مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحزب الله، يدور الحديث عن مستقبل الحزب، خاصة بعد مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، في سبتمبر الماضي، ومقتل من جاء بعده في هذا المنصب.
هل سيكون حزب الله فاعلا أساسيا في المشهد اللبناني بعد الحرب، أو على الأقل ضمن من يُشكل المشهد، أم أنه سيكون بعيدا عن تمثيل الشيعة في ظل وجود حركة أمل التي ترفع لواء الطائفة أيضا.
يقول الكاتب الناشط السياسيّ هادي مراد لـ"الحرة"، إن "الثنائي الشيعي -حركة أمل وحزب الله- اختزل لسنوات الطائفة الشيعيّة برمتها".
وعلّق مراد على التهديدات التي يتعرّض لها النشطاء المعارضون لحزب الله وحتى الذين أووا أبناء الطائفة الشيعيّة في بيوتهم: "تعرّضتُ للتهديد. بعض عناصر حزب الله يُعطون اللبنانيين شهادات بالوطنيّة، ويهدّدونهم بعدم العودة إلى قراهم بسبب مواقفهم المعارضة للحرب وللحزب".
وتنتشر معلومات بشأن تعرض نشطاء وصحافيين في لبنان إلى تهديدات من عناصر في حزب الله بسبب مواقفهم المعارضة له، فضلاً عن هجمات في مواقع التواصل الاجتماعي، تُخوّن بعض الآراء.
يقول محمد بركات وهو مدير تحرير موقع "أساس ميديا" الإخباري، إن "حزب الله باقٍ بعد الحرب وجمهوره باقٍ، وسيكون لدى حركة أمل الدور الأكبر في العملية الانتقالية للطائفة الشيعية".
ويضيف خلال مقابلة مع "الحرة": "لكن ما سيجري، هو محاولة تغيير سلوك أو وظيفة الشيعة في لبنان، التي ركّزت على القتال". لكنه يتساءل: "هل ستسمح إيران بابتعاد حزب الله عنها والاقتراب الى الدولة اللبنانيّة؟".
ويشير بركات إلى أن "حزب الله بدأ في محاولة إعادة النظر بخطابه السياسيّ، فهو لا يستطيع أن يستمر كما كان، أيّاً كانت نتيحة هذه المعركة العسكريّة".
ويُعتبر حزب الله بالنسبة لإيران، عاموداً فقرياً لنفوذها في المنطقة، ولطالما تحدث المسؤولون في إيران عن استمرار دعمهم له.
ويرى الصحافي، الكاتب السياسي محمد علوش أنه "بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل، سيكون من الخطأ التعامل مع الطائفة الشيعية من منطلق المهزوم في لبنان".
ويضيف في مقابلة مع "الحرة" أن "مرحلة بعد الحرب أخطر من الحرب نفسها، إذا تم التعامل بطريقة سلبية مع الطائفة الشيعية واعتبار أنها هُزمت في هذه الحرب".
أما الكاتب، الباحث السياسيّ علي سبيتي، فرأى خلال استضافته في قناة "الحرة" أن "ما فعلته إسرائيل حتى الآن لا يغيّر المعادلات السياسيّة، فالاجتياح الإسرائيلي على قاعدة 1982 هو فقط ما يغيّر المعادلات، والدليل أن المعارضة تنتظر ماذا سيفعل حزب الله، وهذا دليل على أنه الأقوى".
وعقب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، برز زعيم حركة أمل نبيه بري، كمرجعية سياسية محورية للطائفة الشيعية، لاسيما بعد أن كلفه الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، بقيادة جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، ليعلق بري على ذلك في حديث صحفي بالقول إن "تفويض حزب الله له بالمفاوضات السياسية، ليس جديداً، وإن كان تم تجديد تأكيده".
يذكر أنه في عام 1982، نشأ حزب الله من رحم حركة أمل (التي أسسها موسى الصدر عام 1974)، وذلك بالتزامن مع تولي بري رئاسة الحركة. ومع صعود حزب الله، برزت بين الطرفين توترات متزايدة، إذ رأت حركة أمل في الحزب قوة منافسة تسعى إلى السيطرة على الساحة السياسية والطائفية في لبنان.
وقد أدى هذا التنافس واختلاف الرؤى والأهداف إلى مواجهات مسلحة بينهما خلال ثمانينيات القرن الماضي وذلك في سياق الحرب الأهلية اللبنانية.