق أمني"، إلا أن أي تعقيبات لم تصدر من الجانب الرسمي الإسرائيلي.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أوعز للمسؤولين بعدم التعقيب.

وعلى أثر ما حصل، وجّه حزب الله كل مناصريه وعناصره بالتخلص من أجهزة الاتصال لديهم بشكل فوري.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية حالة الاستنفار العام في جميع المستشفيات، داعية كل العاملين في القطاع الصحي للتوجه إلى أعمالهم من أجل إسعاف مئات الجرحى الذين نُقلوا إليها.