مطار رفيق الحريري في بيروت
تأجيل رحلات في لبنان وسط مخاوف من الرد الإسرائيلي على هجوم الجولان

أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، عن تأجيل العديد من رحلاتها من وإلى لبنان، الإثنين، لأسباب قالت إنها تتعلق بتوزيع "المخاطر التأمينية على الطائرات"، فيما تتزايد التوقعات بضربة إسرائيلية انتقامية، بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية مجدل الشمس بالجولان.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن شركة طيران الشرق الأوسط أجرت تعديلات على بعض الرحلات من وإلى بيروت ليوم 29 يوليو، بعد أن أجرت جدولة للرحلات أيضا في اليوم السابق.

وحسب موقع "Flightradar24" لتتبع الرحلات الجوية، فإن مطار رفيق الحريري في بيروت يشهد تأخيرات تصل في المتوسط إلى أكثر من 400 دقيقة للمغادرة وأكثر من 150 دقيقة للقادمين. كما شهد المطار عددا قليلا من عمليات الإلغاء، لكن معظم جداول الرحلات الجوية لا تزال كما هي، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأظهرت بيانات "Flightradar24" أيضا أن الخطوط الجوية التركية ألغت رحلتين ليل الأحد.

كما ألغت شركة طيران "صن إكسبرس" التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة إيه جيت التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة طيران إيجه اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت الإثنين.

من جانبها، قالت الخطوط الجوية الدولية السويسرية، التابعة لمجموعة لوفتهانزا، الإثنين إنها ستعلق رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى الخامس من أغسطس، حسب وكالة رويترز.

وفي نفس السياق، أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية عن تعليق رحلاتها بين مطار باريس شارل ديغول وبيروت يومي 29 و30 يوليو.

وعلى صعيد متصل، نصح متحدث باسم الخارجية الألمانية رعايا بلاده بمغادرة لبنان بشكل عاجل.

وتعهدت إسرائيل الأحد، بالرد على هجوم صاروخي على هضبة الجولان، أودى بحياة 12 طفلا، متهمة جماعة حزب الله اللبنانية بالمسؤولية عن الضربة، فيما نفت الجماعة المتحالفة مع إيران مسؤوليتها.

وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الأحد، الحكومة برئاسة بنيامين نتانياهو، بتحديد "طريقة وتوقيت" الرد على الهجوم.

وكان مطار رفيق الحريري، وهو المطار الدولي الوحيد في لبنان، قد تعرض للقصف في الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006.

وخلال الساعات الماضية، نصحت دول عربية وأجنبية رعاياها بتجنب السفر إلى لبنان، فيما حثت بعض الدول على "ضرورة المغادرة فورا"، خوفا من التصعيد المحتمل بين إسرائيل وحزب الله.

 تظاهر المئات من مناصري حزب الله على الطريق المؤدي إلى المطار
تظاهر المئات من مناصري حزب الله على الطريق المؤدي إلى المطار

أعلنت السلطات اللبنانية توقيف أكثر من 25 شخصا غداة إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بهجوم على موكبهما على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار حزب الله الذين واصلوا التظاهر السبت.

وتعهّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بأن ينال منفذو الهجوم "عقابهم"، وسط تنديد من الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم الجمعة. 

وجاء الهجوم  على اليونيفيل بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي لليلة الثانية على التوالي احتجاجا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.

وبعد ظهر السبت كذلك، تظاهر مئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه "استنكارا للتدخل الاسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية".

ورفع المحتجون صورا للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وأعلام حزب الله والأعلام اللبنانية وسط انتشار أمني كبير، وألقت الأجهزة الأمنية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى المطار، قبل أن يتراجع المتظاهرون.

وأتى ذلك في وقت أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحافي أنه "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفا في مخابرات الجيش اللبناني... وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي".

وأوضح أن "هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على اليونيفيل، لكن التحقيقات ستظهر من هو المسؤول ومن المرتكب" كما أنها "ستتواصل بشكل جدي جدا".

وطالبت اليونيفيل الجمعة في بيان "السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على أن يُقدَّم إلى العدالة جميع المسؤولين عن هذا الهجوم" الذي أدّى إلى إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته شوك ياهادور داكال النيبالي الجنسية.

وأكّدت نائبة المتحدث باسم اليونفيل كانديس أرديال أن نيباليا آخر من قوات حفظ السلام أصيب في الهجوم وأدخل أيضا إلى المستشفى.

وندّدت دول عدّة بالهجوم على اليونيفيل، من بينها قطر وفرنسا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال المتحدّث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن "هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقا". وأضاف أن "الهجمات على قوات حفظ السلام تشكّل خرقا للقانون الدولي...وقد تشكّل جرائم حرب".

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في تصريح السبت بعد لقائه رئيس الجمهورية أن "حرية التعبير مسألة مصانة بالدستور...لكن إذا حصلت محاولة لقطع طرقات واعتداء على الأملاك العامة والخاصة، للأسف على القوى الأمنية أن تتصدى لأعمال الشغب هذه".

وكان سلام دان الجمعة بشدة "الاعتداء الإجرامي على آليات اليونيفيل وعناصرها".

أما الجيش فتعهّد الجمعة العمل "بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلّين بالأمن".

ولم تعرف فورا هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة. وليل الجمعة، أظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام حزب الله يتعرّضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة اليونيفيل المحترقة.

وأتى هذا التوتر لالأخير على خلفية عدم استقبال لبنان لرحلتين من خطوط ماهان الإيرانية كانتا مقررتين مساء اخميس والجمعة.

وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان الخميس إنه "حرصا... على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي"، فقد "اقتضت إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان موقتا"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 شباط/فبراير.

وأعلنت إيران السبت أنها مستعدة لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.

وأفاد وزير النقل فايز رسامني بأن لبنان لم يحصل بعد على "الأذونات" من السلطات الإيرانية لإرسال طائرات من طيران الشرق الأوسط لإعادة المسافرين اللبنانيين، بحسب ما نقل عنه بيان للحكومة اللبنانية.

الرئيس اللبناني يعلق على اعتداء استهدف قافلة اليونيفيل في بيروت
دان الرئيس اللبناني، جوزاف عون، السبت، الاعتداء الذي تعرض له موكب نائب قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" أثناء مروره على طريق المطار، مؤكدا أن القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم.

وقد منع لبنان الطائرة الإيرانية التي كان مقررا أن تقلع الخميس من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ السلطات تحذيرا من الجانب الأميركي بأن إسرائيل "ستستهدف" المطار في حال هبوط الطائرة، على ما أفاد مصدر أمني لبناني السبت.

وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم كشف هويته "نُقِل للدولة اللبنانية عبر الأميركيين أن إسرائيل ستستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان".

وأضاف "أبلغ الجانب الأميركي الجانب اللبناني أنّ الإسرائيلي جادّ في تهديده، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الإذن ومنع مجيئها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".

وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنّ "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرّض المطار للخطر مع أنّ الأمن اللبناني يفرض تفتيشا مشددا على الطيران الإيراني".

وقال المصدر إن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضا.

واتّهمت إسرائيل مرارا حزب الله باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.

ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوما، قبل أن يتم تمديدها حتى 18 فبراير.

وقتل شخصان السبت في غارة من مسيّرة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان، الثانية خلال ساعات، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة جوية على جنوب لبنان استهدفت قياديا "بارزا" في الوحدة الجوية لحزب الله.