يعتبر الجيش اللبناني من أضعف جيوش العالم - صورة أرشيفية - رويترز
يعتبر الجيش اللبناني من أضعف جيوش العالم - صورة أرشيفية - رويترز

بدأ الجيش اللبناني بنشر عناصره وضباطه في جنوب نهر الليطاني والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وينقسم الجيش بشكل أساسي إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي القوات البرية والبحرية والجوية، وتشمل وحدات خاصة وأقسام متعددة.

ويعتبر الجيش اللبناني من أضعف جيوش العالم، ويعتمد كثيرا على المساعدات الخارجية والتبرعات، ويحتل المركز رقم 118 في قائمة أقوى جيوش العالم، التي تضم 145 جيشا، وفقا لموقع "غلوبال فاير باور".

ويعتبر عدد عناصر وضباط الجيش من الأقل في العالم، ويبلغ عدد من هم في الخدمة نحو 60 ألفا، والاحتياط 35 ألفا، من ضمنهم القوات البرية (45000) والجوية (2500) والبحرية (1700).

ولا توجد الكثير من الأسلحة الثقيلة والمعدات الحربية لدى الجيش اللبناني، وهو ضعيف من ناحية التجهيز سواء بالدبابات أو المدافع أو الطائرات أو السفن، ولا توجد لديه مقاتلات حربية أو غواصات على سبيل المثال، وفقا للمصدر ذاته.

ويوجد لدى القوات الجوية 69 طائرة مروحية و9 طائرات صغيرة للتدريب، ولدى القوات البرية 204 دبابات ونحو 4500 مركبة مدرعة و488 مدفع وراجمة، ولدى القوات البحرية 44 سفينة صغيرة غالبيتها للدوريات وبعض السفن الأخرى، وفقا لغلوبال فاير باور.

وقتل وأصيب العشرات من جنود وضباط الجيش اللبناني بغارات جوية إسرائيلية خلال العام الماضي على مراكز للجيش في مناطق لبنانية متفرقة.

وقبل أيام ذكر مصدر أمني للحرة أن حصيلة القتلى من الجيش اللبناني في الضربات الإسرائيلية بلغت 40 قتيلا، إضافة لعشرات الجرحى، منذ بدء المواجهات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الثامن من أكتوبر 2023.

انتشار في الجنوب

ونشر الجيش اللبناني قوات ودبابات في جنوب البلاد ومناطق أخرى، الخميس، مع ثبات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى حد كبير لليوم الثالث على التوالي.

ويحصر اتفاق وقف إطلاق النار الوجود المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل).

وقال مصدر في الجيش اللبناني لفرانس برس إنه "يقوم بدوريات وحواجز" جنوب نهر الليطاني من دون التقدم إلى المناطق التي لا يزال الإسرائيليون متواجدين فيها.

وأعلن الجيش، الخميس، أنه "في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية".

وأوضح أن المهمات تشمل "الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات، وتفجير الذخائر غير المنفجرة".

وقال "تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم".

ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار، الأربعاء، عاد عشرات آلاف النازحين إلى مدنهم وقراهم، ليجدوا مشاهد الدمار.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس، عن مقتل 3961 شخصا وإصابة 16520 بجروح منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة من الحرب.

ومن الجانب الإسرائيلي، أدت الأعمال الحربية مع حزب الله إلى مقتل 82 عسكريا و47 مدنيا على الأقل، بحسب السلطات.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا في غضون 60 يوما من الجنوب، وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وعلى أن يخلي المناطق الواقعة جنوب النهر من أسلحته الثقيلة.

وبحسب الاتفاق، تتسلم قوات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية المواقع التي يسيطر عليها حاليا الجيش الإسرائيلي وحزب الله، على أن تنضم الولايات المتحدة وفرنسا إلى الآلية الثلاثية التي تم إنشاؤها بعد حرب عام 2006 بين الطرفين، للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار. وتضم اللجنة حاليا إسرائيل ولبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

ودعا الجيشان الإسرائيلي واللبناني سكان القرى الواقعة على الخطوط الأمامية إلى تجنب العودة إلى منازلهم على الفور.

وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، "نسيطر على مواقعنا في جنوب لبنان وطائراتنا تواصل التحليق في الأجواء اللبنانية".

وفي بيان موجه لسكان جنوب لبنان، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، "حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري".

وأضاف "جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبا حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر".

مبان مدمرة في حي حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 ديسمبر 2024.
مبان مدمرة في حي حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 ديسمبر 2024.

أفادت وزارة الصحة أن غارة إسرائيلية على بلدة حاريص في الجنوب اللبناني أدت في حصيلة أولية إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة شخصين بجروح، وفقا لما نقلته مراسلة موقع "الحرة".

وأدت غارة إسرائيلية على بلدة طلوسة في جنوب لبنان إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخص بجروح.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، أنه يشن غارات على "أهداف" في لبنان، بينما أفادت مراسلة الحرة في بيروت بوقوع غارت على مناطق عدة، تزامنت مع الإعلان الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في حسابه على "أكس" إن الجيش يهاجم في هذه الأثناء أهدافا في لبنان، حيث تسري منذ الأسبوع الماضي هدنة مع حزب الله.

وأبلغ مصدر أمني مراسلة الحرة في لبنان بوقوع سلسلة غارات من الطيران الحربي طالت منطقة البريج في إقليم التفاح، ومنطقة شبيل في الريحان، والمنطقة الواقعة بين وادي عزة وحومين الفوقا، إلى جانب غارة على المنطقة الواقعة بين اللويزة وصافي ومليخ، جنوبي لبنان.

وتترافق الغارات مع تحليق مكثف لطائرات المراقبة في أجواء مناطق الجنوب على علو منخفض، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وتأتي هذه التطورات عقب هجوم لحزب الله استهدف، الاثنين، موقعا عسكريا إسرائيليا في منطقة حدودية، كان الأول منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الأربعاء الماضي.