تعرض المقر العام لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في بلدة الناقورة، الثلاثاء، لإصابة بصاروخ، مما أدى إلى اندلاع حريق في ورشة تصليح آليات.
وأصدرت قيادة "اليونيفيل" بياناً أوضحت فيه أن بعض جنود حفظ السلام أصيبوا بجروح طفيفة، مؤكدة عدم تسجيل إصابات خطيرة بينهم، ومشيرة إلى أن الجنود لم يكونوا في الملاجئ وقت وقوع الحادث.
وأضاف البيان أن الصاروخ أطلق من شمال المقر، مرجحة أن يكون مصدره حزب الله، أو إحدى المجموعات التابعة له، مشيرة إلى أنها باشرت تحقيقاً في الحادث.
وذكّرت قيادة اليونيفيل حزب الله وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، مشددة على أن أي هجوم متعمد ضدهم "يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وللقرار 1701".
بيان صحفي:
أصاب صاروخ بعد ظهر اليوم المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، مما أدى إلى اندلاع حريق في ورشة تصليح أليات. لم يكن جنود حفظ السلام في الملاجئ وقت وقوع الحادث. وبينما أصيب بعض جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، فأنه ولحسن الحظ لم يصب أحد بجروح خطيرة. pic.twitter.com/Eyvc3CXUzR— UNIFIL Arabic (@UNIFILArabic) October 29, 2024
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع النمساوية في بيان لها اليوم، أن 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة الهجوم الصاروخي.
وأعربت الوزارة عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم، مطالبة بالتحقيق الفوري في الحادث، موضحة أن مصدر الهجوم لا يزال غير واضح في الوقت الراهن.
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي يتعرض فيها موقع لليونيفيل للقصف، فقد أكد المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تينتي، في تصريحات لقناة "الحرة" بتاريخ 19 أكتوبر، أن العديد من مراكز اليونيفيل تعرضت للاعتداءات، ولا سيما المواقع في بلدة الناقورة.
و"اليونيفيل" قوة تابعة للأمم المتحدة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها. مهمتها الأساسية أيضاً، تنفيذ القرار 1701 الصادر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
ثبات رغم التحديات
وسبق أن طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الأمم المتحدة بإبعاد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان عن "الخطر فورا"، في إشارة إلى موقعها على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يجري تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. واتهم نتانياهو قوة حفظ السلام الدولية بأنها تعمل كدروع بشرية لحزب الله.
لكن القوات الأممية رفضت الانسحاب من مواقعها، واتهمت الجيش الإسرائيلي بتجاوز الخط الأزرق، معتبرة أن وجوده يعرّض جنود حفظ السلام للخطر.
واليوم، أكدت اليونيفيل أن قواتها لا تزال في جميع مواقعها في جنوب لبنان، وتواصل أنشطتها العملياتية مع تكييفها بما يتناسب مع الوضع الراهن، مشيرة إلى أن قوافل الإمداد وعمليات تبديل وحدات اليونيفيل من وإلى لبنان مستمرة كالمعتاد، رغم التحديات.
وفيما يتعلق بما إذا كان مسلحو حزب الله، المصنف إرهابياً في الولايات المتحدة، يتخذون من مراكز القوات الأممية درعاً لهم، أجاب تينتي في حديث لقناة "الحرة"، "لم تصلنا أي تقارير بشأن ذلك، لكن قرب الطرفين من مواقعنا أمر مثير للقلق، فعناصر حزب الله قريبون منا، ونفس الأمر ينطبق على القوات الإسرائيلية".
وأضاف "أحياناً يكونون على بعد بضعة أمتار من مواقعنا، وهذا أمر يثير القلق لدينا من كلا الجانبين، وينبغي تجنب هذا الوضع، لأن أمن وسلامة قوات حفظ السلام الأممية يجب أن تكون لها الأولوية الكبيرة"، مشدداً على أهمية وجود قوات "اليونيفيل" في مواقعها، والذي يأتي بناء على موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي.
ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في 13 أكتوبر، طلب نتانياهو، مؤكداً أنه "يمثل فصلاً جديداً من نهج العدو بعدم الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة".
إدانات للاعتداءات
ودانت وزارة الخارجية الأردنية، الهجوم الذي تعرضت له قوات اليونيفيل، اليوم الثلاثاء، وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة على "ضرورة ضمان أمن القوات الأممية وسلامتها، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان بشكل فوري، وحماية المنطقة من تبعاته التي تدفعها نحو الهاوية".
وأعرب القضاة عن تعاطف المملكة وتضامنها الكامل "مع حكومة وشعب جمهورية النمسا الصديقة، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين".
يذكر أن القرار 1701 صدر عن مجلس الأمن الدولي بهدف إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. وينص القرار على وقف القتال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وانتشار الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل لضمان الأمن والاستقرار.
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت في بيان صادر بتاريخ 21 أكتوبر، أنها "بعد التشاور مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء، تعرب عن خالص شكرها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان (اليونيفيل) وتقديرها العميق للدور الذي تؤديه منذ إنشائها عام 1978، قيادةً وأفراداً من عسكريين وإداريين، في حفظ الأمن والسلم في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى مساهمتها في التنمية في المجتمعات المحلية، مما يساعد في بناء الاستقرار في المنطقة وثبات المواطنين في أرضهم".
كما أضاف البيان أن الوزارة توجهت بالشكر العميق إلى حكومات الدول الصديقة المشاركة في قوات اليونيفيل، "التي لم تدخر جهداً في دعم مهمتها، سواء من خلال إرسال جنود وقوات حفظ سلام أو عبر توفير الدعم اللوجستي والمادي اللازم لضمان نجاح مهمتها". وأكد البيان أن "هذه الدول تتلاقى مع لبنان في الإيمان بمبادئ الأمم المتحدة ودورها في تعزيز السلم والأمن الدوليين".
والاثنين، جدد وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب "ادانته لأي اعتداء على قوات حفظ السلام والعاملين فيها"، وذلك خلال مشاركته في افتتاح أعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزاري لأعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة الإسبانية.