أشخاص وسيارة إطفاء يهرعون إلى مكان غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت
الأمين العام لحزب الله اللبناني كان هدف الغارات

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تتلق إشعارا مسبقا بشأن ضربة إسرائيلية في بيروت، وإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية جارية.

وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم البنتاغون "الولايات المتحدة غير ضالعة في هذه العملية ولم نتلق إشعارا مسبقا".

وأحجمت سينغ عن ذكر ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لأوستن عن العملية وما إذا كانت استهدفت بالفعل الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله.

ورفض البنتاغون التكهن حول ما إذا كان نصر الله لا يزال على قيد الحياة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن على الضربات في بيروت من قبل فريق الأمن القومي الخاص به.

وأدت الغارات التي أعلنت إسرائيل شنّها، الجمعة، على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى تدمير ستة أبنية تماما، على ما أفاد مصدر مقرب من حزب الله، في هجمات تعدّ الأعنف على معقل الحزب منذ الحرب التي خاضها والدولة العبرية صيف 2006.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان متلفز إن الجيش "نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الإرهابية في الضاحية".

وأوردت عدة قنوات تلفزيونية إسرائيلية، مساء الجمعة، أن الأمين العام لحزب الله اللبناني كان هدف  الغارات، وذكرت صحيفة هآرتس ذات التوجه اليساري أن نصر الله كان هو الهدف، وقالت في عنوان رئيسي في نسختها الإلكترونية "إسرائيل تستهدف زعيم حزب الله حسن نصر الله في ضربة ضخمة على بيروت".

في المقابل، قال مصدر مقرب من الحزب في بيروت لوكالة فرانس برس إن نصرالله "بخير".

وجاءت الضربات بعيد تعهد بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية ضد حزب الله ستتواصل.

وقال نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان"، مضيفا بأن العمليات ضد الحزب "ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا".

ومنذ يوم الإثنين، خلفت الضربات الإسرائيلية الكثيفة الواسعة النطاق التي تهدف إلى إضعاف الحزب الذي تدعمه إيران وحليف حركة حماس الفلسطينية، أكثر من 700 قتيل في لبنان، بحسب السلطات، وبينهم عدد كبير من المدنيين.

عمليات الإنقاذ مستمرة في بعبلك بعد غارات إسرائيلية
عمليات الإنقاذ مستمرة في بعبلك بعد غارات إسرائيلية

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد، الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض لا تزال جارية بحثا عن مفقودين.

وقالت الوزارة في بيان ضمنته حصيلة غير نهائية للضحايا إن "سلسلة غارات إسرائيلية على البقاع وبعلبك" أسفرت عن مقتل "40 شخصا وإصابة 53".

وأحصت الوزارة مقتل 11 شخصا في مدينة بعلبك و16 في بلدة الناصرية.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات في أنحاء مختلفة من لبنان الأربعاء، من دون إنذارات مسبقة من الجيش الإسرائيلي.

وبحسب الوكالة، فقد أدت الغارات إلى تدمير "منازل متقاربة" في بعلبك حيث أفاد مسؤولون محليون عن سقوط ضحايا.

من جانبه، أفاد محافظ المنطقة بشير خضر على حسابه على منصة إكس بوقوع غارة "هي الأقرب على قلعة بعلبك"، مشيرا إلى سقوط "صاروخ داخل موقف السيارات" التابع للموقع الأثري.

في جنوب لبنان، تجدّدت الغارات على منطقة النبطية بعد تحذير من الجيش الإسرائيلي للسكان للإخلاء.

وأوردت الوكالة الوطنية أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف حيين في النبطية، مضيفة أن الغارات طالت مبنى في المدينة وآخر على طريق يؤدي إليها.

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق نحو 120 مقذوفا عبر الحدود. فيما أفاد الحزب عن استهداف مواقع عسكرية وبلدات في الداخل الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات.

وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة بعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023. وبعدما أضعفت حماس في القطاع، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها العسكرية الى الجبهة الشمالية مع الحزب، وكثفت غاراتها اعتبارا من 23 سبتمبر، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية.

وقتل 3050 شخصا على الأقل في لبنان منذ بدء التصعيد قبل أكثر من عام، بحسب احصاءات وزارة الصحة اللبنانية. وأفاد الوزير فراس الأبيض وكالة فرانس برس الأربعاء بأن أكثر من 2600 شخص غالبيتهم من المدنيين، قتلوا منذ 23 سبتمبر.