Civil defense workers carry an elderly, fleeing the south, as he arrives at a school turned into a shelter in Beirut, Monday,…
عناصر من الدفاع المدني اللبناني أثناء مساعدة رجل عجوز في الانتقال للملاجئ بعد فراره من الجنوب على أثر الغارات الإسرائيلية

قال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، في لقاء مع قناة "الحرة" إن الغارات الإسرائيلية، الاثنين، "لم تميز للأسف بين المقاتلين والمدنيين"، لافتاً إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 356، بينهم 40 طفلاً واثنان من الكوادر الطبية، ووقوع إصابات في صفوفهم.

وأضاف الوزير في حكومة تصريف الأعمال أن لبنان "ليس بحاجة لإنشاء مستشفيات ميدانية"، حيث تم تفعيل خطّة طوارئ صحية للتعامل مع الأحداث الجارية.

وأشار الأبيض إلى أن العديد من الدول المجاورة عرضت على لبنان المساعدة الطبية، وأرسلت بالفعل الكثير من المساعدات.

وفي تصريحات سابقة للأبيض، قال إن من بين القتلى 31 امرأة، لافتاً إلى إصابة 1246شخصاً بجراح في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك.

ومنذ ساعات الصباح بتوقيت بيروت، شنّت إسرائيل غارات مكثفة على مناطق عديدة في لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 1300 هدف لحزب الله خلال 24 ساعة.

ومع ارتفاع وتيرة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، أعربت العديد من الدول عن قلقها من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستعزز قواتها بقوة إضافية في المنطقة.

لبنان يعيش حالات متكررة من الشغور الرئاسي بسبب خلافات سياسية
لبنان يعيش حالات متكررة من الشغور الرئاسي بسبب خلافات سياسية

قال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض يحاول استغلال الضربات الإسرائيلية القوية التي وُجهت إلى جماعة حزب الله اللبنانية، للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد نحو عامين من خلو المنصب بسبب خلافات سياسية.

وأشار المسؤولون إلى أنه مع مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ووصول الجماعة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، إلى أضعف حالاتها منذ سنوات، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن هناك "فرصة" حاليا لتقليص نفوذها على النظام السياسي في لبنان، وانتخاب رئيس جديد، ليس حليفًا للميليشيا الشيعية المدعومة من إيران.

ولم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق من الموقع الأميركي.

وأوضح أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض "يرى الوضع في لبنان بمثابة فرصة لكسر الجمود بشأن انتخاب رئيس لبناني، ويعتقد أنه يجب أن تكون تلك الخطوة على رأس الأوليات، حتى قبل الدفع نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله".

ولفت المسؤولون إلى أن الأولوية تتمثل في "انتخاب رئيس، ثم التوصل عبر الدبلوماسية إلى حل للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية على أساس قرار الأمم المتحدة الصادر بعد حرب لبنان عام 2006 وتنفيذه بالكامل، ويتبع ذلك تعيين رئيس للوزراء" في البلد الذي يعاني اقتصاديا.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون، في نهاية أكتوبر ٢٠٢٢، فشل البرلمان في انتخاب رئيس، في وقت لا يحظى فيه أي فريق سياسي بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب، في ظل  انقسام سياسي بين حزب الله وخصومه.

وفي عام 2016، وصل عون إلى رئاسة لبنان استنادا إلى تسوية سياسية بين حزب الله وخصومه، وذلك بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي.

وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربا من الهجمات الإسرائيلية بحوالي 1.2 مليون شخص، يفترش عدد كبير منهم الشوارع في عدة مناطق ببيروت.

وأطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، مطلع الشهر الجاري، نداء إنسانيا عاجلا بقيمة 426 مليون دولار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح جراء الغارات الإسرائيلية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت، الخميس، تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو (33.1 مليون دولار) للبنان.

ويأتي هذا المبلغ بالإضافة إلى 10 ملايين يورو (حوالي 11 مليون دولار) أُعلن عنها بالفعل في 29 سبتمبر، مما يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للبنان إلى أكثر من 104 ملايين يورو هذا العام.

ويثير التصعيد العسكري بين إسرائيل من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى، مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس (المصنفة إرهابية بأميركا ودول أخرى) في غزة.