جانب من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد عام من الحرب
جانب من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد عام من الحرب

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بالرد "بقوة" على حزب الله اللبناني في حال "لم يلتزم" باتفاق وقف إطلاق قبل دخوله حيز التنفيذ الأربعاء.

يشي تصريح نتنياهو بأن الاتفاق قد يشهد بعض الخروقات أو التعديلات، خاصة وأن الطرفين استمرا في عمليات القصف حتى قبل ساعات من دخوله حيز التفيذ.

ترى الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حنين غدار، أن هناك فرصة لصمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وتقول إن "الجميع، لا يريد استمرارها، خاصة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى الحكم في العشرين من يناير المقبل وعد بإيقاف الحرب".

لكن غدار تعتقد، رغم ذلك، إن فترة الستين يوما ستكون "حساسة للغاية".

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي لبيروت، في إطار مقترح قدمته الولايات المتحدة، ينص على هدنة مدتها 60 يوما لإنهاء أعمال قتالية استمرت لأكثر من عام.

ويرى رئيس المجلس الاستشاري في جامعة ميريلاند الخبير في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط، فرانك مسمار، أن صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان مرهون بتطبيق شروط أساسية، أبرزها "تصفية المنظمات المسلحة، وعلى رأسها حزب الله، وفرض سيطرة الدولة اللبنانية الكاملة".

وشكك مسمار في قدرة الدولة اللبنانية على تحقيق ذلك نظرا لعدم جاهزية الجيش لضبط الحدود، وضعف قدرته على منع تدفق الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

وترى غدار أن المشكلة الأساسية ليست في صمود الاتفاق، بل في قدرة حزب الله على إعادة تسليح نفسه رغم الالتزام بالاتفاق.

وأشارت إلى أن الحزب قد يلتزم بعدم نشر أسلحته جنوبي نهر الليطاني، لكن ذلك لا يمنعه من تعزيز قدراته شمالي النهر، حيث يمكنه إطلاق صواريخ من أي مكان في لبنان.

وأبدت قلقها من غياب "الرقابة الجدية" على الحدود اللبنانية-السورية، مما قد يتيح لإيران الاستمرار في تسليح حزب الله عبر سوريا، وهو ما قد يشكل تهديدا مستقبليا للاستقرار، بحسب قولها.

وأظهر الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الثلاثاء، ردود فعل دولية واسعة رحبت بالقرار، باستثناء المعارضة الإسرائيلية التي هاجمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقرار، وعبر عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى "وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يعاني منها شعبا البلدين".

الضربة أتت فيما دخل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (AFP)
الضربة تأتي وسط تبادل الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي دخل حيز التفنيذ في 27 نوفمبر

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه شن ضربة جوية استهدفت عنصرا في جماعة حزب الله جنوبي لبنان وذلك وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله بشأن خرق اتفاق وقت إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في 27 نوفمبر الماضي.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أنه "في وقت سابق اليوم هاجمت طائرة لسلاح الجو مخربا من حزب الله تم رصده في منطقة جنوب لبنان وشكل تهديدا على قوات جيش الدفاع المنتشرة في المنطقة منتهكا الاتفاق بين إسرائيل ولبنان".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة جنوب لبنان في مواجهة عدة أنشطة شكلت تهديدًا على دولة إسرائيل".

ونشر أدرعي مقطعا مصورا يظهر لحظة استهداف العضو في حزب الله أثناء تنقله على متن دراجة نارية.

وأتت الضربة بعد حوالي 10 أيام على دخول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد حرب مفتوحة استمرت لحوالي شهرين إثر تبادل يومي للنار عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة.

ويتبادل الطرفان القصف والاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن "انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار" من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية منها، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة.

بالمقابل اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، الحزب "بانتهاك خطير" للهدنة، وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم "مخربين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان".

وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في الوقت ذاته بالتوغل "أعمق" داخل لبنان وعدم التمييز بينه وبين حزب الله، إذا انهار وقف إطلاق النار.

وينصّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوما يسحب خلالها حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكّك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان، على أن ينتشر الجيش اللبناني.