من الغارات الإسرائيلية على لبنان.. الأحد 29 سبتمبر
من الغارات الإسرائيلية على لبنان.. الأحد 29 سبتمبر

أغار الطيران الإسرائيلي، الأحد، على مدينة عين الدلب، شرق صيدا في جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط 24 قتيلا و29 إصابة بحسب حصيلة أولية، صدرت عن وزارة الصحة اللبنانية، فيما أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 47 قتيلا و63 جريحا في منطقة البقاع، بحصيلة غير نهائية.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الطائرات الاسرائيلية أغارت عصر اليوم على 3 دفعات على مجمع سكني يبعد مسافة 400 متر عن مدخل مستشفى الشيخ راغب حرب، في قرية تول في قضاء النبطية وألحقت به دمارا.

والأحد، وجهت إسرائيل المزيد من الضربات لأهداف في لبنان، كما شن حزب الله هجمات جديدة بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله ومجموعة من كبار قيادييه وسط حملة عسكرية متصاعدة.

وقال مصدران أمنيان لوكالة رويترز  إن غارة إسرائيلية على سهل البقاع، اليوم، أودت بحياة القيادي البارز في الجماعة الإسلامية، محمد دحروج.

وكانت الهجمات السريعة والمتتابعة ضربات صادمة لحزب الله بعد مرور نحو عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود. 

وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل الكثير من قيادات الجماعة اللبنانية مما كشف عن ثغرات أمنية قاتلة. 

وبعد مقتل نصر الله في ضربة جوية ضخمة على بيروت، الجمعة، أطلق حزب الله زخات جديدة من الصواريخ على إسرائيل، بينما توعدت إيران بالثأر لمقتله.

وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة.

لبنان يعيش حالات متكررة من الشغور الرئاسي بسبب خلافات سياسية
لبنان يعيش حالات متكررة من الشغور الرئاسي بسبب خلافات سياسية

قال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض يحاول استغلال الضربات الإسرائيلية القوية التي وُجهت إلى جماعة حزب الله اللبنانية، للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد نحو عامين من خلو المنصب بسبب خلافات سياسية.

وأشار المسؤولون إلى أنه مع مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ووصول الجماعة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، إلى أضعف حالاتها منذ سنوات، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن هناك "فرصة" حاليا لتقليص نفوذها على النظام السياسي في لبنان، وانتخاب رئيس جديد، ليس حليفًا للميليشيا الشيعية المدعومة من إيران.

ولم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق من الموقع الأميركي.

وأوضح أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض "يرى الوضع في لبنان بمثابة فرصة لكسر الجمود بشأن انتخاب رئيس لبناني، ويعتقد أنه يجب أن تكون تلك الخطوة على رأس الأوليات، حتى قبل الدفع نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله".

ولفت المسؤولون إلى أن الأولوية تتمثل في "انتخاب رئيس، ثم التوصل عبر الدبلوماسية إلى حل للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية على أساس قرار الأمم المتحدة الصادر بعد حرب لبنان عام 2006 وتنفيذه بالكامل، ويتبع ذلك تعيين رئيس للوزراء" في البلد الذي يعاني اقتصاديا.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون، في نهاية أكتوبر ٢٠٢٢، فشل البرلمان في انتخاب رئيس، في وقت لا يحظى فيه أي فريق سياسي بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب، في ظل  انقسام سياسي بين حزب الله وخصومه.

وفي عام 2016، وصل عون إلى رئاسة لبنان استنادا إلى تسوية سياسية بين حزب الله وخصومه، وذلك بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي.

وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربا من الهجمات الإسرائيلية بحوالي 1.2 مليون شخص، يفترش عدد كبير منهم الشوارع في عدة مناطق ببيروت.

وأطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، مطلع الشهر الجاري، نداء إنسانيا عاجلا بقيمة 426 مليون دولار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح جراء الغارات الإسرائيلية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت، الخميس، تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو (33.1 مليون دولار) للبنان.

ويأتي هذا المبلغ بالإضافة إلى 10 ملايين يورو (حوالي 11 مليون دولار) أُعلن عنها بالفعل في 29 سبتمبر، مما يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للبنان إلى أكثر من 104 ملايين يورو هذا العام.

ويثير التصعيد العسكري بين إسرائيل من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى، مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس (المصنفة إرهابية بأميركا ودول أخرى) في غزة.