أثارت كلمة نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، الثلاثاء، تساؤلات بشأن "فصل الربط" بين لبنان وغزة، خاصة وأنه لم يتطرق لشرط الحزب حول الهدنة في القطاع، مقابل وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
ولطالما أكد حزب الله أنه لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار، ما لم تكن هناك هدنة في غزة، أولا.
وقال قاسم في خطاب مصور، الثلاثاء، إن "حزب الله يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وقبل هذا الخطاب كانت هناك مؤشرات من قيادات أخرى، على أن حزب الله قد يغير موقفه.
وقال محمود قماطي القيادي في حزب الله للتلفزيون الرسمي العراقي، الأحد، إن "الجماعة ستكون مستعدة لبدء استكشاف الحلول السياسية، وإنها تأتي بعد وقف العدوان الصهيوني على لبنان"، من دون ذكر غزة.
قال إدوار غابرييل، وهو المدير التنفيذي لمجموعة العمل الأميركي بشأن لبنان في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "فصل الربط بين غزة ولبنان، فكرة جيدة وعلامة إيجابية. لكن لن يكون ذلك منطقياً حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار".
وتوقع غابرييل أن ترحب إسرائيل بفك الارتباط، لأنهما موضوعان مختلفان وحسابات سياسية مختلفة، على حد قوله.
لكن رضوان عقيل، وهو كاتب وباحث سياسي لبناني، أشار إلى أن ما قاله نعيم قاسم "ليس بالجديد".
وتابع في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "نصر الله، ذكر ذلك سابقاً، لكن الأهم الآن هو وقف إطلاق النار، والحديث عن أي شيء قبل ذلك، لا معنى له".
وأضاف: "وافقت لبنان على هدنة لثلاثة أسابيع، لكن نتنياهو تنصل من هذا الاتفاق، والأميركيون لم يمارسوا عليه الضغط المطلوب لتنفيذها".
وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة "حماس" لرويترز إن "أعضاء الحركة لا يزالون واثقين من موقف حزب الله من ربط أي اتفاق بوقف الحرب في غزة".
ونقلت رويترز عن مسؤول في الحكومة اللبنانية "لم تسمه" قوله إن "حزب الله عدل عن موقفه بسبب مجموعة من الضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للأفراد من الدوائر الانتخابية الرئيسية"، حيث يعيش أنصار الجماعة الشيعية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الأيام القليلة الماضية، دعا مشرعون كبار من الطوائف الأخرى في المشهد السياسي اللبناني إلى إصدار قرار لإنهاء القتال لا يربط مستقبل لبنان بحرب غزة.
وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الاثنين: "لن نربط مصيرنا بمصير غزة".
وقال السياسي المسيحي سليمان فرنجية، الحليف المقرب لحزب الله، لصحفيين، الاثنين، إن "الأولوية هي وقف الهجوم الإسرائيلي".
وأضاف: "يجب أن نخرج موحدين في لبنان، والأهم أن يخرج لبنان منتصرا".
ودفع الهجوم الإسرائيلي على حزب الله في لبنان بعض الساسة اللبنانيين إلى القيام بمحاولة جديدة لملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ عامين، في محاولة لإحياء الدولة التي تواجه شللا في مختلف مناحي الحياة بينما تئن تحت وطأة الصراع المتصاعد.