آثار غارات إسرائيلية على لبنان (رويترز)
آثار غارات إسرائيلية على لبنان (رويترز)

بدأ فجر الأربعاء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكن المواجهة العسكرية بين الجانبين خلّفت أضرار بالغة التكاليف طالت إسرائيل ولبنان منذ احتدم الصراع والمعارك قبل شهرين.

وتنوعت الخسائر بين قتلى وجرحى لدى الطرفين، إضافة إلى نزوح على جانبي الحدود، والدمار في المباني والبنى التحتية، اضافة الى تأثيرات اقتصادية سلبية جراء الحرب.

وقال ديفيد هاردن، المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لقناة "الحرة" إن الاقتصاد اللبناني هش جدا ولايستطيع الاستجابة لهذه الأزمة، مضيفا أن حجم الدمار سيعقد من أزمة السكن في البلاد.

وأضاف هاردن أن أهالي جنوب لبنان قد يشاركون في إعمار مناطقهم لكن المشكلة الأكبر التي ستواجههم هي حجم الدمار والركام وانتشار الذخائر غير المنفجرة، فضلا عن انقطاع مياه الشرب "كل هذا سيجعل الأمور بطيئة".

وتحدث المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) عن تحديات أمنية ستعرقل جهود عودة نحو مليون و200 ألف نازح تركوا ديارهم في جنوب لبنان.

وفي الجانب الاسرائيلي، فإن حجم الأضرار والدمار، بحسب هاردن، أقل بكثير مقارنة بلبنان. 

ويضيف هاردن أن إسرائيل ستكون قادرة، نظرا لقوة اقتصادها، على تعويض الخسائر وإعمار المناطق المتضررة، وستكون عودة الأهالي إلى مناطقهم في شمال إسرائيل سريعة، وفق قوله.

استهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت على مدار أشهر - رويترز
"البيجر" ومقتل نصر الله ومنزل نتانياهو.. ملامح حرب الـ14 شهرا بين إسرائيل وحزب الله
قبل ساعات قليلة من إعلان وقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي وصوله إلى نهر الليطاني جنوبي لبنان، وهي النقطة التي لم يصل إليها منذ عام 2000 حينما انسحبت القوات الإسرائيلية من لبنان حينها.
ونسلط الضوء في السطور التالية على أبرز الأحداث خلال 14 شهرا من القتال:

وكانت الخسائر البشرية في الجانب اللبناني ضخمة، إذ قتل نحو 3800 شخص وإصيب حوالي 16 ألفا آخرين في القصف الإسرائيلي، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

ولم يتضح بعد عدد قتلى حزب الله في المواجهة. وكانت الجماعة قد أعلنت مقتل 500 من عناصرها حتى اندلاع القتال البري في نهاية سبتمبر، دون أن تحدّث تلك الحصيلة منذ ذلك الحين.

ويقدر معهد الحرب في إسرائيل أن عدد قتلى حزب الله وصل إلى 2450.

وتكبد لبنان خسائر باهظة جراء الحرب. ويقدر البنك الدولي كلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن فقط بـ 3 مليارات دولارا، إذ دمرت إسرائيل حوالي 100 ألف وحدة سكنية معظمها في مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية والجنوب والبقاع.

وتقول إسرائيل إن 45 مدنيا قتلوا جراء هجمات حزب الله، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن 73جنديا على الأقل قتلوا في المعارك البرية.

وتقدر السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بنحو 273 مليون دولار على الأقل، مع تضرر أو تدمير مئات المنازل والمزارع والمؤسسات.

الضربة أتت فيما دخل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (AFP)
الضربة تأتي وسط تبادل الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي دخل حيز التفنيذ في 27 نوفمبر

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه شن ضربة جوية استهدفت عنصرا في جماعة حزب الله جنوبي لبنان وذلك وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله بشأن خرق اتفاق وقت إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في 27 نوفمبر الماضي.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أنه "في وقت سابق اليوم هاجمت طائرة لسلاح الجو مخربا من حزب الله تم رصده في منطقة جنوب لبنان وشكل تهديدا على قوات جيش الدفاع المنتشرة في المنطقة منتهكا الاتفاق بين إسرائيل ولبنان".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة جنوب لبنان في مواجهة عدة أنشطة شكلت تهديدًا على دولة إسرائيل".

ونشر أدرعي مقطعا مصورا يظهر لحظة استهداف العضو في حزب الله أثناء تنقله على متن دراجة نارية.

وأتت الضربة بعد حوالي 10 أيام على دخول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد حرب مفتوحة استمرت لحوالي شهرين إثر تبادل يومي للنار عبر الحدود على خلفية الحرب في قطاع غزة.

ويتبادل الطرفان القصف والاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن "انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار" من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية منها، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة.

بالمقابل اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، الحزب "بانتهاك خطير" للهدنة، وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم "مخربين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان".

وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في الوقت ذاته بالتوغل "أعمق" داخل لبنان وعدم التمييز بينه وبين حزب الله، إذا انهار وقف إطلاق النار.

وينصّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوما يسحب خلالها حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكّك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان، على أن ينتشر الجيش اللبناني.