نصرالله قتل بغارة إسرائيلية في الضاحية
نصرالله قتل بغارة إسرائيلية في الضاحية

أعلن حزب الله اللبناني، السبت، في بيان مقتل أمينه العام حسن نصر الله، بعد فترة وجيزة من تأكيد إسرائيل أنه قتل في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة، الجمعة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل نصر الله، وقادة آخرين، بغارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش "قضى على نصر الله، وعلى المسؤول، علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة."

وأضاف "لقد أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية".

وتابع "لقد نفذت الغارة في الوقت الذي تواجدت فيه قيادة حزب الله داخل المقر".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي: "هذا ليس آخر ما في جعبتنا.. الرسالة بسيطة.. أي شخص يهدد مواطني إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه".

وشنت إسرائيل غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان، السبت، بعد أن نفذت الجمعة هجوما كبيرا على مقر القيادة المركزي لحزب الله.

وقال شهود لرويترز إنهم سمعوا أصوات أكثر من 20 ضربة جوية قبل فجر السبت وعددا آخر بعد شروق الشمس. وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد في سماء الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله.

وفر آلاف السكان من الضاحية منذ وقوع الهجوم، الجمعة، وتجمعوا في الساحات والمتنزهات والأرصفة في وسط بيروت والمناطق المطلة على البحر.

ودمرت الغارات الإسرائيلية على مقر حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية المكتظة بالسكان 6 أبنية تماما، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن الجيش "نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي" لحزب الله في الضاحية.

وبحسب هغاري فإن المقر "موجود تحت مبان سكنية في قلب الضاحية".

وكان نصر الله يقود حزب الله منذ عشرات السنين، وأشرف على تحوله إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي، وصار أحد أبرز الشخصيات العربية وذلك بدعم من إيران.

ويثني مؤيدو نصر الله على وقوفه في وجه إسرائيل وتحديه للولايات المتحدة. أما في نظر خصومه، فهو زعيم منظمة إرهابية وأحد الوكلاء الذين يستخدمهم النظام الشيعي الإيراني في صراعه على النفوذ في الشرق الأوسط.

وتجلى نفوذه الإقليمي منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل حزب الله على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان "إسنادا" لحليفته حركة حماس، وحذت حذوه جماعات يمنية وعراقية ضمن "محور المقاومة".

وقال نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس خلال جنازة القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية "إننا أمام معركة كبرى".

غير أنه عندما أصيب الآلاف وقتل العشرات من أعضاء حزب الله نتيجة انفجار أجهزة اتصالات في هجوم إسرائيلي على ما يبدو الأسبوع الماضي، بدأت دفة المعركة تتحول ضد الجماعة.

وفي رده على الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات، تعهد نصر الله في كلمة ألقاها في التاسع عشر من سبتمبر بمعاقبة إسرائيل.

وقال "هذا ‏حساب سيأتي، طبيعته وحجمه وكيف وأين؟ هذا بالتأكيد ما سنحتفظ به لأنفسنا وفي ‏أضيق دائرة حتى في أنفسنا".

ولم يوجه أية كلمة منذ ذلك الحين.

في غضون ذلك، صعدت إسرائيل حدة هجماتها بشكل كبير، إذ قتلت عددا من كبار قادة حزب الله في ضربات موجهة، ومضت في قصف مكثف لمناطق تسيطر عليها الجماعة في لبنان، مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

وحتى خصومه يقرون بأنه خطيب مفوه يتمتع بكاريزما ويتابع خطبه الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وفقا لرويترز.

الأمين العام منذ 1992

وصار نصر الله أمينا عاما لحزب الله في 1992 بينما كان في الخامسة والثلاثين فقط، وأصبح الرمز المعروف للجماعة التي كانت يوما كيانا غامضا أسسه الحرس الثوري الإيراني في 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقتلت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيما للجماعة عندما نجح مقاتلوها في نهاية المطاف في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما.

وقد شكل الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير زعامته. فقد أعلن "النصر الإلهي" في عام 2006 بعد أن خاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل، وفاز باحترام العديد من المواطنين العرب الذين شبوا وهم يرون إسرائيل تلحق الهزيمة بجيوش عربية.

لكنه أصبح شخصية مثيرة للانقسام بشكل متزايد في لبنان والعالم العربي مع اتساع منطقة عمليات حزب الله لتمتد إلى سوريا وخارجها، مما يعكس الصراع المتصاعد بين إيران الشيعية والدول العربية السنية المتحالفة مع الولايات المتحدة في الخليج، وفقا لرويترز.

وقبل أن يتولى قيادة الجماعة، كان يقضي الليالي مع مقاتلي الجبهة الأمامية الذين يقاتلون جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقُتل ابنه الشاب هادي، في معركة عام 1997، وهي الخسارة التي منحته مكانته بين القاعدة الشيعية في لبنان.

خطة منذ وقت طويل

وقال هاليفي إن الجيش خطط للضربة على الضاحية الجنوبية "منذ وقت طويل".

وأوضح "تم التحضير لهذا الهجوم منذ وقت طويل، وتنفيذه في اللحظة المناسبة بقدر كبير من الدقة، والآن نمضي قدما في التحضير المتأني للخطوات المقبلة".

وتابع "أود التشديد مجددا في نهاية المطاف على أننا في جهوزية تامة على كل جبهاتنا. على جميع قواتنا أن تضمن مزامنة كاملة وجهوزية تامة، بما في ذلك بالتنسيق مع أجهزة أخرى".

دبابات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان - رويترز
دبابات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان - رويترز

في الوقت الذي تجاوزت فيه الهدنة المبرمة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أسبوعا، لا تزال عمليات الجيش الإسرائيلي مستمرة في جنوب لبنان، فيما يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بخرق الهدنة الهشة. 

وأفاد مصدر أمني، الخميس، بأن الجيش الإسرائيلي "فجّر منازل في بلدة يارون اللبنانية الحدودية، واستهدف بلدات جنوبية أخرى بالقصف المدفعي، مع تحليق للطائرات المسيّرة".

وأشارت مراسلة الحرة، إلى أن المصدر الأمني "اتهم الجيش الإسرائيلي بخرق الهدنة، في ظل تنفيذ أيضا عمليات توغل في عيترون والخيام في الجنوب، بجانب منع السكان من العودة إلى بلداتهم الحدودية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، "العثور على العديد من الوسائل القتالية، وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية" في بلدات حدودية جنوبي لبنان.

وأضاف في بيان أنه "تم تدمير بنية تحتية تحت أرضية، وتصفية مخربين مسلحين وإزالة التهديدات في المنطقة".

كما دعا الجيش في بيان آخر، سكان بلدات وقرى جنوبية في لبنان، إلى عدم العودة، و"إلا فإنهم يعرضون حياتهم للخطر".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأربعاء، أنه يواصل "العمل ضد أنشطة حزب الله التي تشكل تهديدا.. وتنتهك التفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

وأشار إلى أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت "منصة إطلاق تم رصدها في منطقة مجدل زون"، بجانب تدمير "وسائل قتالية تم العثور عليها في مناطق الخيام الصوانة وعيترون في جنوب لبنان".

وأكد الجيش أنه "ملتزم بتفاهمات وقف إطلاق النار، ومنتشر في منطقة جنوب لبنان ويعمل ضد أي تهديد يعرض دولة إسرائيل للخطر".

يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الاجتماع الأول للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، المقرر عقده في منطقة راس الناقورة، السبت.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، قد أعلن، الأربعاء، انعقاد جلسة لمجلس الوزراء صباح السبت، في مدينة صور، بحضور قائد الجيش، الذي سيطلع الوزراء على تفاصيل خطة انتشار الجيش في الجنوب"، وفق معلومات للحرة.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الإثنين، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في لبنان "تمثل خرقاً فاضحاً لبنود الاتفاق".

وذكر في بيان، أن تحركات القوات الإسرائيلية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، "ليست من ضمن بنود الاتفاق"، مضيفا: "نسأل اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق، أين هي من هذه الخروقات والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقاً".

معارك ما بعد الهدنة.. تحذيرات إسرائيلية ومخاوف من "الحرب المفتوحة"
وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسالة تحذيرية إلى الحكومة اللبنانية من "تبعات" إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وقال خلال جولة أجراها في الحدود الشمالية، الثلاثاء، "إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك استثناء لدولة لبنان".

فيما أكدت إسرائيل، الإثنين، أن حزب الله أطلق قذائف صاروخية على شمال البلاد، وذلك بعدما أعلن التنظيم شن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي، ردا على "خروقات" لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن حزب الله "أطلق قذيفتين صاروخيتين باتجاه منطقة جبل دوف، في شمال إسرائيل، سقطتا في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات".

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها جماعة حزب الله، إطلاق هجمات على إسرائيل منذ سريان وقف إطلاق النار، قبل أكثر من أسبوع.