اشتباكات متواصلة بين إسرائيل وحزب الله منذ 8 أكتوبر
اشتباكات متواصلة بين إسرائيل وحزب الله منذ 8 أكتوبر

شن حزب الله اللبناني، الأحد، هجوما على مواقع مختلفة في إسرائيل، ردا على مقتل القيادي بالجماعة فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت الشهر الماضي، مما يزيد من التساؤلات مجددا حول قدرات الجماعة المقربة من إيران، فيما يتعلق بالصواريخ والمسيّرات، وغيرها من الأسلحة التي تملكها في ترسانتها.

وأعلنت جماعة حزب الله المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة وعدد من الدول، انتهاء ما وصفتها بـ"المرحلة الأولى" من ردها على مقتل شكر، وكشفت عن عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية التي استهدفتها في الهجوم.

وأصدر حزب الله المدعوم من إيران، بيانا زعم فيه استهداف 11 قاعدة عسكرية إسرائيلية في الهجوم، وأن ذلك تم "بأكثر من 320 صاروخا من طراز كاتيوشا".

وقبل وقت قصير من هجمات حزب الله، قصفت مقاتلات إسرائيلية أهدافا في لبنان، بعد أن أشارت تقديرات للجيش إلى أن حزب الله "يستعد لإطلاق قذائف وصواريخ تجاه إسرائيل".

وقال الجيش في بيان إن "100 طائرة حربية شاركت في صد الهجوم الذي كان مقررا من قبل حزب الله على إسرائيل".

وتابع البيان: "‏أغارت نحو 100 طائرة حربية لسلاح الجو ودمرت آلاف منصات إطلاق قذائف صاروخية لحزب الله، ومعظمها كانت موجهة نحو شمالي البلاد، وبعضها أيضًا إلى وسط البلاد".

ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وسمع دوي انفجارات حول عدة مناطق، حيث أسقطت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" صواريخ قادمة من جنوبي لبنان.

"صواريخ بأعداد تتضاعف"

خلال أكثر من 10 أشهر من الصراع عبر الحدود مع إسرائيل، على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، شن حزب الله المئات من الهجمات، "لاختبار الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية"، وكشف فيها النقاب عن أسلحة جديدة.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، حول قدرات حزب الله، قال إن المجموعة هي على الأرجح المنظمة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم، حيث تمتلك ترسانة أسلحة أكثر تطورا من حركة حماس الفلسطينية. لكن الشبكة أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي بالطبع لا يزال يتفوق على حزب الله في القوة.

وأشارت إلى أن الحزب يمتلك من الصواريخ والقذائف ما يصل عدهها إلى ما بين 120 و 200 ألفًا، واستمر في تخزين الصواريخ والقذائف منذ صراعه الأخير مع إسرائيل في عام 2006.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لصحفيين، الشهر الماضي، إن حزب الله "أطلق 6800 صاروخ منذ بدء التصعيد عبر الحدود".

وحسب الباحثة في مركز "كونترول ريسكس"، دينا عرقجي، كان لدى الحزب في عام 2006، قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو 10 مرات" على الأقل وفق التقديرات، وفق ما تنقل عنها "فرانس برس".

وتلقى حزب الله شحنات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران، وبدأ مؤخرا في إنتاج أسلحته الخاصة. كما تملك هذه الجماعة قدرات دفاع جوي، وهو ما لا تمتلكه أغلب الميليشيات في المنطقة.

تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله

وتتضمن ترسانة الجماعة، صواريخ موجهة وغير موجهة، ومدفعية مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية ومضادة للسفن، فضلاً عن طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، مما يسمح لها بالوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

ووفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن لدى الجماعة المدعومة من إيران ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة.

وأشار تقرير "سي إن إن" إلى أنه خلال المواجهات مع إسرائيل على الحدود بعد هجوم السابع من أكتوبر، سعى حزب الله إلى حد ما بنجاح" نحو تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية.

وأضاف التقرير أن الحزب حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصات الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى، من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق أكبر داخل الأراضي الإسرائيلية.

وزعم "أمين عام" حزب الله، حسن نصر الله، في عام 2021، أن لدى الجماعة 100 ألف مقاتل. ويقول كتاب حقائق العالم إن التقديرات في 2022 تشير إلى أن "عدد المقاتلين بلغ 45 ألفا مقسمين، وأن 20 ألفا منهم احتياط".

ذخائر غير موجهة

ومعظم أسلحة حزب الله هي ذخائر غير موجهة من الدرجة الأدنى، "والتي قد تهدد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية إذا أطلقت بأعداد كبيرة. والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائيل هو الذخائر الدقيقة التي قالت الجماعة إنها تمتلكها"، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وشكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في حربها مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلق نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كم.

ويحتفظ حزب الله بغطاء محكم على ترسانته، مما يترك خبراء الأسلحة لتخمين المدى الكامل لقدراته. والكثير مما هو معروف للعامة يأتي من تصريحات الجماعة وزعيمها نصر الله، الذي يقول إن مقاتليه استخدموا "جزءًا فقط من أسلحتنا" في تصعيد الهجمات على شمالي إسرائيل منذ 8 أكتوبر.

وزعم نصر الله أن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ 2006 هو "التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها"، وأن حزب الله "لديه القدرة على تزويد الصواريخ بأنظمة توجيه داخل لبنان".

ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ رعد وفجر وزلزال. وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر 2023، صواريخ كاتيوشا وبركان، بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.

واستخدمت الجماعة لأول مرة في يونيو، صواريخ فلق 2 إيرانية الصنع، التي يمكنها حمل رأس حربي أكبر من صواريخ فلق 1 المستخدمة في الماضي.

الصواريخ والقذائف

بدأ حزب الله في ضرب شمالي إسرائيل لأول مرة بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز حوالي 250 رهينة. وقالت الجماعة إنها ستواصل القتال "حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة".

يذكر أن الحرب في قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

واستخدم حزب الله المصنف إرهابيا، صواريخ وقذائف قصيرة المدى مختلفة، في البداية استهدفت الدبابات وغيرها من المعدات التقنية بالقرب من الحدود، قبل التصعيد إلى الهجمات على الثكنات والقواعد العسكرية.

وفي 11 نوفمبر، كشف نصر الله أن حزب الله يستخدم صواريخ بركان.

إسرائيل أعلنت شن ضربات في لبنان لمنع "هجوم كبير" من جانب حزب الله (أرشيفية بتاريخ 23 أغسطس)

واعتبر محلل الدفاع والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، أن صواريخ بركان أصبحت "سلاحا مميزا للجماعات المدعومة من إيران في المنطقة"، حسب ما تنقل عنه "واشنطن بوست".

وكذلك، من بين تلك الأسلحة التي يمتلكها واستخدمها حزب الله مؤخرا، صاروخ فلق طويل المدى، المزوّد برأس حربي معزز.

وحسب مقابلة بثتها قناة المنار التابعة لحزب الله مع ضابط في "وحدة سلاح المدفعية" في الحزب في 6 يوليو، فقد زعم أن صاروخ فلق-1 يمكن أن يصل إلى أهداف "حتى عمق 11 كيلومترا".

لكن الخبير العسكري رياض قهوجي، أوضح أن الصاروخ إيراني الصنع "ليس دقيقا" ولديه "هامش خطأ قد يصل إلى أكثر من 3 كيلومترات"، وفق ما تنقل عنه "فرانس برس".

ويستخدم حزب الله، الذي أعلن مرارا منذ بدء التصعيد مع إسرائيل استخدام صواريخ فلق-1 لقصف "مواقع عسكرية"، صواريخ أخرى أكثر دقة، "بينها الصواريخ المضادة للدبابات والكورنيت وسواها"، وفق قهوجي.

صواريخ مضادة للدبابات

استخدمت الجماعة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006، ونشرت صواريخ موجهة مجددا، من بينها صواريخ كورنيت روسية الصنع.

خلال الصراع الحالي، استخدم حزب الله بشكل متكرر صواريخ كورنيت المحمولة المضادة للدبابات المصنوعة في روسيا، وفق وكالة أسوشيتد برس.

الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية يثير المخاوف من حدوث مزيد من التصعيد
مع تزايد المخاوف من التصعيد مع إسرائيل.. ما هي الأسلحة التي يمتلكها حزب الله اللبناني؟
خلال أكثر من 6 أشهر، تبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود، في إطار الحرب الدائرة بين الأخيرة وحركة حماس، مما أعطى صورة أكثر وضوحا عن طبيعة الترسانة العسكرية التي يملكها حزب الله المدعوم من إيران.

ووصف تقرير من مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي صاروخ ألماس بأنه يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية متبعا مسارا مقوسا، مما يمكنه من الضرب من أعلى.

وأضاف التقرير أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتمادا على عائلة الصواريخ سبايك الإسرائيلية.

صواريخ مضادة للطائرات

من غير المعتاد أن تمتلك جهات غير حكومية مثل حزب الله قدرات دفاع جوي، مما يشير إلى "مدى استعداد المجموعة للحرب"، حسب "واشنطن بوست".

ونقلت الصحيفة عن هينز، أن حزب الله استخدم ذخائر أرض-جو، أبرزها صاروخ 358 المضاد للطائرات إيراني الصنع، لإسقاط طائرات بدون طيار إسرائيلية.

وفي مناسبتين على الأقل، زعمت الجماعة أنها استخدمت ذخائر أكثر تطورا، على الأرجح تشمل صاروخ صياد-2 سي الإيراني، كما قال هينز، وهو صاروخ موجه بالرادار يمكنه الوصول إلى أهداف على ارتفاع 90 ألف قدم تقريبا ضد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، مما أجبرها على التراجع.

وأسقط حزب الله طائرات مسيرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذا الصراع، باستخدام صواريخ سطح-جو، من بينها طائرات مسيرة من طرازي هيرميس 450 وهيرميس 900، وفق الصحيفة الأميركية.

ورغم الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن حزب الله لديه صواريخ مضادة للطائرات، كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة هذه الأسلحة.

طائرات مسيرة

منذ عدة أشهر، يستخدم حزب الله بكثافة الطائرات المسيرة في هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية، قريبة عموما من الحدود وأحياناً أكثر عمقا داخل إسرائيل.

ونشر الحزب الشهر الماضي 3 مقاطع مصورة التقطتها مسيراته، أظهرت مسحا لأهداف إسرائيلية حساسة، آخرها قاعدة رامات دافيد في وسط إسرائيل، في 23 يوليو.

وتتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيرة مجمعة محليا من طرازي أيوب ومرصاد. وقال محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.

ويمتلك الحزب أيضا طائرات شاهد 136 وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران، والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس".

صواريخ مضادة للسفن

وكشف حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006، عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل، مما أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.

وقالت مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله، إنه حصل منذ حرب 2006 على الصاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن، الذي يصل مداه إلى 300 كم، حسب وكالة رويترز. ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.

وأشار هينز إلى أن حزب الله يحتفظ "بالسرية" بشأن ترسانته، إذ "استغرق الأمر 13 عاما حتى تكشف الجماعة عن استخدامها لصاروخ C-802 لإغراق سفينة إسرائيلية في عام 2006".

الضربة أتت فيما دخل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (AFP)
الضربة تأتي وسط تبادل الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي دخل حيز التفنيذ في 27 نوفمبر

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه شن ضربة جوية استهدفت عنصرا في جماعة حزب الله جنوبي لبنان وذلك وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله بشأن خرق اتفاق وقت إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في 27 نوفمبر الماضي.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أنه "في وقت سابق اليوم هاجمت طائرة لسلاح الجو مخربا من حزب الله تم رصده في منطقة جنوب لبنان وشكل تهديدا على قوات جيش الدفاع المنتشرة في المنطقة منتهكا الاتفاق بين إسرائيل ولبنان".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة جنوب لبنان في مواجهة عدة أنشطة شكلت تهديدًا على دولة إسرائيل".

ونشر أدرعي مقطعا مصورا يظهر لحظة استهداف العضو في حزب الله أثناء تنقله على متن دراجة نارية.

وأتت الضربة بعد حوالي 10 أيام على دخول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد حرب مفتوحة استمرت لحوالي شهرين إثر تبادل يومي للنار عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة.

ويتبادل الطرفان القصف والاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن "انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار" من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية منها، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة.

بالمقابل اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، الحزب "بانتهاك خطير" للهدنة، وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم "مخربين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان".

وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في الوقت ذاته بالتوغل "أعمق" داخل لبنان وعدم التمييز بينه وبين حزب الله، إذا انهار وقف إطلاق النار.

وينصّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوما يسحب خلالها حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكّك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان، على أن ينتشر الجيش اللبناني.