اطفال نازحون في لبنان
اطفال نازحون في لبنان

قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عدد الأطفال النازحين في لبنان، منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قبل عام بأكثر من 300 ألف طفل، فرّ الجزء الأكبر منهم على وقع الغارات الكثيفة المستمرة منذ الأسبوع الماضي.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، في بيان اليوم الثلاثاء: "يقلقني بشدة التدهور السريع في الوضع الإنساني في لبنان. فخلال الأسبوع الماضي قُتل ما لا يقل عن 80 طفلا في الهجمات، وأُصيب مئات آخرون. ووفق التقارير الحكومية، ارتفع عدد المهجّرين بسبب العنف إلى أكثر من مليون شخص منهم أكثر من 300 ألف طفل".



وبحسب البيان، يعيش آلاف الأطفال والأسر الآن في الشوارع أو في مراكز الإيواء، العديد منهم فرّوا من منازلهم دون أي من مستلزماتهم الأساسية أو ممتلكاتهم "وتزداد الظروف الإنسانية سوءاً مع الوقت".

وأشارت راسل إلى الخدمات المادية والمعنوية التي تقدمها المنظمة الأممية للنازحين في لبنان، مستدركة "ولكن، مع تصاعد العنف، تتصاعد أيضاً الاحتياجات الإنسانية، وأي هجوم بري أو تصعيد إضافي في لبنان سيجعل الوضع الكارثي الحالي للأطفال أسوأ. ويجب تجنب ذلك بأي ثمن".

وأطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، الثلاثاء، نداء إنسانياً عاجلاً بقيمة 426 مليون دولار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح تشرّدوا من بيوتهم من جرّاء الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق عدة في لبنان، خصوصاً جنوب البلاد.

ووفق إحصاءات رسمية لبنانية، قُتل نحو 1100 شخص وتم تشريد نحو مليون شخص منذ التصعيد الإسرائيلي مع حزب الله، الذي بدأ الاثنين الماضي.

ويهدف الجيش الإسرائيلي من خلال الحملة العسكرية التي دخلت مرحلة جديدة، ليلة أمس الاثنين، بتوغل بري، إلى  إعادة قرابة 70 ألف نازح إسرائيلي لبلداتهم في الشمال، قرب المنطقة الحدودية مع لبنان.

وقبل بدء الاجتياح البريّ الإسرائيلي لجنوب لبنان، أعلنت 3 بلدات مناطق عسكرية مغلقة في الشمال، وحذر الجيش المواطنين من الاقتراب منها.

دخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية في جنوب لبنان
تشمل دخولا بريا.. إسرائيل "تصادق" على المرحلة الثانية من العمليات في لبنان
صادق مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" على المرحلة التالية من الحرب ضد حزب الله في لبنان، والتي من المفترض أن تكون الهجوم البري، وفق ما نقلت هيئة البث ووسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين.

ونقلت وكالة الإعلام الوطنية اللبنانية، الثلاثاء، بياناً للنائب ملحم الحجيري، ناشد فيه اللجنة الوطنية لإدارة ومواجهة الأزمات والكوارث "التدخل السريع لتوفير المستلزمات الضرورية للنازحين ووضع حد لممارسة فوضوية واستنسابية تلجأ إليها جهات إغاثية"، على حدّ تعبيره.

وقال الحجيري إن هناك عراقيل وعقبات تعتري عمل إغاثة النازحين "فالمساعدات والتقديمات غير كافية وما يتم تأمينه هو قليل جداً مما هو مطلوب".

وقال المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الاثنين، إن 100 ألف شخص نزحوا في لبنان هذا الأسبوع، مما يرفع إجمالي عدد النازحين في البلاد إلى أكثر من 200 ألف.

وأضاف غراندي أن أكثر من 50 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا، وسط تصاعد الغارات الجوية على لبنان.

وبالإضافة للنازحين داخل لبنان، قدرت مفوضية اللاجئين عدد الذين عبروا من لبنان إلى سوريا بأكثر من 100 ألف بينهم سوريون كانوا لاجئين في لبنان.

كذلك فرّ الآلاف من لبنان إلى دول مجاورة في بداية التصعيد، قبل أن توقف شركات طيران عديدة رحلاتها، لكن لا توجد إحصائية رسمية بأعدادهم. 

ونشرت وسائل إعلام عراقية محلية، الثلاثاء، بيانا لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يفيد أن بلادهم استقبلت الدفعة الثانية من العائلات اللبنانية وعددهم 262 فرداً، وصلوا عن طريق منفذ القائم الحدودي في محافظة الأنبار، فيما كان عدد اللبنانيين الذين وصلوا في الدفعة الأولى 144 فرداً.

من بين اللبنانيين الذين وصلوا العراق خلال الأيام الماضية، كان هناك أكثر من 50 جريحاً، تم نقلهم لمستشفيات في محافظة كربلاء.

وقالت الوزارة "استنادا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، واصلت كوادر الوزارة استقبال العوائل اللبنانية القادمة إلى العراق" بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. 

وكان العراق أول دولة تعلن استعدادها استقبال لبنانيين ومنحهم تأشيرات دخول مجانية وتأمين جميع مستلزمات الإقامة في الفنادق لهم.

لاجئون سوريون فروا من قرى جنوب لبنان إلى مدينة صيدا بتاريخ 1 سبتمبر 2024
لبنان.. "نداء عاجل" لجمع 426 مليون دولار للمساعدات الإنسانية
أطلق كل من رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، عمران رضا، الثلاثاء، نداء عاجلا لجمع 426 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين والنازحين جراء التطورات الأخيرة.

واليوم الثلاثاء، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالي 30 بلدة "فوراً"، بعد ساعات على إعلانه بدء عملية برية ضد حزب الله في هذه المنطقة، بحسب ما قالت وكالة فرانس برس.

وكتب الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس أنهم "لا يريدون المساس" بالمواطنين اللبنانيين و"من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورا"، متوجها إلى سكان 26 قرية محددة.

وأضاف: "عليكم التوجه فورا إلى شمال نهر الأولي، أنقذوا حياتكم وقوموا بإخلاء بيوتكم فورا".

وأصدرت إسرائيل خلال اليومين الماضيين توجيهات لسكان عدد من الأحياء في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت وجنوب لبنان والبقاع، وتسبب ذلك في موجات نزوح من جنوبي البلاد وسط غارات إسرائيلية مكثفة.

قصف إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة في لبنان
قصف إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة في لبنان

يستمر القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت أعلن فيه حزب الله استهداف قاعدة جنوب حيفا في حين دوت صافرات الإنذار عبر عدة أجزاء من إسرائيل.

وشنت إسرائيل غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، صباح السبت، مستهدفة أطراف بلدة زفتا في قضاء النبطية وبلدة الغسّانية في قضاء صيدا، حسبما نقلت مراسلة "الحرة" في بيروت.

وأفادت المراسلة بوقوع غارة إسرائيلية على بلدة الخيام في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، وقصف مدفعي على سهل الخيام وبلدتي ميس الجبل ومحيبيب جنوبي لبنان.

ووفقا لبيان صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة اللبناني، أسفرت الغارات الإسرائيلية، مساء الجمعة، على البيسارية وأنصارية في قضاء صيدا عن سقوط 6 قتلى و11 جريحا، إضافة إلى قتيل في الغازية وجريح في عدلون، بحسب ما نقلته مراسلة "الحرة".

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، عن "مقتل العريف، جعفر شيت، بتاريخ 11 /10 /2024 (الجمعة) جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مركزا للجيش اللبناني في بلدة كفرا" جنوب لبنان.

ودوت صفارات الإنذار، فجر السبت، في عدد من المناطق الحدودية شمالي إسرائيل جراء إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية.
 
ونقل مراسل "الحرة" في القدس عن الجيش الإسرائيلي قوله، السبت "في أعقاب الإنذارات التي أُطلقت في منطقة الجليل الأوسط، تمكنت قوات سلاح الجو من اعتراض قذيفة صاروخية بنجاح عبرت إلى داخل البلاد من لبنان".
 
وفي ليل الجمعة السبت، اعترض الجيش الإسرائيلي مسيّرة أطلقت من لبنان نحو وسط إسرائيل، فيما أصابت الثانية مبنى في مدينة هرتسليا دون وقوع إصابات.
 
وفي حادثة منفصلة، اخترقت طائرة مسيرة الأجواء الإسرائيلية قادمة من سوريا وسقطت في منطقة مفتوحة شمال هضبة الجولان. ولم تسجل أي إصابات، وفق ما ذكره مراسل "الحرة".
 
واتهم الجيش في بيان، السبت، حزب اللهباستخدام "سيارات الإسعاف لنقل مسلحين وأسلحة"، ودعا "الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله"، وقال إنه "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين بغض النظر عن نوعها".

في المقابل، أعلن حزب الله عن سلسلة من الهجمات على مواقع إسرائيلية، بما في ذلك استهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين في موقع الجرداح وثكنة زرعيت، وقصف قاعدة سوما في الجولان.

كما أفاد الحزب المصنف منظمة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى، باستهداف قاعدة "7200" جنوب مدينة حيفا ومصنع المواد المتفجرة فيها، بصواريخ وصفها بـ"النوعية".

وأصدر حزب الله للمرة الأولى تحذيرات للإسرائيليين بالحدود، مدعيا أن الجيش الإسرائيلي يستخدم منازلهم كمراكز تجمع للضباط والجنود.

وحذر الحزب من التواجد بالقرب من هذه التجمعات العسكرية، معتبرا إياها أهدافا مشروعة لقواته الصاروخية والجوية.

ومنذ 23 سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، وقتلت الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.

ومنذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 2100 شخص في لبنان، بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.

وسجلت الأمم المتحدة حوالى 700 ألف نازح داخل لبنان، مع فرار نحو 400 ألف شخص، معظمهم سوريون، إلى سوريا.