الدخان يتصاعد من موقع استهدفه القصف الإسرائيلي جنوب لبنان - صورة أرشيفية.
الدخان يتصاعد من موقع استهدفه القصف الإسرائيلي جنوب لبنان - صورة أرشيفية.

قتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، بغارة إسرائيلية على النبطية في جنوب لبنان، السبت.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة الإسرائيلية تسببت بسقوط 10 قتلى وإصابة آخرين بجروح، وأن "جميعهم من التابعية السورية".

وأوضحت الوكالة أن القصف الإسرائيلي استهدف "معملا للأحجار الاسمنتية في المنطقة الصناعية في محلة تول - الكفور" بالنبطية.

وتسببت الغارة بمقتل حارس المعمل وزوجته وأولاده، فضلا عن سقوط عدد من الجرحى، بينهم عمال، وهرعت إلى المكان فرق من الدفاع المدني وعناصر الإسعاف والإغاثة وعملوا على نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى الشيخ راغب حرب القريب من مكان الغارة، وفقا للوكالة.

وفي وقت سابق، السبت، قالت وزارة الصحة في بيان إن "غارة إسرائيلية" استهدفت منطقة وادي الكفور في النبطية في جنوب لبنان أدت إلى مقتل تسعة أشخاص من بينهم امرأة وطفلاها، بالإضافة إلى "إصابة خمسة بجروح من بينهم اثنان إصاباتهما حرجة".

وذكرت وسائل إعلام محلية لبنانية أن الغارة وقعت بعد منتصف ليل الجمعة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أن طائرات "هاجمت خلال ساعات الليلة الماضية مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية".

ويتبادل حزب الله، المدعوم من إيران، إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود بعد يوم من بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، إثر هجوم غير مسبوق لحماس في جنوب إسرائيل.

لكن منسوب التوتر ارتفع في الفترة الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتوعد حزب الله بالرد على مقتله.

وقتل شكر قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل. وتوعدت طهران بالرد أيضا على مقتله.

وأدى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 579 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون في حزب الله وما لا يقل عن 121 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانية وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.

وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 22 عسكريا و26 مدنيا على الأقل منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.

السيارة التي كانت تقل خليل المقدح تم استهدافها في صيدا
آثار غارة إسرائيلية في صيدا (ارشيف)

تعرض فريق تلفزيوني إيطالي تابع لقناة "RAI TG3" لاعتداء عنيف في مدينة صيدا اللبنانية، الواقعة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وذلك أثناء تغطيته للوضع المتوتر جراء التصعيد الخطير بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله.

ووفقا لصحيفة "آراب نيوز" السعودية الناطقة باللغة الإنكليزية، فإن المراسلة، لوتشيا غوراتشي، والمصور ماركو نيكويس كانا يعملان على تصوير آثار غارة جوية إسرائيلية على المنطقة، حينما هاجمهم رجل مجهول حاول الاستيلاء على معدات التصوير. 

وذكرت غوراتشي في بث مباشر، الأربعاء، عقب الحادثة أنها وفريقها كانوا في بلدة الجية، شمالي صيد، يوثقون موقع قصف جوي حدث قبل يومين، وبدأوا العمل دون مشاكل.

وأضافت: "المرافق المحلي كان قد أخبر حزب الله بوجودنا، ولم نواجه أي صعوبات أثناء التصوير، والناس كانوا يتحدثون معنا بصورة طبيعية".

ولكن الوضع تغير فجأة عندما ظهر شاب غريب وحاول انتزاع الكاميرا من المصور، حيث قرر الفريق العودة إلى السيارة استعدادًا للمغادرة بسرعة، إلا أن المهاجم تابعهم وقام بمطاردتهم. 

وعند وصولهم إلى محطة وقود خارج المدينة، قام الرجل بملاحقتهم مجددًا، وانتزع مفاتيح السيارة، وحاول تحطيم الكاميرا.

وخلال محاولته التدخل لتهدئة الوضع، انهار السائق، أحمد عقيل حمزة، فجأة وسقط على الأرض، حيث تم نقله بسرعة إلى المستشفى، وذلك قبل أن يعلن الأطباء عن وفاته، بأزمة قلبية، بعد محاولات عديدة لإنعاشه.

صدمة وتعازي

وقد أعرب مارشيلو غريكو، نائب رئيس قسم الشؤون الخارجية في القناة الإيطالية، عن صدمته من الحادث وقدم تعازيه لعائلة حمزة، الذي وصفه بأنه "شريك وصديق عزيز".

كما أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عن تضامنها مع الفريق الإعلامي وقدمت خالص تعازيها لعائلة السائق.

ورغم أن التقارير الأولية أشارت إلى احتمال تورط مؤيدين لحزب الله في الهجوم، فقد نفت غوراتشي هذا الطرح، وأوضحت في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أن الحادثة كانت "نتيجة انفجار غضب شعبي" بسبب التوتر العام في المنطقة جراء القصف الإسرائيلي، مؤكدة عدم وجود أي أبعاد سياسية للحادثة. 

وختمت غوراتشي حديثها بالتعبير عن حزنها لفقدان السائق، قائلة: "نحن عاجزون عن وصف عمق إنسانية أحمد وطيبته".

وكانت  إسرائيل قد كثفت غاراتها الجوية على أهداف مختلفة لحزب الله في لبنان منذ 23 سبتمبر تسبّبت بدمار وتهجير كبيرين، 

وفي 30 سبتمبر أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عمليات برية عند الحدود في جنوب لبنان، حسب وكالة فرانس برس.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعته أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات في 26 سبتمبر، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".

وأبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في اليوم اللاحق أثناء وجوده في الأمم المتحدة محاوريه الدوليين بموافقة حزب الله.

ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكّد في ذلك اليوم  في خطابه في الأمم المتحدة عزم بلاده على مواصلة قصف حزب الله في لبنان.

وشنّت إسرائيل بعد ساعات من ذلك غارات جوية مدمّرة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مع آخرين.