صورة من داخل مطار بيروت/ أرشيف
صورة أرشيفية لمسافرين داخل مطار بيروت

دعت بعض الدول رعاياها لتجنب السفر  إلى لبنان أو مغادرته، وذلك في ظل التوتر الشديد الذي تعيشه المنطقة عقب مقتل 12 طفلا وفتى في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان قبل نحو يومين.

واتهمت إسرائيل ميليشيات حزب الله اللبناني بالوقوف وراء الضربة الصاروخية، بينما نفى الأخير تورطه في الهجوم الذي أثار الكثير من المخاوف بشأن اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

وفي هذا الصدد، طلبت السفارة الأميركية، الأحد، من مواطني الولايات المتحدة "إعادة النظر" بشأن سفرهم إلى لبنان واصفة البيئة الأمنية في ذلك البلد العربي بـ"المعقدة".

من جانبها، أفادت وكالة أنسا للأنباء، الإثنين، أن وزير الخارجية الإيطلي، أنطونيو تاياني، حث رعايا بلاده على مغادرة لبنان، وذلك بالتزامن مع نصيحة المتحدث باسم الخارجية الألمانية لمواطني بلده بمغادرة نفس البلد "بشكل عاجل".

وكانت وزارات خارجية النرويج وبلجيكا وفرنسا قد دعت أيضا، الأحد، رعاياها إلى مغادرة لبنان.

وأوضح بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية البلجيكية، أنه "في ضوء التطورات الأخيرة بالمنطقة، وعقب سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في مجدل شمس، تنصح الخدمة العامة الاتحادية للشؤون الخارجية بعدم السفر إلى إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية، وكذلك إلى لبنان".

ودعا البيان المواطنين البلجيكيين إلى مغادرة لبنان.

مطار رفيق الحريري في بيروت
لبنان.. رحلات جوية بين التأجيل والإلغاء وسط مخاوف من "الرد الإسرائيلي" على هجوم الجولان
أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، عن تأجيل العديد من رحلاتها من وإلى لبنان، الإثنين، لأسباب قالت إنها تتعلق بتوزيع "المخاطر التأمينية على الطائرات"، فيما تتزايد التوقعات بضربة إسرائيلية انتقامية، بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية مجدل الشمس بالجولان.

وعلى صعيد متصل، دان وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، في بيان، الأحد، "الهجمات ضد المدنيين"، مضفيا" أنه "يجب على جميع الأطراف بذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني"، فيما حثت وزارته مواطني بلاده على مغادرة لبنان.

وفي نفس السياق، قالت السفارة السعودية في بيروت عبر بيان رسمي، الإثنين، إنها تراقب عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوبي لبنان.

وشدد البيان على أن السفارة "تؤكد على دعوتها السابقة لكافة المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان".

اشتباكات حدودية متواصلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني
اشتباكات حدودية متواصلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني

أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، الاثنين، بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران.

وجاءت تصريحات غالانت في الوقت الذي يزور فيه المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، إسرائيل لمناقشة الأزمة على الحدود الشمالية، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق الصواريخ مع حزب الله، منذ شهور.

ونقل بيان لمكتب غالانت عن الوزير قوله لأوستن في مكالمة هاتفية "يتضاءل احتمال التوصل إلى إطار متفق عليه يتعلق بالجبهة الشمالية".

وأضاف غالانت أن "المسار واضح" طالما استمرت الجماعة اللبنانية في ربط نفسها بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تقاتل القوات الإسرائيلية منذ ما يقرب من عام، بحسب ما نقلت "رويترز".

وتأتي زيارة هوكستين، المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وسط جهود لإيجاد طريق دبلوماسي للخروج من الأزمة التي أجبرت عشرات الألوف من السكان على جانبي الحدود على مغادرة منازلهم.

والاثنين، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر إن الحكومة ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ولا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي.

وشدد منسر على أن إسرائيل ستستمر بالرد بقوة على اعتداءات حزب الله لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوصى بعملية حدودية سريعة لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.

وكان إطلاق حزب الله للصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر بمثابة بداية لأحدث حلقات الصراع بين الجانبين، ومنذ لك الحين يتبادل الجانبان إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية والقذائف بشكل يومي وتخلل ذلك ضربات جوية إسرائيلية في عمق الأراضي اللبنانية.

وقال حزب الله إنه لا يسعى إلى توسيع نطاق الحرب في الوقت الراهن، لكنه سيخوض غمارها إذا شنتها إسرائيل.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون منذ شهور إن إسرائيل لا يمكنها قبول إخلاء البلدات الواقعة عند حدودها الشمالية إلى أجل غير مسمى غير أن التساؤلات تثور بشأن مدى استعداد الجيش لغزو جنوب لبنان، بينما تواصل القوات عملياتها في غزة.

ويضغط بعض الأعضاء اليمنيين في الحكومة الإسرائيلية من أجل التحرك. ودعا إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني اليوم الاثنين إلى إقالة خصمه القديم غالانت.

وقال في بيان عبر منصة إكس "نحن بحاجة إلى قرار في الشمال، وغالانت ليس الشخص المناسب لاتخاذه".

وقُتل المئات من مسلحي حزب الله وعشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين في تبادل إطلاق النار، وهو ما حوَّل المجتمعات السكنية على جانبي الحدود إلى مدن أشباح.

وكاد الجانبان أن ينزلقا في حرب شاملة الشهر الماضي بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية قياديا كبيرا في حزب الله في بيروت ردا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلا وقاصرا في هضبة الجولان.