الجيش الإسرائيلي شن غارات مكثفة في عدة بلدات جنوبي لبنان
الجيش الإسرائيلي شن غارات مكثفة في عدة بلدات جنوبي لبنان

شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة هجمات واسعة، ليل الخميس، مستهدفاً مناطق في جنوب لبنان، في تصعيد جديد غير مسبوق على الحدود.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدة المحمودية قرب العيشية وكسارة العروش في جبل الريحان بمنطقة جزين، بينما استهدفت عشرات الصواريخ منطقة بركة الجبور.

كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة الحنية، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، ثلاثة منهم فلسطينيون وآخر لبناني، ووفقاً لبيان صادر عن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة، تلقى المصابون العلاج في قسم الطوارئ.

واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة عيتا الشعب، وفي نفس السياق حلّقت طائرات مسيرة إسرائيلية فوق بلدات الدوير وتول والكفور ووزبدين، حيث بثت عبر مكبرات الصوت رسائل تستهدف الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، متهمة إياه بجلب "الدمار الشامل" للبنانيين.

في المقابل، أعلن "حزب الله" عن تنفيذ سلسلة من الهجمات استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، منها مقر قيادة الكتيبة في ثكنة ليمان، وعدداً من المباني التي يستخدمها جنود الجيش الإسرائيلي في المطلة، بالإضافة إلى استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.

كما أعلن عن قصف مقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، وموقع المالكية، والمقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا، إضافة إلى ثكنة أدميت.

وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه يهاجم أهدافاً لحزب الله في لبنان، بهدف "تجريد قدرات وبنى تحتية إرهابية عسكرية تابعة له".

وأضاف الجيش أن "الحزب حوّل جنوب لبنان إلى منطقة قتال، حيث قام بتسليح منازل المدنيين على مدار عقود بالوسائل القتالية، وحفر الأنفاق تحتها، واستخدمها دروعاً بشرية".

وأشار الجيش في بيانه، إلى أنه "يعمل من أجل فرض حالة أمنية في الشمال تسمح بعودة السكان إلى منازلهم وتحقيق كافة أهداف الحرب الأخرى".

وصادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، على خطط عسكرية لمواصلة الحرب. وقال الجيش في بيان، إن "رئيس الأركان أنهى قبل قليل جلسة للمصادقة على الخطط للجبهة الشمالية".

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت لاحق أنه  استكمل سلسلة غارات في جنوب لبنان استهدفت 100 منصة إطلاق تضم حوالي ألف فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري باتجاه أراضي دولة إسرائيل.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهدف إلى "استهداف وتقليص قدرات الإرهاب والبنى التحتية العسكرية التابعة لمنظمة حزب الله الارهابية".

يذكر أن مئات من أجهزة "البيجر" والاتصال اللاسلكي المحمول التي يستخدمها عناصر ميليشيا حزب الله انفجرت في كل أنحاء لبنان، في هجومَين، الثلاثاء والأربعاء، أسفرا عن مقتل 37 شخصا وإصابة حوالي ثلاثة آلاف آخرين.

وتشكل هذه الانفجارات ضربة كبيرة لحزب الله المدعوم من إيران، والذي حمّل إسرائيل مسؤوليتها وتعهّد بالرد عليها، في حين لم تعلّق الأخيرة.

وأقر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال كلمة متلفزة ألقاها اليوم الخميس، بأن حزبه تعرض لضربة "أمنية وعسكرية وإنسانية كبيرة وغير مسبوقة".

تصريح نصر الله جاء ليؤكد حجم الخسائر التي لحقت بالحزب نتيجة الهجمات الأخيرة، مما يعكس تصاعد التوترات على جبهة جنوب لبنان.

إسرايل شنت هجمات استباقية على مواقع في جنوب لبنان
إسرايل شنت هجمات استباقية على مواقع في جنوب لبنان

أكدت إسرائيل مرارا  أن الهدف من عملياتها العسكرية في لبنان القضاء على حزب الله وإعادة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم، لكن رغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الحزب منذ أواخر سبتمبر الماضي، لم يتوقف حتى الآن عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

كوبي لافي، وهو مستشار سابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، يرى أن "تكثيف العمل الإرهابي ضد إسرائيل، خاصة في هذه الأيام، هو تنفيذ سياسة إيرانية".

ويضيف في مقابلة مع قناة "الحرة" أن تكثيف حزب الله عمليات القصف هدفه منع إسرائيل من القيام بعمل عسكري ضد إيران، "لكن إسرائيل لن تبقى صامتة".

ويعتقد لافي أن هذا تكثيف القصف من جانب حزب يشير إلى أنه "لا يخدم المصالح الفلسطينية ولا اللبنانية".

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفضه "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان، وذلك بعدما شدّد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم على أن ذلك هو الحلّ الوحيد لإنهاء التصعيد بين الجانبين.

يأتي تكثيف الهجمات بين الطرفين بالتزامن مع دعوات دولية لوقف إطلاق النار، وتطبيق القرار الأممي رقم 1701الذي أنهى حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وأعاد انتشار الجيش اللبناني وقوة أممية في جنوب لبنان لمراقبة تنفيذه.

وخلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، بأن الجيش سيعزز وجوده في جنوب لبنان حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

ولاقت تصريحات ميقاتي ترحيبا من الحكومة الإسرائيلية على لسان المتحدث باسمها ديفيد منسر، الذي قال في مقابلة مع "الحرة": "هذا بالضبط ما نتطلع إليه: حكومة لبنانية تسيطر على أراضيها في الجنوب. الحكومة اللبنانية يجب أن تنتشر على حدودنا وليس حزب الله".

لكن العميد هشام جابر، وهو رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في بيروت، يرى أن إسرائيل لا تستهدف حزب الله فقط: "إسرائيل قصفت قرى مسيحية أيضا".

ويعتقد جابر في مقابلة مع قناة "الحرة" أن حزب الله، أعاد تنظيم صفوفه.

في المقابل، يرى المستشار الإسرائيلي، أن "بلاده استعدت لخطة يطلق فيها حزب الله 4 آلاف صاروخ يومياً"، في إشارة إلى أن الجماعة اللبنانية فقدت جزءاً من قدراتها العسكرية.

لكن جابر يرى أن إسرائيل عاشت في سكرة ونشوة، كان يجب أن تفيق منها، في تلميح لهجمات حزب الله الأخيرة على الداخل الإسرائيلي.

ويستند العميد اللبناني إلى ما أسماها "مصادر إسرائيلية رصينة ومحترمة" قالت إن الحزب لم يفقد من قدراته العسكرية أكثر من 30-35%، ولم يخسر من عديده المقدر بخمسين ألف، أكثر من 5%"، وفقاً لقوله.

والثلاثاء، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفضه "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان، وذلك بعدما شدّد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم على أن ذلك هو الحلّ الوحيد لإنهاء التصعيد بين الجانبين.

وفي وقت سابق قال المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني، علي حمدان، لقناة "الحرة"، إن الموقف اللبناني الرسمي واضح، "وهو المطالبة بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701".