Aftermath of an Israeli strike at Lebanon's Masnaa border crossing with Syria
ضربة إسرائيلية استهدفت أراض لبنانية قرب معبر المصنع مع سوريا.

الغارة الجوية التي وقعت قرب معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا وأدت إلى قطع الطريق الدولي الخميس، لم تكن مفاجئة كثيرا بالنظر إلى ما سبقها من تهديدات واتهامات وجهها الجيش الإسرائيلي لحزب الله، قائلا إن الجماعة المدعومة من إيران تستخدم الممر المدني والحيوي "لتمرير وسائل قتالية".

وتأتي أيضا ضمن استراتيجية أوسع بدت ملامحها واضحة قبل أسبوع، عندما بدأت إسرائيل باستهداف المناطق الواقعة في محيط المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، مدعيةً أن الهدف من وراء ذلك إحباط عمليات تهريب الأسلحة و"وسائل قتالية" لحزب الله.

معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا
"يستخدمه مئات الآلاف للفرار".. غارة إسرائيلية تقطع طريقا دوليا بين لبنان وسوريا
قال وزير النقل اللبناني، علي حمية، لرويترز إن ضربة إسرائيلية، صباح الجمعة، قرب معبر المصنع الحدودي مع سوريا، مما أدى إلى قطع طريق يسلكه مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من القصف الإسرائيلي، في الأيام الماضية.

ووفقا لخبراء ومراقبين من مختلف الأطراف تحدث إليهم موقع "الحرة"، فإن تلك الاستراتيجية ترتبط في الأساس بمحاولة إسرائيلية من أجل "فرض طوق عسكري وأمني" على حزب الله اللبناني.

ويقولون من جانب آخر إنها (الاستراتيجية الجديدة) لا تقتصر على البر فقط، بل تمتد خيوطها باتجاه الجو أيضا، وهو ما بدا مؤخرا عندما منعت إسرائيل هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت.

ومنذ بدء الحملة الإسرائيلية على جنوب لبنان فر الآلاف من اللبنانيين والسوريين باتجاه سوريا وعبر نقطة المصنع الحدودية. وفي أعقاب القصف الذي طال الطريق الدولي من الجانب اللبناني أظهرت تسجيلات مصورة كيف أنهم اضطروا للعبور مشيا على الأقدام.

وقال وزير النقل اللبناني، علي حمية لوكالة "رويترز"، صباح الجمعة، إن الضربة وقعت بعد المعبر الحدودي (المصنع) مباشرة، لكنها داخل الأراضي اللبنانية. وذكر أنها أحدثت حفرة بعرض 4 أمتار، وهو ما لم تعلق عليه إسرائيل حتى الآن.

لكن في وقت سابق من، أمس الخميس، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن المصنع "أصبح المعبر الرئيسي الذي ينقل حزب الله من خلاله الوسائل القتالية"، مضيفا أن ذلك جاء "بعد استهداف محاور التهريب الحدودية".

كما أشار أدرعي إلى أن "حزب الله وبعد قصف معابره الحدودية يحاول على مدار الأسبوع الأخير تنفيذ من خلال الوحدة 4400 عمليات نقل وتهريب الوسائل القتالية الحساسة، منها الوسائل القتالية البرية والوسائل القتالية المخصصة لجبهة جنوب لبنان".

لماذا العين على المعابر؟

وتتوزع النشاطات الحربية الإسرائيلية بلبنان على 4 ساحات هي الضاحية والبقاع والمعابر والمناطق الواقعة جنوب البلاد، كما أفاد مصدر خاص لـ"الحرة"، مضيفا الجمعة أن الهجوم الذي استهدف منطقة المصنع جاء بعد أن رصدت إسرائيل "محاولة تهريب من سوريا إلى لبنان".

وطالما ربطت وسائل إعلام عبرية على مدى السنوات الماضية القصف الذي تنفذه إسرائيل في سوريا وعلى المناطق الحدودية مع لبنان بـ"إحباط محاولات تهريب الأسلحة" لحزب الله اللبناني.

ولم يكن الطريق البري الوحيد الذي حاولت إسرائيل إحباطه، بل توسعت الدائرة لأكثر من مرة لتصل إلى نقطة ضرب شحنات أسلحة وصلت عبر سوريا، من خلال البحر والجو.

ويعتقد فرزين نديمي، وهو زميل بارز في معهد واشنطن ومحلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية، أن إسرائيل أصبحت تشعر في الوقت الحالي بقلق متزايد "إزاء الجهود الإيرانية المتسارعة لتزويد حزب الله بالأسلحة والمعدات".

وعلى أساس ما سبق، يشير نديمي في حديثه لموقع "الحرة"، إلى الضربات التي تنفذها إسرائيل بالقرب من المعابر الحدودية، وآخرها المصنع.

كما يضيف أن "الإسرائيليين يشعرون أنهم بحاجة إلى منع ذلك بشكل أكثر فعالية"، قاصدا "محاولات تهريب الأسلحة والوسائل القتالية".

ويبدو للباحث المتخصص في الشأن السوري بمؤسسة "القرن الدولية للبحوث والسياسات الدولية"، سام هيلر، أن "إسرائيل تحاول فرض حصار عسكري على حزب الله، من خلال المعركة الدائرة ولمنع إيصال إمدادات جديدة له".

وفي حين أن طرق الإمداد لدى الحزب كثيرة ولم يعرف حجم ترسانته من الأسلحة سابقا، يوضح هيلر، لموقع "الحرة"، أنه لا يمكن تقييم تأثيرات القصف الإسرائيلي عليها بدقة الآن.

وتسعى إسرائيل، كما يرى ألكسندر لانغلويس الباحث الأميركي والكاتب في مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، من خلال ضرب المواقع القريبة من المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، إلى "قطع جميع طرق التهريب إلى حزب الله".

غياب الخطوط الحمراء

ويأتي ذلك وفقا لحديث الباحث لموقع "الحرة": "تماشيا مع استعداد إسرائيل لتحمل أخطار أكبر"، مشيرا إلى أنها "تستهدف مواقع كانت في السابق محظورة فيما توسّع حربها الجوية الطويلة الأمد ضد محور المقاومة في سوريا ولبنان".

ومن المحتمل أن إسرائيل ترى أن أي خطوط حمراء كانت تواجهها سابقا "لم تعد موجودة".

أو على الأقل لن تأتي بنفس المخاطر، وهذا دفعها إلى تنفيذ ضربة على شحنات أسلحة قرب قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، وفق الباحث لانغلويس.

هل يتأثر حزب الله؟

ويتزامن التركيز العسكري من جانب إسرائيل على المعابر الواصلة بين سوريا ولبنان مع مواصلة جيشها عمليات التوغل البري "المحدودة والمركزة" في جنوب لبنان.

وجاء التوغل بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله بضربة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية يوم الجمعة الماضي، وأسفرت أيضا عن مقتل عدة قادة كبار في الجماعة اللبنانية.

وفي حين أن الجيش الإسرائيلي يقول إن ضرباته قرب المعابر تستهدف إحباط "تهريب وسائل قتالية"، تتزايد الأسئلة عن آثار ذلك على حزب الله، وهو الذي يتلقى دعما عسكريا غير رسمي ومعلن من قبل "الحرس الثوري".

ويوضح الباحث السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، أن ما تفعله إسرائيل بشأن المعابر الحدودية "يهدف إلى استهداف حرية الحركة المرتبطة بالعناصر وشحنات الأسلحة المرتبطة بتعاون إيران مع حزب الله".

ويرى المشهد الحاصل بمثابة" فرض طوق أمني على حزب الله، لمنع تحويل أو نقل الأسلحة إليه".

شتيرن يضيف أيضا لموقع "الحرة" أن "المعابر باتت وبشكل واضح جزءا من المعادلة العسكرية الإسرائيلية".

ويردف أن "الدولة اللبنانية مسؤولة عن ذلك. الرسالة أصبحت واضحة بأنه لا يمكن استخدام البنى التحتية التابعة لها لتحقيق أهداف حزب الله".

ويعتبر الباحث في "معهد واشنطن"، فرزين نديمي، أن "حراسة كامل الحدود اللبنانية السورية الممتدة على مسافة 375 كيلومترا ليست بالمهمة السهلة".

وبدوره يشرح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في لبنان، العميد الركن هشام جابر، أن "الضرر جراء ضرب المعابر سيكون على لبنان وليس على حزب الله، لأن الجماعة كانت أمنت احتياجاتها سابقا.. ولديها إدارة ذاتية".

ويؤكد جابر، في حديثه لموقع "الحرة"، أن "لبنان سيختنق جراء الحالة التي تعيشها المعابر".

ويضيف: "من الخطأ حصر المعركة بين حزب الله وإسرائيل. حزب الله يقاتل إسرائيل لكن المتضرر الأساسي هو لبنان والشعب اللبناني".

"انتصارات تكتيكية"

ولاتزال الطائرات المسيّرة الإسرائيلية تواصل مراقبة الحدود السورية-اللبنانية، في محاولة "لتضييق الخناق على حزب الله، ومنعه من نقل السلاح من سوريا إلى لبنان"، كما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويضيف في تقريره الجمعة أن "هذه الرقابة المشددة هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تتبعها بهدف محاولة شل حركة عمليات نقل السلاح إلى الحزب، خاصة في ظل تصاعد التوترات على الأراضي اللبنانية".

وكان النظام السوري أعلن، يوم الخميس، عن اعتراض دفاعاته الجوية لعدة مسيّرات إسرائيلية في سماء العاصمة دمشق وريفها.

وجاء ذلك بعد يوم واحد من ضربة استهدفت صهر نصر الله حسن جعفر قصير في حي المزة فيلات غربية. وسبق ذلك بيوم واحد أيضا غارة جوية أسفرت عن مقتل 3 مدنيين ومستشار إيراني وقادة من الجماعة اللبنانية في ذات الحي (المزة فيلات).

ولا تعتمد إسرائيل في عمليات المراقبة بسوريا وعلى طول الحدود مع لبنان على المسيّرات الإسرائيلية فحسب، إذ يشير "المرصد السوري" إلى "عملاء يلعبون دورا حاسما في مراقبة أي تحرك للسلاح أو الأفراد الذين يعملون مع الحزب".

ويوضح الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، لانغلويس، أنه "يمكن لإسرائيل أن تحقق انتصارات تكتيكية في هذا الصدد، لكن حملتها ليست مستدامة"، في إشارة إلى فرض "طوق أمني" على المعابر.

ويرى أنه "مع كل يوم تستمر فيه إسرائيل في حملتها المتوسعة والمتهورة فإنها تلحق ضررا بمكانتها الدولية" وضررا أيضا على المدنيين في لبنان وكما فعلت في غزة.

وفيما يتعلق بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران يشكك الباحث في حصول أي تأثيرات كبيرة، بفعل الحملة الإسرائيلية.  

وتعرض حزب الله لأكبر نكسة في تاريخه في الأسابيع الأخيرة.

ولكن باعتباره جماعة إرهابية مرتبطة بشبكة وقادرة على البقاء في وجه استراتيجية قطع الرأس التي تستخدمها إسرائيل، فإنه سيتمكن من إعادة تنظيم صفوفه، بحسب لانغلويس.

وبالمثل، ستتكيف إيران على حد ترجيحاته "مع القواعد الجديدة للحرب الغامضة مع إسرائيل، ولا تزال لديها خيارات للضغط على خصمها، وخاصة من خلال حلفائها من الميليشيات العراقية".

ويتابع الباحث: "باختصار.. نجاحات إسرائيل حتى الآن هي تكتيكية وليست استراتيجية، مما يعني أن التأثيرات على إيران وحزب الله ستكون هامشية على المدى الطويل ما لم تحدث حرب إقليمية شاملة تقلب المنطقة بالكامل".

ماذا لو استمرت حملة المعابر؟

وقبل ضربة معبر المصنع كان الجيش الإسرائيلي قصف، في 26 سبتمبر الماضي، معبر مطربا الحدودي الذي يصل بين الأراضي السورية واللبنانية.

وقال حينها إن الهدف من وراء ذلك "منع نقل وسائل قتالية إلى حزب الله"، مما أسفر عن إصابة 8 موظفين من إدارة الجمارك التابعة للنظام السوري، بحسب وكالة "سانا".

وبالضربات والتهديدات القائمة من جانب إسرائيل تكون صبغت مشهد المعابر الحدودية بمسار أمني وعسكري.

ويخلق ما سبق مخاطر وتداعيات تتعلق بحركة عبور المدنيين من خلالها، والتي لم تتوقف منذ بدء حملة إسرائيل ضد حزب الله في جنوب لبنان.

ويعتبر الباحث السياسي الإسرائيلي، شتيرن أن "الدولة اللبنانية وفي حال أرادت أن تحافظ على حرية التنقل وعبور المواطنين يجب عليها أن تمنع حزب الله من استخدام المعابر لأغراض عسكرية".

ويتابع: "وطالما يستخدم الحزب هذه الأماكن فإن إسرائيل ستقول سنقصفها ولن نسمح بذلك".

وحتى لو كان للتهديدات والضربات تداعيات على لبنان والسكان فيه "تظل المسؤولية مرتبطة بالحكومة اللبنانية"، وفق الباحث الإسرائيلي.

ويوضح الخبير العسكري اللبناني، هشام جابر، أن "الدولة اللبنانية ليس لديها إلا العمل الدبلوماسي مع الدول الصديقة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول العظمى لوقف ما يحصل".

ويضيف: "الدولة ليس لها إلا الجيش اللبناني. وهذا الجيش يُمنع عليه التسليح ويفتقد للكثير من الحاجات".

ومع ذلك يشير جابر إلى أن "الجيش مستعد الذهاب والقيام بواجباته إذا نفذت إسرائيل القرارات الدولية"، وغير ذلك "لن يطلب من حزب الله رفع الراية والاستسلام".

ولا يعتقد جابر أنه "بعد هذه الخسائر والعدوان أن نستسلم ونقول لإسرائيل: تفضلوا.. هذا شيء غير منطقي".

وباتت إسرائيل تتجاوز بوضوح الحدود المفهومة التي حددت الاشتباكات بينها وبين حزب الله، خاصة في الأسابيع الأخيرة، وفقا للباحث الأميركي، لانغلويس.

ويوضح أنه "من منظور إسرائيل، يبدو أن الفكرة هي أنه يمكنها الضغط على حزب الله حتى يستسلم مع تحويل الانتباه بعيدا عن غزة".

والأكثر أهمية من ذلك هو أن "إسرائيل تشعر الآن أنها قادرة على إعادة تعريف الخريطة الجيوسياسية في المنطقة. وقد تم اقتباس أقوال لعدد من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، بشكل مجهول وأحيانا علني، تؤكد ذلك"، بحسب الباحث الأميركي.

ويشرح أن النهج المذكور "يتماشى مع المصلحة العليا لإسرائيل في المخاطرة بعد السابع من أكتوبر، ويعكس أيضا اهتمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الطويل الأمد بإعادة تشكيل ما يعتبره (أخطاء الماضي) مثل الانسحاب من غزة ولبنان وعدم الضغط أكثر على إيران ومحور المقاومة".

تلاميذ في مدرسة خاصة بمنطة مرجعيون اللبنانية - AFP
تلاميذ في مدرسة خاصة بمنطة مرجعيون اللبنانية - AFP

يُرتقب أن تفتح المدارس الرسمية اللبنانية أبوابها لموسم دراسي جديد غدا الإثنين بناء على الدعوة التي أطلقها وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي عقب عرضه خطة أعدّتها الوزارة لانطلاقة العام الدراسي.

هذه الدعوة لاقت تفاعل هيئات تعليمية وأهالي تلاميذ ينتظرون أن يعود أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، استكمالا لدراستهم، في ظل حرب مدمرة تعيشها لبنان.

معاناة متواصلة

لا يكاد الطلاب اللبنانيون ينتهون من معاناة حتى يدخلوا في أخرى، منذ الاحتجاجات الشعبية التي شهدها لبنان عام 2019، مرورًا بوباء كورونا، ووصولا إلى الحرب الدائرة حاليا التي حوّلت كثيرا منهم إلى ضحايا ونازحين.

أم حسام، الوالدة لخمسة أطفال، نازحة من الجنوب إلى إحدى المدارس في صيدا، تستغرب في حديثها لموقع "الحرة" الكلام عن بدء العام الدراسي في ظل الوضع الحالي، والذي خسرت فيه منزلها في القصف.

اضطرت أم حسام إلى إخلاء منزلها مع بدء القصف، ولم تستطع لملمة أي شيء من أغراض العائلة. تقول إنها "لا تفكّر الآن بالتعليم، بل تهتمّ بسلامة أطفالها فقط".

فيما أبو وليد، النازح من منطقة جنوبية أخرى، يقول لموقع "الحرة" إن لديه هاتفًا واحدًا سيضعه بتصرّف ابنه البكر الذي يدرس في الصف الثانوي الأول، لاستكمال تعليمه، "لكن من المستحيل أن يتمكّن من تعليم أطفاله الثلاثة الآخرين، في ظل هذه الظروف وانعدام الإمكانات"، كما يقول.

عودة "خطرة"

التوجس نفسه يعيشه مديرو المدارس ومدرسوها والعاملون بها، فقد أكد مدير مدرسة، رفض الكشف عن اسمه، لموقع "الحرة"، أن الثانوية التي يشرف عليها صارت الآن مركزا لإيواء للنازحين.

يقول إنه أُبلغ قبل يومين من العودة للدراسة بأن وزارة التعليم أمّنت مركزًا آخر للإشراف عليه، ما يعني "استحالة العودة هذا الأسبوع، قبل الاطلاع على المركز الآخر، والبحث في كيفية تأمين المستلزمات اللوجستية كمقاعد التعليم والألواح وغيرها، لكي يتمكن من تطبيق قرار الوزير".

ويؤكد أن "حاله يشبه حال معظم مسؤولي المدارس في المناطق الآمنة غير القادرة على العودة بالتاريخ المحدّد".

ويشكو بعض المعلمين من صعوبات العودة للمدارس باعتبار أنهم نزحوا إلى مناطق بعيدة، ومنهم مَن لم يتمكّن من جمع أغراضه، في ظل ظروف صعبة تعقد خيارات التعليم بما فيها التدريس عن بعد.

ولهذا السبب، دعت رابطة التعليم الثانوي، في بيان، المديرين إلى "التروّي وعدم الضغط على الأساتذة إلى حين وضوح الرؤية لخطة الوزارة، وما لم يستجب الوزير إلى تأجيل بداية العام الدراسي، كما اعتبروا خطّة العودة للدراية "ضبابيّة" و"تعرّضهم للخطر".

وأكدت الرابطة أن المعلمين مستعدون للعودة للفصول الدراسية "عندما تزول الأسباب والهواجس والإجابة عن التساؤلات والاتفاق عليها".

وبيان رابطة التعليم الثانوي جاء متوافقًا مع بيان رابطة التعليم الأساسي التي دعت إلى "الامتناع عن الحضور ريثما يصدر القرار اللازم والواضح بتحديد بدل الإنتاجية وموعد تسديدها للمعلّمين وطالبت بالتأجيل أيضًا لأسباب لوجيستيّة".

أثر الحرب

وكان الوزير عباس الحلبي قد أطلق خطة تربوية في ظل الوضع الأمني الحالي بالبلد، وأعلن بموجبها أن التعليم سيكون لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا، وبمعدل 21 ساعة في الأسبوع، واعتماد التعليم من بعد في المدارس غير الآمنة.

ووفقا للخطة نفسها، سيكون هناك دوامان حضوريان قبل الظهر، وآخر بعد الظهر يمتد لخمسة أيام. ويحق للطالب أن يتسجّل للدراسة عن بعد في مدرسته، أو حضوريًا في إحدى المدارس الأخرى حيث يقيم بعد النزوح.

ووزارة التربية اللبنانية من أكثر القطاعات تأثرًا بالحرب، إذ استنفرت طواقمها لتأمين مراكز إيواء في بدايات المواجهات العسكرية، وهي اليوم تعد خطة لتأمين التعليم في المدارس الرسمية للنازحين وغيرهم.

كما تسعى الوزارة إلى التعاون مع المدارس الخاصة في تأمين بداية عودة دراسية، وتحاول تأمين مستحقات المعلمين، رغم تبعات الحرب.