حزب الله التهديد الأكبر للجيش اللبناني. أرشيفية
حزب الله التهديد الأكبر للجيش اللبناني. أرشيفية

أعاد الخبير العسكري اللبناني، الجنرال وهبي قاطيشه أسباب عدم بسط الجيش اللبناني سيطرته على جميع الأراضي اللبنانية إلى سببين، الأول سياسي، لأن الحكومة الحالية تمثل حكومة حزب الله، والذي يحد من تواجد القوات اللبنانية في المناطق الجنوبية.

والسبب الثاني، عسكري لأن الجيش اللبناني استنفذ خلال العقود الماضية، ولا يمتلك الأسلحة والذخيرة الكافية، ورفض المزاعم بأن إسرائيل هي من تضعف تسليح حزب الله وتحث الولايات المتحدة على عدم تقديم الدعم للبنان.

وقال قاطشيه وهو نائب برلماني سابق وعضو الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية إن الجيش اللبناني مهمته الدفاع عن لبنان فقط، مشيرا إلى أنه لا يوجد جيش في المنطقة يمكنه مواجهة الجيش الإسرائيلي من ناحية العتاد والتطور.

المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عباس داهوك، يتفق مع قاطشيه بأن ما يعاني منه الجيش اللبناني يعود لقرارات سياسية وليست عسكرية، إذ يوجد حكومة انتقالية ولا يوجد رئيس للبلاد.

وأضاف أن على الجيش اللبناني تحديد ما هي التهديدات التي تواجهه، هل هي: حزب الله، أو إسرائيل، أو داعش أو ما يحدث في سوريا. مشيرا إلى أن التهديد الأساسي بوجهة نظره هو حزب الله.

الجيش اللبناني يباشر الانتشار جنوبا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ - حساب الجيش على إكس
ميقاتي: الجيش اللبناني بدأ توسيع انتشاره في الجنوب
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، السبت، إنه لا يرى "التزاما" إسرائيليا باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا أيضًا إلى أن الجيش بدأ توسيع انتشاره في الجنوب، وأن حكومته تعمل "بأقصى ما يمكن" في ملف انتخاب رئيس للجمهورية.

وأجرى قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون زيارة للسعودية، الخميس، التقى فيها وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، وبحثا مستجدات الأوضاع في لبنان والتعاون في المجالات العسكرية والدفاعية.

وخلال الفترة الماضية دعا مسؤولون غربيون إلى ضرورة دعم إعادة بناء الجيش اللبناني باعتباره ركيزة لاستقرار البلاد، وتشكيل حكومة إصلاحية قادرة على تنفيذ إصلاحات حقيقية في البلاد.

الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان
الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان

تنتهي اليوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني، المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

هذا الاتفاق، الذي تم بوساطة أميركية، كان يهدف إلى وضع حد للنزاع الممتد لأكثر من عام، حيث كان يشترط انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

ومع انتهاء المهلة، تتزايد المخاوف الدولية بشأن عدم التزام الأطراف بالاتفاق. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا السبت الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على أهمية استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.

جاء هذا في سياق محادثة هاتفية مع الرئيس اللبناني جوزاف عون، حيث أعرب عن قلقه من المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق. الرئيس اللبناني من جانبه، شدد على ضرورة إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق لضمان استقرار المنطقة.

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
إسرائيل تبحث البقاء في جنوب لبنان.. هل تشتعل الحرب مجددا؟
تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وبحسب بنود الهدنة، يتوجب على حزب الله، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.

في الجانب الإسرائيلي، أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم بالكامل في الموعد المحدد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل الانسحاب "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق بشكل كامل.

وأوضح البيان، أن إسرائيل "لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان".

من جهته، ألقى الجيش اللبناني باللوم على إسرائيل في التأخير، مؤكداً أنه مستعد لاستكمال انتشاره في المنطقة فور انسحاب القوات الإسرائيلية، وأقر بحصول "تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي".

وقد سادت أجواء من التوتر بين الأطراف، حيث اتهم لبنان إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقية، في حين هدد حزب الله بأن عدم احترام إسرائيل لمهلة الانسحاب "يعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق".

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
الهدنة تنتهي الأحد.. إلى أين يتجه الوضع في جنوب لبنان؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقاء جزء من قواته في جنوب لبنان لحين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، موجهًا اللوم للجيش اللبناني وحزب الله لعدم التزامهما بشروط "انتشار كامل للجيش في جنوب لبنان وانسحاب عناصر الحزب إلى شمال نهر الليطاني".

وبالرغم من سريان الهدنة، شهدت الأسابيع الماضية تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، حيث نفذت إسرائيل ضربات ضد منشآت وأسلحة للحزب، بينما أفاد الإعلام اللبناني عن عمليات تفخيخ لمنازل ومبانٍ في القرى الحدودية.

في ظل هذه التطورات، ما زالت المخاوف قائمة بشأن استقرار المنطقة واحتمالية تصعيد التوترات إذا لم يتم الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وقد حذر الجيش اللبناني السكان من العودة إلى القرى الحدودية بسبب الألغام والمخلفات التي خلفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية.