التفجيرات أدت إلى إصابة المئات بجروح
التفجيرات أدت إلى إصابة المئات بجروح

قالت شبكة "سي أن أن" إن تفجيرات أجهزة اتصالات حزب الله أدت إلى "تحطيم ميزة استراتيجية" تمتعت بها الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران منذ فترة طويلة.

وقالت الشبكة إن الأسر في لبنان قد تعيش لسنوات بجوار عضو في حزب الله دون أن تعرف أبدا أنه ينتمي للتنظيم.

ولكن بعد ظهر الثلاثاء، تغير كل شيء عندما انفجرت أجهزة الاتصال "البيجر" التي ينتشر استخدامها بين عناصر حزب الله. ونجحت العملية في "تحطيم واحدة من أكثر الميزات الاستراتيجية لحزب الله وهي السرية".

وقتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب ما يقرب من 3 آلاف، عندما انفجرت بشكل متزامن.

وأظهرت مقاطع فيديو جرحى ممددين في الشارع وعلى الأرض في أحد المستشفيات. ونُصبت خيام لاستقبال المتبرعين بالدم في الضاحية الجنوبية لبيروت. 

وتقول "سي أن ان" إن "تكتيكات حرب العصابات" التي طورها حزب الله أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان لمدة 18 عاما جعلت من حزب الله عدوا بعيد المنال.

وتستمر ممارسة الاختباء إلى حد كبير حتى يومنا هذا، رغم دخول أعضاء من الجماعة الحياة العامة والبرلمان.

لكن لطالما كان وجود مسلحي حزب الله ينطوي على السرية، على عكس جنود الجيش اللبناني الذين يرتدون الزي المموه، ويقودون عربات همفي، ويحرسون نقاط التفتيش وهم يحملون بنادق هجومية.

وتشير أمل سعد، الخبيرة في الحركات الإسلامية، إلى أنه خلال حرب لبنان عام 2006، وفر حزب الله حماية لخطوط اتصالاته بالاعتماد على شبكة الاتصالات البدائية التي تعتمد على أجهزة النداء وخط داخلي من الألياف الضوئية.

ولكن في ضربة واحدة، "نجحت إسرائيل في إنهاء هذه الميزة"، إذ تم تحويل الآلاف من أجهزة الاتصالات هذه إلى أسلحة فتاكة.

يشار إلى أن إسرائيل لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن العملية.

ومن غير الواضح ما إذا كان مسلحي حزب الله كانوا يحملون هذه الأسلحة أثناء التفجيرات. وقد يكون بعض هذه الأجهزة وصل إلى أيدي أشخاص عاديين غير تابعين للتنظيم.

وقال مايكل يونغ، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "بالنسبة لأعضاء الحزب، فإن حقيقة اختراق إسرائيل لحزب الله بسهولة على مدى أشهر لابد أن يكون له تأثير مدمر على الروح المعنوية".

وفي حين تعهد حزب الله بالرد "فإن هناك أمرا واحدا مؤكدا، وهو أنه سيحاول على الأرجح إخفاء مدى الضرر لتجنب مشاركة المزيد من الأسرار مع عدوه".

علما لبنان والعراق في ساحة بغداد
علما العراق ولبنان في إحدى شوارع بغداد - أرشيف

وجه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، الأربعاء، بتسمية اللبنانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم إلى العراق بـ"الضيوف" وليس "نازحين".

ووفقا لكتاب صادر عن مكتب السوداني وموجه للأمانة العامة لمجلس الوزراء، فإن رئيس الحكومة وجه بتسمية اللبنانيين الذين وصلوا إلى العراق مؤخرا، بـ"ضيوف العراق" وليس بالنازحين.

ويأتي الموقف الحكومي العراقي بالتزامن مع استمرار حملات الإغاثة العراقية إلى لبنان، واستقبال الآلاف من اللبنانيين، وتسهيل إجراءات دخولهم.

وفي اتصال هاتفي، الأربعاء، بين وزيري التجارة العراقي، داود الغريري، ونظيره اللبناني أمين سلام، أشاد الوزير اللبناني بـ"الدور العراقي في تقديم المساعدات للبنانيين" وفقاً لبيان وزارة التجارة العراقية.

من الحرب إلى البحر.. قصص عن "عشوائية النزوح" في لبنان
على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت، تجلس "أم محمد" على كرسي بلاستيكي أمام خيمتها، تحدق في الأفق بعيون يملؤها الحزن، تبدو كأنها تغرق في أمواج الحياة المتلاطمة. بصوت خافت تقول "من بيتي المتواضع إلى هذه الخيمة... هكذا تبدّلت حياتنا بين ليلة وضحاها. البحر الذي كان رمزاً للأمل، أصبح الآن مرآة تعكس مأساتنا".

وبدأ العراق منذ أيام استقبال النازحين اللبنانيين، وفقاً لقرار مجلس الوزراء. ومكن القرار اللبنانيين في الدخول إلى الأراضي العراقية بالبطاقات التعريفية، إن لم يتوفر جواز السفر.

وتواصل الحكومة العراقية والمؤسسات الخاصة تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين في ظل تصاعد أزمة النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في مناطق الجنوب اللبناني.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان نتيجة اشتداد القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، واستمرار طيرانه بقصف مواقع عدة يقول إنها تابعة لحزب الله.