غارات إسرائيلية متواصلة ومكثفة على مناطق متفرقة في لبنان
الغارات الإسرائيلية خلفت دمارا في الضاحية الجنوبية في لبنان

تسارعت الاستعدادات الدولية لإجلاء الرعايا من لبنان مع تصاعد التوترات الأمنية وبدء الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد أهداف تابعة لحزب الله على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث اتخذت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا إجراءات لتأمين سلامة مواطنيها.

وأعلنت بريطانيا وكندا وفرنسا، الاثنين، خطوات عاجلة لإجلاء رعاياها من لبنان وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وجاء ذلك في أعقاب بدء الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد أهداف تابعة لحزب الله على الحدود بين البلدين.

وأكدت بريطانيا أنها استأجرت رحلة جوية تجارية لإجلاء رعاياها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث أوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن الأولوية ستكون للمواطنين الضعفاء.

وصرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بأن "سلامة المواطنين البريطانيين في لبنان تظل أولويتنا الأولى"، داعيا إياهم لمغادرة البلاد نظرا لعدم ضمان إمكانية إجلائهم في وقت لاحق.

وفي كندا، أعلنت وزيرة الخارجية، ميلاني جولي، عبر منصة إكس أن الحكومة الكندية حجزت 800 مقعد على رحلات تجارية لمساعدة مواطنيها على مغادرة لبنان بشكل أسرع، وأشارت إلى أن الوضع الأمني أصبح "أكثر خطورة وتقلّباً". وأوضحت أن هناك نحو 45 ألف كندي في لبنان، وأن الرحلات الأولى ستبدأ يوم الثلاثاء.

كما أرسلت فرنسا حاملة مروحيات برمائية إلى سواحل لبنان "احترازيا" استعدادا لاحتمال تنفيذ عملية إجلاء. ووفقا لهيئة الأركان العامة الفرنسية، فإن السفينة التي ستستغرق "5 إلى 6 أيام" للوصول إلى المنطقة، مجهزة بمروحيات ومجموعة قتالية لدعم الإجلاء إن لزم الأمر.

ويأتي ذلك في وقت توقفت فيه غالبية شركات الطيران عن تسيير رحلاتها من وإلى بيروت، بينما تستعد الجيوش البريطانية والكندية والفرنسية لاتخاذ تدابير إضافية لضمان سلامة مواطنيها في ظل التدهور المستمر للوضع الأمني في المنطقة.

وبدأ الجيش  الإسرائيلي عملية برية "محددة الهدف والدقة" ضد أهداف تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة جنوب لبنان، وذلك بناء على قرار المستوى السياسي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي،  في بيان فجر الثلاثاء، إن العملية تستهدف البنى التحتية للحزب في عدد من القرى القريبة من الحدود، "والتي تشكل تهديدا فوريا وحقيقيا" للبلدات الإسرائيلية في الشمال.

والعملية تأتي وفق خطة أعدتها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، حيث تدربت القوات على تنفيذها على مدار الأشهر الأخيرة، وفق البيان.

وتشمل العملية القوات البرية المدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو وقصف مدفعي "يستهدف الأهداف العسكرية بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة".

وتُنفذ هذه الحملة، التي أُطلق عليها اسم "سهام الشمال"، وفقا "لقرار المستوى السياسي وبناء على تقييم الوضع الأمني المتوازي مع القتال في غزة وجبهات أخرى"، وفق المتحدث الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي "يواصل العمل لتحقيق أهدافه وحماية مواطني دولة إسرائيل".

قصف إسرائيلي متواصل على عدة مناطق في لبنان
قصف إسرائيلي متواصل على عدة مناطق في لبنان

يستمر القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن الجيش اللبناني مقتل عنصر في حدى تلك الغارات بينما دوت صافرات الإنذار عبر عدة أجزاء من إسرائيل.

وشنت إسرائيل غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، صباح السبت، مستهدفة أطراف بلدة زفتا في قضاء النبطية وبلدة الغسّانية في قضاء صيدا، حسبما نقلت مراسلة "الحرة" في بيروت.

وأفادت المراسلة بوقوع غارة إسرائيلية على بلدة الخيام في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، وقصف مدفعي على سهل الخيام وبلدتي ميس الجبل ومحيبيب جنوبي لبنان.

ووفقا لبيان صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة اللبناني، أسفرت الغارات الإسرائيلية، مساء الجمعة، على البيسارية وأنصارية في قضاء صيدا عن سقوط 6 قتلى و11 جريحا، إضافة إلى قتيل في الغازية وجريح في عدلون، بحسب ما نقلته مراسلة "الحرة".

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، عن "مقتل العريف، جعفر شيت، بتاريخ 11 /10 /2024 (الجمعة) جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مركزا للجيش اللبناني في بلدة كفرا" جنوب لبنان.

ودوت صفارات الإنذار، فجر السبت، في عدد من المناطق الحدودية شمالي إسرائيل جراء إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية.

ونقل مراسل "الحرة" في القدس عن الجيش الإسرائيلي قوله، السبت "في أعقاب الإنذارات التي أُطلقت في منطقة الجليل الأوسط، تمكنت قوات سلاح الجو من اعتراض قذيفة صاروخية بنجاح عبرت إلى داخل البلاد من لبنان".

وفي ليل الجمعة السبت، اعترض الجيش الإسرائيلي مسيّرة أطلقت من لبنان نحو وسط إسرائيل، فيما أصابت الثانية مبنى في مدينة هرتسليا دون وقوع إصابات.

وفي حادثة منفصلة، اخترقت طائرة مسيرة الأجواء الإسرائيلية قادمة من سوريا وسقطت في منطقة مفتوحة شمال هضبة الجولان. ولم تسجل أي إصابات، وفق ما ذكره مراسل "الحرة".

واتهم الجيش في بيان، السبت، حزب اللهباستخدام "سيارات الإسعاف لنقل مسلحين وأسلحة"، ودعا "الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله"، وقال إنه "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين بغض النظر عن نوعها".

في المقابل، أعلن حزب الله عن سلسلة من الهجمات على مواقع إسرائيلية، بما في ذلك استهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين في موقع الجرداح وثكنة زرعيت، وقصف قاعدة سوما في الجولان.

كما أفاد الحزب المصنف منظمة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى، باستهداف قاعدة "7200" جنوب مدينة حيفا ومصنع المواد المتفجرة فيها، بصواريخ وصفها بـ"النوعية".

وأصدر حزب الله للمرة الأولى تحذيرات للإسرائيليين بالحدود، مدعيا أن الجيش الإسرائيلي يستخدم منازلهم كمراكز تجمع للضباط والجنود.

وحذر الحزب من التواجد بالقرب من هذه التجمعات العسكرية، معتبرا إياها أهدافا مشروعة لقواته الصاروخية والجوية.

ومنذ 23 سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، وقتلت الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.

ومنذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 2100 شخص في لبنان، بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.

وسجلت الأمم المتحدة حوالى 700 ألف نازح داخل لبنان، مع فرار نحو 400 ألف شخص، معظمهم سوريون، إلى سوريا.