العلم الإسرائيلي على في إحدى البلدات الجنوبية اللبنانية - رويترز
العلم الإسرائيلي في إحدى البلدات الجنوبية اللبنانية (أرشيفية من رويترز)

أجرى رئيس لجنة المتابعة الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان، الجنرال الأميركي غاسبر جيفيرز، الجمعة، جولة في بلدة الخيام الحدودية، جنوبي البلاد.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن جيفيرز قام بجولته برفقة قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني، العميد الركن طوني فارس، ووفد مرافق.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، أعمالا عدائية استمرّت أكثر من عام، بما في ذلك تصعيدا واسعا استمر شهرين بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله المدعومة من إيران.

وينص الاتفاق الذي حصل برعاية أميركية فرنسية، على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من لبنان في غضون 60 يوما، وعلى انسحاب حزب الله من جنوبي لبنان إلى المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني.

وفي أواخر ديسمبر، أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، عن قلقها إزاء "استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي" في جنوب لبنان.

والخميس، أكد الجيش الإسرائيلي أنه سيتحرّك لإزالة أي تهديد لإسرائيل "وفق تفاهمات وقف إطلاق النار".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أفاد في بيان، الخميس، أن سلاح الجو شنّ غارات وقام بتدمير "منصات قذائف صاروخية متوسطة المدى" عائدة للحزب، "داخل موقع عسكري للتنظيم في جنوب لبنان"، مشيرا الى أنه استهدف كذلك "بجانب موقع عسكري آخر في منطقة النبطية منصات قذائف صاروخية أخرى".

وأوضح أنه "في إطار تطبيق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان وقبل الغارة، تمّ إرسال طلب إلى الجيش اللبناني لإحباط مفعول هذه المنصات التي شكلت تهديدًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية" وقواتها، مضيفا: "جرى استهداف المنصات فقط بعدما لم يتم معالجة الطلب من قبل الجيش اللبناني".

الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان
الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان

تنتهي اليوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني، المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

هذا الاتفاق، الذي تم بوساطة أميركية، كان يهدف إلى وضع حد للنزاع الممتد لأكثر من عام، حيث كان يشترط انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

ومع انتهاء المهلة، تتزايد المخاوف الدولية بشأن عدم التزام الأطراف بالاتفاق. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا السبت الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على أهمية استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.

جاء هذا في سياق محادثة هاتفية مع الرئيس اللبناني جوزاف عون، حيث أعرب عن قلقه من المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق. الرئيس اللبناني من جانبه، شدد على ضرورة إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق لضمان استقرار المنطقة.

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
إسرائيل تبحث البقاء في جنوب لبنان.. هل تشتعل الحرب مجددا؟
تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وبحسب بنود الهدنة، يتوجب على حزب الله، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.

في الجانب الإسرائيلي، أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم بالكامل في الموعد المحدد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل الانسحاب "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق بشكل كامل.

وأوضح البيان، أن إسرائيل "لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان".

من جهته، ألقى الجيش اللبناني باللوم على إسرائيل في التأخير، مؤكداً أنه مستعد لاستكمال انتشاره في المنطقة فور انسحاب القوات الإسرائيلية، وأقر بحصول "تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي".

وقد سادت أجواء من التوتر بين الأطراف، حيث اتهم لبنان إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقية، في حين هدد حزب الله بأن عدم احترام إسرائيل لمهلة الانسحاب "يعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق".

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
الهدنة تنتهي الأحد.. إلى أين يتجه الوضع في جنوب لبنان؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقاء جزء من قواته في جنوب لبنان لحين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، موجهًا اللوم للجيش اللبناني وحزب الله لعدم التزامهما بشروط "انتشار كامل للجيش في جنوب لبنان وانسحاب عناصر الحزب إلى شمال نهر الليطاني".

وبالرغم من سريان الهدنة، شهدت الأسابيع الماضية تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، حيث نفذت إسرائيل ضربات ضد منشآت وأسلحة للحزب، بينما أفاد الإعلام اللبناني عن عمليات تفخيخ لمنازل ومبانٍ في القرى الحدودية.

في ظل هذه التطورات، ما زالت المخاوف قائمة بشأن استقرار المنطقة واحتمالية تصعيد التوترات إذا لم يتم الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وقد حذر الجيش اللبناني السكان من العودة إلى القرى الحدودية بسبب الألغام والمخلفات التي خلفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية.